ولدت (لودميلا يفجينيفنا أوليتسكايا) في (دافليكانوفو) بجمهورية (باشكورستان) الرّوسيّة في الواحد والعشرين من شهر شباط / فبراير عام 1943، رُشّحت جائزة البوكر لرواية (صونيتشكا) للقائمة القصيرة عام 1993.
وحصدت جائزة (مديسيس) الفرنسيّة عام 1996، وجائزة (جيورنيه اتشابي) الإيطاليّة عام 1998، وبيعت أربعة ملايين نسخة من أعمالها في أنحاء العالم.
اقرأ أيضًا حصريًا.. فصل من رواية "خسوف" للكاتبة سارة ممدوح
أعمال الكاتبة لودميلا أوليتسكايا
الخيمة الخضراء الكبيرة، والطّاعون فحسب، وحفل الجنازة، وسلّم يعقوب، وديما وأطفالها، لكن لم تُترجم حتّى وقتنا هذا للّغة العربيّة سوى روايتها تلك (صونيا) أو (صونيتشكا) وكلاهما اسمان لبطلة تلك الراوية.
انكبّت (صونيتشكا) عشرين عامًا على القراءة منذ أن كانت في السّابعة حتّى صارت في السّابعة والعشرين، فأخذت تقرأ لـ(دوستويفسكي، وتورغينيف، وليسكوف).
دائمًا ما كان يُمازحها أخوها الأكبر (إيفريم) بأنّ أنفها قد اتّخذ شكل الكمّثرى من كثرة القراءة على عكس أختها الكبرى الّتي كانت تتعاطف معها، اضطرّ أبوها الحدّاد والميكانيكيّ الماهر إلى أن يغلق ورشته، ويذهب إلى مصنع للسّاعات بسبب التّوجّه الاقتصاديّ الجديد الّذي كان يلفظ آخر أنفاسه، في حين ظلّت أمّها تُحيك الملابس لجارتها سرًّا حتّى فارقت الحياة.
اقرأ أيضًا ملخص رواية ساق البامبو للكاتب سعود السنعوسي
أحداث رواية صونيتشكا
كانت (صونيا) طويلة نحيلة عريضة المنكبين جافّة السّاقين، انحنى كتفاها واحدودب ظهرها فصارت خالية من أيّ ملامحٍ للجمال.
دائمًا ما كانت تمزج بين ما تقرأه وما يحدث في الواقع، فمثلًا نجد أنّها قد تألّمت كثيرًا لعذاب النّقيّة (نتاشا روستوفا) قرب سرير الأمير المحتضر (أندريه)، والمصيبة الّتي ألمّت بأختها حين أهملت ابنتها ذات الأربعة أعوام فوقعت في البئر في حين كانت تثرثر مع جارتها.
بعدما أنهت المعهد المتوسّط في إدارة المكتبات عملت في مستودع للكتب، وكانت تشعر بالحزن كلّ يوم حين ينتهي الدّوام، فتنتظر بفارغ الصّبر اليوم الجديد حتّى تتلذّذ مرّة أخرى بقراءة الكتب، أقنعتها مديرة المكتبة بأن تلتحق بالجامعة، وتحديداً في قسم فقه اللّغة الرّوسيّة، فأخذت تتهيّأ لأداء الامتحان.
لكن لم يحالفها الحظّ، فقد اندلعت حرب اضطرّت على إثرها إلى أن ترحل مع أبيها لمدينة (سفيردلوفسك)، وهناك ذهبت مجددًا لقبو المكتبة.
يأتي إلى المكتبة لاستعارة بعض الكتب رجل قصير القامة نحيل الجسم أشيب الشّعر يبلغ من العمر سبعًا وأربعين عامًا يُدعى (روبرت فيكتوروفيتش).
قضى خمس سنوات في السّجن في باريس، وعكف بعد سنتين من سجنه على رسم «البورتريه» لزوجات المسؤولين، فصارت مُستقبلًا مهنته حين عاد إلى وطنه، لكن يبدو أنّه لم يأت للمكتبة لاستعارة الكتب فحسب، فقد وقع في غرام (صونيتشكا) من الوهلة الأولى.
اقرأ أيضًا ملخص رواية " إرينديرا البريئه".. للكاتب جابرييل جارسيا ماركيز
ملخص رواية صونيتشكا
أنهت (صونيا) يومها، وعادت لبيتها شاردة الذّهن، تفكّر فيما حدث اليوم، وأخذت تسترجع ذكرياتها حين كانت في الرّابعة عشر من عمرها، ووقعت في عشق زميلها في المدرسة (فيتيا ستاروستين)، ففضحتها عيناها اللّتان لا تفارقان النّظر إليه.
لكنّه لم ينتبه لذلك، أشفقت عليها صديقتها المتعاطفة معها، ونصحتها بأن تتماسك وتتمالك نفسها، لكن عبثًا، انتهت قصة الحبّ الفاشلة تلك بصفعتين على وجهها من معشوقها بعد أن لقّنها درسًا أمام زملائها، فصارت طريحة الفراش لأسبوعين متواصلين.
وعندما عادت للمدرسة كانت متوجّسةً من أن تُهان إهانة جديدة، لكنّها فوجئت بانتحار صديقتها (نينا بوريسوفا)، وانتقال (فيتيا ستاروستين) مع أهله لمدينة أخرى، فغطّى ذلك على ما حدث لها، وقطعت على نفسها عهدًا بألّا تقع في الحبّ مرّة أخرى.
عاد (روبرت فيكتوروفيتش) إلى المكتبة حاملًا معه «بورتريه» لوجه (صونيتشكا) طالبًا منها أن تقبله زوجًا لها، فوافقت على طلبه رغم أنّها ترى أنّه كنز لا تستحقّه.
حياة (روبرت فيكتوروفيتش) كانت غريبة بعض الشّيء، فقد درس الرّياضيّات والدّراسات اليهوديّة حتّى امتهن الرّسم، وعلى نقيض زوجته، لم يكن يبالي بالأدب الرّوسيّ، وكان في طبيعته متقشّفًا يكتفي بأقلّ ما يمكن.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.