زينب علي باكير أغسطس 2, 2022, 11:49 م

لم لا نعود؟.. خاطرة

لا تنفك تراودني خيالات لحياة الماضِي
لأيام أشعر بها قديمة جداً جداً
صور وكلمات.. وصوت أحياناً!
طرق طويلة وعيون تواقة تلمع وصيف الهوى ينضج
كم كانت جميلة تلك الفترات
كم أتذكرها وأتذكر أهلها وأصحابها وأحبابها وضحكاتها ودمعاتها وأغانيها!
لياليها وسهراتها وناسها..
غابوا أناسها وانتهى حبها..
ورحلت أنا.. مات الهوى ولم يبق مما كان
إلا أشكالنا
التي تبدو ذاتها لكنها تغيرت كثيراً أيضاً
وماتت فكرة أبدية الأشياء التي ادعيتها
وأسطورة الحب المستحيل الذي طالما تغنيت به
"والمدينة يبدو أنها لم تظلم بعد هجراني.. ولا أعرف إنْ كان الشوق قد هز إرادته أم لا"..
المهم الآن أني أحاول بكل قوتي وألمي أحاول الهرب
ولكن عبثًا.. عقلي معي وذاكرتي ملتصقة بي..
كيف أهرب مني؟
مهما ابتعد الإنسان يأخذه معه وطنه وذكرياته وأشخاصه وكل كل آلامه...
لن تختفي الأشياء مني بهذه البساطة..
إنها حياة ووقائع وندبات وبصمات
وليست خدعًا بصرية في فيلم سينمائي
أحتاج حياة ثانية وذاكرة جديدة
وقلب أبيض لا شيء يشوبه... وكأنَّ الأشياء حدثت منذ زمن بعيد جداً
كأنه مرت سنوات على الأمس وعلى القلب وعلى النفس..
كل الأماكن فارغة منك ومني
كلها جافة وكأنه لا هوى فيها صار ولا ذكرى كانت
ولا حوار على هذا الرصيف دار
الوداع يغزو الوجوه
والغُربة تلبس العيون.. والماضي الذي جمعنا لن يعود
الفراق كان ينتظرنا.. يتوعدنا
يغل فينا.. يجبرنا على البقاء وعلى اللقاء
يعلقنا أكثر بأحلام ليست لنا
الفراق هو عنواننا الأبرز
والماضي بَصم على قلوبنا.. لن نرتاح
لن ننسى
لن نفترق..

وبرغم الاختلاف

وبرغم الابتعاد والعناد والقسوة

لا زلنا نُمثل.. نرتدي قناعًا لا يُظهر لهفة أعيننا
نتصنع كل شيء لنغطي على الشوق.. لئلا يظهر
نكذِّب نحن!
وملامحنا فاضحة
نهرب من كل شيء بيننا لئلا نبوح..
ولكن الأمر بغاية البساطة.. لِم التعقيد والدموع؟

لمَ لا نبوح؟

لِمَ لا نكون؟

لمَ لا نعود؟

بقلم زينب علي باكير

أعشق الفنون على اختلاف أنواعها وأشكالها أدون مذكراتي و مواقف حياتية و شخصية بأسلوب أدبي، أحب نشر منهج أو طريقة تفكيري للآخرين ،أكتب و أرسم منذ كان عمري ٥أعوام لدي شغف بالفن والألوان والأعمال اليدوية، وطموحي الأول و الأكبر أن أصبح أديبة عربية مشهورة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة