ما اضطراب ريت؟ ولماذا يصيب الإناث دون الذكور؟ وما علاقته بالتأخر العقلي لدى الحالات المصابة به؟ كل هذه الأسئلة وغيرها نجيب عنها في المقال التالي.
سبب التسمية
كما اعتدنا في تسمية المتلازمات أو الاضطرابات، فغالبًا ما تُنسب إلى الطبيب الذي اكتشفها، وهكذا الحال في هذا الاضطراب الذي تم اكتشافه أو توصيفه على يد طبيب الأطفال النمساوي أندرياس ريت منتصف ستينيات القرن الماضي.
يصنف بأنه أحد أشد إعاقات اضطرابات النمو الشاملة من حيث درجة تأثيرها في المخ، وما يستتبعه من فقدان القدرة على الاحتفاظ بما اكتسبه من خبرات، وما تعلمه من مهارات كالزحف والمشي والكلام. إذ يتسبب هذا الاضطراب في الفقدان التدريجي للمهارات الحركية والكلام.
وكما أن متلازمة تيرنر تصيب الإناث دون الذكور، ينطبق ذلك أيضًا على اضطراب ريت الذي يصيب الإناث فقط دون الذكور، وتبدأ أعراضه في الظهور بعد الشهور الست الأولى، ولا يزال السبب غير محدد.
اقرأ أيضًا: نقص هرمون النمو عند الأطفال: مفتاح الصحة المفقود في رحلة الطفولة
تشخيص الدليل الإحصائي
توجد مجموعة من المعايير التي وضعتها الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين في الدليل الإحصائي الصادر عام 1994م، الذي نص على ضرورة توافر المعايير التالية جميعها:
- نمو طبيعي في أثناء الحمل، وقبل الولادة وبعدها.
- نمو نفس حركي طبيعي خلال الشهور الخمسة الأولى بعد الميلاد.
- محيط الرأس طبيعي عند الميلاد.
قبل أن تظهر الأعراض الأخرى في مرحلة لاحقة بعد مرحلة النمو الطبيعي السابقة وهي:
- نقص في سرعة نمو الرأس بعد عمر 48 شهرًا بعد الميلاد.
- فقد مهارات استخدام الأيدي التي سبق وتم اكتسابها ما بين 5 - 30 شهرًا.
- فقد مهارات التواصل أو التفاعل الاجتماعي.
- ظهور تدهور في تناسق الجذع أو في المشي.
- قصور شديد في نمو قدرات التعبير اللغوي، أو فهم كلام الآخرين، مع تخلف واضح في نمو الجانب السيكولوجي.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع إبر هرمون النمو
أخطاء التشخيص
كثيرًا ما شاب عملية التشخيص أخطاء كأن يتم وصفها بالتوحد، وأحيانًا أخرى على أنها شلل دماغي أو إعاقة عقلية من النوع الشديد، ومع التقدم العلمي الحاصل، وزيادة المعلومات المتاحة عن هذا الاضطراب، بدأ تصويب التشخيص على نحو كبير، ويأمل المتخصصون أن يستمر ذلك مستقبلًا من أجل الوقوف على أسباب الإصابة بها، وطرائق العلاج والتأهيل الممكنة.
مخاطر حدوث مضاعفات
تظل احتمالات حدوث مضاعفات لمتلازمة ريت قائمة، ومن المضاعفات الشائعة اضطراب النوم، ومشكلات في تناول الطعام، وأخرى في الأمعاء والمثانة، والإصابة بالإمساك وسلس البول أو الغائط.
هذا فضلًا عن الإصابة بالقلق والاضطراب المتواصل الذي يعوق التواصل والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين.
بعد العام الأول قد يحدث تدهور سريع، حيث يفقد الطفل القدرة على أداء المهارات التي اكتسبها في وقت سابق. وتبدو المشكلات الحركية جلية وواضحة في المصابين بهذا الاضطراب، وتزيد مع التقدم في العمر، خاصة بعد بلوغ سن العاشرة التي تشهد انخفاضًا ملحوظًا في المهارات الحركية.
اقرأ أيضًا: تعرف إلى علامات الإصابة بمتلازمة داون
العلاج والتأهيل
وكما أنه لا يعرف سبب واضح للإصابة بهذا الاضطراب، لا يوجد علاج له، لكنه ومع التطور العلمي الحاصل، لا يُستبعد التوصل إلى أفضل الطرائق الممكنة للعلاج والتأهيل.
ومع ذلك توجد بعض الخيارات التي من شأنها أن تحسن جودة الحياة للمصابين بها، مثل العلاج الوظيفي والعلاج الطبيعي، والعلاج بالكلام، فضلًا عن تقديم الدعم النفسي للحالات المصابة وأسرها كذلك.
ويُنصح بزيارة الطبيب عند ملاحظة أية تغيرات سلوكية أو مشكلات في النمو، مثل تباطؤ نمو الرأس أو اختلال التوازن والحركة، وتأخر النطق والكلام، أو تراجع واضح للمهارات التي اكتسبها سابقًا.
احسنت النشر مقال جميل
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.