صبيحة عام 1947، يتلقى أول أمين عام للجامعة العربية، عزام باشا برقيةً سريةً، جعله محتواها يقف مشدوهًا بما كُتب فيها، من مجموعة المجاهدين العرب في اليمن.
ليطلب على الفور، مقابلة الملك فاروق الذي أمره بالتأكد من خبرها، لينتج عن ذلك الحوار.
أمر ضباط الجيش المصري، من إيقاف سفينة ستمر بقناة السويس، يقبع بداخلها بطل من أبطال العالم الإسلامي؛ خلال 24 ساعة، يتمكن الجيش المصري من إيقافها، ليتفاجأ برؤية ذلك الشيخ.
اقرأ أيضًا ماذا تعرف عن المملكة المغربية؟.. موقعها وتاريخها
الريف المغربي الإسلامي
ثياب بيضاء، ملامح حادة، لحية تشع بياضًا، يعلو وجهه الوقار، ويتميز كلامه بالحكمة، شامخًا كما الجبال، يعلو البساط الملكي، واضعًا يدًا على الأخرى، تظهر على يديه وقدميه الهزيلتين آثار السلاسل التي اتخذت من مكان اللحم موطنًا لها، لينطلق الملك فاروق بسؤاله: من أنت؟!
يرفع عينيه بنظرة حادة ملؤها الفخر، وقد هز صوته أرجاء المكان، أنا الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي.
هنا يعود التاريخ قليلًا إلى الوراء، حيث قرية أغادير، الريف المغربي الإسلامي، وتحديدًا في عام 1883م، يُرزق شيخٌ من شيوخ مملكة الأمازيغ مولودًا، ليرفعه، وقد شع النور من وجهه، تاركًا بصمته الإسلامية باسمه، متهللًا به.
مستبشرًا بنبي الأمة محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- متيمنًا بخير المرسلين، ظانًّا به البركة، والسير على نهج الحبيب المصطفى، ليرعاه بين يديه، معلمًا إياه القرآن، تحفيظًا، وتجويدًا، وفهمًا.
ثم يُلحقه بجامعة القرويين، لتنتج ثمار الشيخ عبد الكريم الخطابي، بأن يصبح ابنه أحد قضاة المغرب، ضاربًا بذلك مثالًا يحتذى، تاركًا بصمته في العالم الإسلامي أجمع.
يدب الخوف في صفوف العدو، مواليًا بذلك حقبة طارق بن زياد، أمير البحار، وجماعة المرابطين الإسلاميين، ما دعا الدول الأوروبية لتقسيم الجانب الغربي الإسلامي، قاصدةً بذلك تدمير المسلمين، وتفريق صفوهم، ليقف في وجههم الفارس المدجج عبد الكريم الخطابي وابنه محمد، ليلقى الوالد حتفه، تاركًا خلفه ابنه، ليحقق المجد.
اقرأ أيضًا عادات وتقاليد الثقافة المغربية.. تراث وتنوع
حرب العصابات في أوروبا
بعدها يؤسر ويُزَج به في السجن، ولكيلا يتمكن من الهرب، يُصنع له سجن خاص في أعالي الجبال، فتأبى نفسه الخضوع، فيصنع من سرير نومه حبلًا يرميه من إحدى فتحات السجن، ليخذله طول ذلك الحبل، فيقفز كأنه نمر مغوار، غير آبه بما سيحدث له.
فتنكسر ساقه، ويسقط فاقدًا الوعي، من جرّاءِ الصدمة، فيُقبض عليه مرة أخرى، مكبل اليدين والقدمين ليمن الله عليه ويخرج من زنزانة العدو ليكوِّن جيشًا من ثلاثة آلاف جندي، صانعًا حيلًا حديثةً في الحرب أصبحت تتناقلها مدارس التجنيد فيما بعد.
يلقى العدو خسارة تلو الأخرى ليضيق الخناق على الجيوش الأوروبية تحت حرب تسمى حرب العصابات، فيتزعزع قياديو الجيش الإسباني من فِعل قائدٍ بطلٍ يقود ثلاثة آلاف جندي، محاولًا مقاومته بجيش انطلق من مدريد بلغ عدده 60 ألف جندي.
فيلحق الله بهم هزيمة شنعاء، على أيدي جنود يحملون أسلحة وبنادق بدائية، أمام جيش يستخدم معدات حديثة ليقتل منهم 18000 جندي إسباني، ويأسر البقية، ليفر منهم 600 جندي فقط، ليقصّوا ما أصابهم من فزع تلك الحرب.
ليفرح المسلمون بالنصر الإلهي، تحت قيادة، البطل الخطابي، ليزيل بقايا ما خلفته تلك الحرب، وينشئ دولة إسلامية خالية من الشعوذة والدروشة.
اقرأ أيضًا كتاب"دراسات في تاريخ المغرب" والمؤرخ جيرمان عياش
الانتصارات تتوالى
وبعد مرور 5 أعوام تقوى أواصر هذه المجموعة، ليمثل ذلك خطرًا على التجمع الأوروبي، ليعاودوا الكرة مرة أخري، محاولين إلحاق الهزيمة بهذا الجيش الكرار الذي يتكون من 20 ألف جندي مسلم، ليعدو لهم من الأدوات الحديثة للقتال، من دبابات، وطائرات، وأسلحة حديثة.
لينهزم نصف مليون جندي إسباني، أمام 20 ألف جندي مسلم فتستمر انتصاراته، ما يؤجج نار الغيرة والحسد، في قلوب أصحاب المذاهب الصوفية، ليحاولوا مقاتلته بشتى الطرق، ومقاطعته، لضعف أنفسهم، وقلة حيلتهم.
قاتل حتى النهاية، وكان الله يشد عضده، فيلحق الهزيمة بجيش الأعداء في كل مرة حتى بقي معه 200 جندي فقط يحاربون في سبيل إعلاء كلمة الله.
ليلجأ أعداء الإسلام لخدعة قذرة؛ إذ طلبوا من الأمير محمد إبرام عقد إخاء، ثم نكصوا عهدهم، وانقلبوا على أعقابهم، واختطفوه بعيدًا عن دياره وزجوا به في جزيرة بعيدة معزولة مدة 20 عامًا.
وخلال محاولتهم إخراجه بعد أن هزل جسده، وقلت مقدرته، إلى سجون إحدى الدول، يعرف المجاهدون خبر نقله ثم يحملونه إلى الأمير عبد الرحمن لفك أسره.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.