لمحة عن رواية « سالبتيرا » للكاتب بيدرو مايرال

يحكي لنا (ميغيل) قصة أبيه (سالباتييرَّا) بطريقة أخاذة خاطفًا الأنظار للفائفه غير المُتناهية.

قد يهمك أيضًا قراءة في رواية الرقص على طبول مصرية

نبذة عن المؤلف

(سالباتييرَّا) أو بالأحرى (سالفاتييرا) هي رواية للكاتب بيدرو مايرال الذي وُلد في العاصمة الأرجنتينية (بوينس آيرس) في السابع والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر عام 1970.

نشر ديوانه الشعري الأول عام 1996م، ونشر روايته الأولى (ليلة مع سابرينا لوف) الحائزة جائزة (كلارين) عام 1998م التي حُوِّلت لفيلم سينمائي عام 2000م، وقع عليه الاختيار عام 2007م في فعالية (بوغوتا) في دورتها الـ39 كونه أشهر كُتاب أمريكا اللاتينية الشباب

يحكي لنا (ميغيل) قصة أبيه (سالباتييرَّا) عندما كان بالتاسعة من عمره وتعرَّض لذلك الحادث الأليم.

فحينما كان يلهو مع أبناء عمومته في البستان امتطى حصانًا، وسقط عن ظهره وارتطمت رأسه بالأرض، فحمله أبناء عمومته إلى البيت وهم يبكون ظنًّا منهم أنه قد فارق الحياة.

وعندما رأته أمه وقعت مغشيًّا عليها، أخذت الخادمة تُضمد جراحه حتى أتى طبيب ظل معه حتى تماثل من علته، وعاد للحياة أخرس.

بعد أن باءت جميع محاولات علاج خرسه بالفشل، أعطاه الطبيب علبة ألوان مائية، فاستعاض بالرسم بها عن خرسه، ولم ينفك عن الرسم حتى مات، فأخذ يرسم الطيور والحيوانات والحشرات و«بورتريهات» لعماته وبنات عمه.

كان أبوه (رافاييل سالباتييرَّا) قد جاء بصحبة أخيه (بابلو) إلى الأرجنتين، وهما في العشرين من العمر، فعملا مزارعيْن في (كونسيسيون ديل أوروجواي)، ثم ناظري مزارع في (كولون) حتى تمكَّنا من شراء أرض في (بارَّانكاليس).

كان (سالباتييرَّا) سيكمل مسيرة والده من بعده لكن خرسه أعفاه من تلك المسؤولية، فبات دوره مُهمشًا في العائلة.

قد يهمك أيضًا من كتاب "على منهاج النبوة" للكاتب "أدهم شرقاوي"

أحداث الرواية

عندما بلغ الرابعة عشرة من عمره أخذته أمه لرسام ألماني يُدعى (هيربرت هولت) يرجع له الفضل أن علمه الرسم بالزيت، فكان (سالباتييرَّا) يذهب لمعلمه (هولت) مرتين في الأسبوع لتعلم تقنيات الرسم فأتقن مزج الألوان ودراسة النِّسَب حتى عاد (هولت) إلى ألمانيا ربما لتفوق تلميذه (سالباتييرَّا) عليه، وذلك بعد أن ترك له كمية لا بأس بها من الطلاء ولفافة طويلة من القماش فاضت عن حاجته.

كان (هولت) يقص منها قطعًا ليرسم عليها، لكن (سالباتييرَّا) عندما أخذها شرع بالرسم من أولها إلى آخرها دون أن يقصها، فأخذ يرسم النهر في لوحة مُمتدة إلى ما لا نهاية، وكان قد بلغ العشرين من عمره حين شرع في رسم لفافته الأولى تلك.

بعد خمس سنوات ذهب للعمل في البريد وكان يذهب كل يوم سبت إلى مكتبة (أورتيس) في بلدته (بارَّانكاليس) ليقرأ عن حياة الرسامين العظام، وتعرف على (إيلينا راميريس) التي كانت تعمل بالمكتبة فتزوجها وأنجب منها (لويس، ميغيل).

في مشفى (بارَّانكاليس) مات (سالباتييرَّا)، وحمل ولداه على عاتقهما مسؤولية إظهار أعماله للنور فذهبا لصديقه (د/ دابيلا)، أملًا في أن يساعدهما في ذلك لعلاقاته بالحكومة المحلية.

فكتب الأخير عدة خطابات للحكومة المحلية يطلب منهم إعانة مادية لتدشين مُتحف لعرض لوحات (سالباتييرَّا) بإعتبار ذلك تراثًا ثقافيًّا للبلدة، لكن عبثًا، فلم يقدم لهم أي دعم ولم يذهب أحد للاضطلاع على تلك اللوحات.

بعد عامين من وفاة (سالباتييرَّا) توفيت زوجته (إيلينا).

قد يهمك أيضًا رواية أرض زيكولا - للكاتب عمرو عبد الحميد

اللفافة الناقصة

قرر الأخوان (لويس، ميغيل) أن يذهبا للمخزن للاضطلاع على لفائف (سالباتييرَّا)، فقام أمين المخزن (ألدو) بمساعدتهما في فض أربطة اللفائف التي بلغ عددها ستين لفافة، والتقط (لويس) صورًا فوتوغرافية لأجزاء منها ليرسلها مرفوقة بخطابٍ يطلب فيه إعانة مادية من المقاطعة لإقامة مُتحفٍ صغير أو معرض فني لأعمال (سالباتييرَّا).

لكن أخاه (ميغيل) نصحه بأن إعداد كتيب يحوي صور اللفائف مصحوبًا بالشرح سيكون أفضل، تساءل (ميغيل) كم يبلغ طول اللفافة؟

فأجابه (لويس) عدة كيلو مترات وتزن كل لفافة قرابة مئة كيلوغرام.

كانت كل لفافة تحمل سنة رسمها، وكانت رُسُوم (سالباتييرَّا) متصلة ببعضها بعضًا، فاتسمت لوحاته بالاستمرارية فلم يكن للقماش أطر، فكانت نهاية كل لفافة تلتئم مع بداية اللفافة التالية، لو كان بمقدور (سالباتييرَّا) لاحتفظ بها مجتمعة بلفافةٍ واحدة عملاقة.

حينما كان يعد (ميغيل) قائمة باللفائف لاحظ اختفاء لفافة عام 1961 م، فتنطلق حينئذ الرواية في البحث عن تلك اللفافة الناقصة، في بادئ الأمر ارتابوا في أمر (ألدو) عله يكون قد سرقها، لكنه أثبت لهم أنه لم يفعل ذلك.

فأخذوا يتساءلون، ماذا جرى لتلك اللفافة؟

أين يمكن أن تكون؟ أقرضتها الجرذان؟

أسرقها شخص آخر غير (ألدو)؟ أباعها (سالباتييرَّا)؟

استطاع الأخوان إحضار أحد موظفي البلدة ألا وهو السكرتير الخاص بشئون الأنشطة الثقافية للاضطلاع على اللوحات عساه يتخذ قرارًا بشأن إقامة مُتحف لكنه خيَّب ظنهما وحقَّر من شأن اللفائف.

قد يهمك أيضًا كافكا حياته وأهمّ أعماله

متحف رويل

عندما تنزل درج الرواق الضخم الواقع تحت الأرض في مُتحف (رويل) تجد نسخة من اللوحة معروضة فتظن أنك بمعرضٍ للأحياء المائية، فعلى ذلك الجدار المُمتد لثلاثين مترًا انسابت اللوحة البالغة أربعة كيلو مترات كأنها نهر.

(سالباتييرَّا) لم يُجرِ أية لقاءات صحفية، ولم يشارك في الحياة الثقافية، فكان يرى أن لوحاته تلك ليست إلا شيئًا شخصيًّا خاصًّا به، فهو سعيد برسم حياته وليس بحاجة؛ لأن يظهرها للناس.

يحكي لنفسه عن تجربته بجداريةٍ متواصلة كأنها سيرة ذاتية مصورة، تاركًا للنقاد ملء ذلك الصمت بكثيرٍ من الآراء المُتضاربة.

 تنويه: إن ما قرأتموه يعرض فقط بعض ملامح الرواية ولا يغني عن قراءة الرواية.

 إذا حاز ما كتبناه على إعجابكم فلا تنسوا الاشتراك حتى يتسنى لكم قراءة كل جديد.

 قد يهمك أيضًا

-معلومات عن الكاتبة سارة النجار في اليوم العالمي للمرأة

-الكاتبة نورا ناجي وعلاقتها بأروى صالح.. الجوائز ليست الحافز الوحيد

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة