بعد قراءتك هذه المقالة، أعدك أنك ستكون أكثر قدرة على التعامل مع ابنك المراهق دون نقد أو لوم، لكن بمزيد من التعبير عن المشاعر.
سوف تفهم لماذا ينفر المراهق من الأسرة، ويميل إلى الشلة أو الأصدقاء؟
سوف تكون أكثر فهمًا لكيفية تعبير المراهق عن نفسه، ونتعرف على البدائل الأفضل للنقد والتجريح للمراهق.
اقرأ أيضًا هل يعامَل المراهق معاملة الرجال أم الأطفال؟
المراهق والنقد
عادة ما يهرب الابن في مرحلة المراهقة من النقد واللوم والعتاب، ليس هذا فحسب، بل إنه يتخذ موقفًا سلبيًّا تجاهه، ومشكلة المراهق مع الوالدين تحديدًا من أنه يعبر عن ذلك بالكلام الذي عادة ما يوصف بالاندفاعية ويشعر الوالدان فيه بالتجاوز، ومن هنا تحدث المشادات والخلافات بين الآباء والأبناء.
لذلك نجد الابن في هذه المرحلة منطويًا على نفسه، يجلس بمفرده، يتجنب الجلوس مع أفراد العائلة خاصة ممن يوجهون سهام نقدهم إليه.
في هذا السياق ينصح الدكتور مصطفى أبو سعدة -استشاري نفسي وتربوي- الوالدين بتجنب النقد واللوم الذي يمارسونه مع ابنهم المراهق.
في النقدواللوم، قطع لأواصر الاتصال والتواصل والوقوف على أسباب المشكلة ومحاولة البحث لها عن حلول، بدلًا من ذلك لماذا لا يعبر الآباء عن الأشياء التي تزعجهم في تصرفات ابنهم بدلًا من توجيه النقد والتأنيب له؟
اقرأ أيضًا المراهقة مراحلها ومشاكلها وكيفية التعامل مع المراهقين ؟
عبِّر عن مشاعرك
التعبير عن المشاعر الغاضبة للطفل ضرورة، فإذا كنا نشجع الطفل على التعبير عن مشاعره وعما يشعر به بداخله، فمن باب أولى أن نطبق نحن الآباء والأمهات ذلك مع الأبناء وأن نكون لهم قدوة بحق، بالأفعال وليس الأقوال.
إذا صدر منه سلوك أزعجك، لماذا لا تعبر له عن انزعاجك من هذا السلوك، وليس منه، ففارق بين الشخص وبين سلوكه، فأنت هنا تعبر عن انزعاجك من السلوك وليس الابن، وهو ما يجب أن يعيه جيدًا، وأن توضح أسباب هذا الانزعاج وما يترتب عليه.
على سبيل المثال، عندما يخبرك ولدك أنه يريد الخروج مع أصدقائه في مناسبة من المناسبات الاجتماعية لأحد الأصدقاء، وبعد أن عرفت مع من سيخرج، وإلى أين سيذهبون، واتفقت معه على موعد العودة إلى البيت في المساء، ومع ذلك تأخر عن الموعد المتفق عليه.
أنت هنا لا تلوم ولا تعاتب، ولكن عبِّر له عن انزعاجك من إخلاله بما تم الاتفاق عليه، ولا يمكن قبول أي عذر؛ لأنه تسبب بأذىً لمشاعر والدته التي ظلت قلقة عليه وتدور برأسها ألف خاطرة حول أسباب هذا التأخير.
اقرأ أيضًا كيف تمر مرحلة المراهقة بلا إرهاق؟
خطورة النقد على المراهق
خطورة توجيه النقد واللوم للمراهق على نحو متكرر، أنه يخلق حواجز بين الآباء والأبناء، ويزيد الفجوة بينهما، في الوقت الذي يكون فيه الوالدان في أمس الحاجة للاقتراب من ابنهما المراهق، ليكونا له الوالد والصديق، يشعر معهما بالاكتفاء ولا يبحث عنه خارج البيت، سواء مع الأصدقاء، أو في الإنترنت.
بالنظر إلى الواقع من حولنا حول علاقة الآباء بالأبناء -خاصة في مرحلة المراهقة- نجد أنها ممتلئة بالخلافات والمشادات وبُعد المسافات، حتى إن الابن قد لا يجلس مع والديه طوال اليوم.
ومن الآباء من لا يرى ابنه المراهق سوى مرة واحدة في الأسبوع، وهذا من التقصير بحق الأبناء أيًّا كانت المسؤوليات الملقاة على عاتق الأب؛ لأنه بالنهاية كل جهده وتعبه من أجل الأبناء، لكن ما فائدة كل ذلك إذا شغلنا عن أبنائنا؟!
للأسف كثير من الوالدين عندما ينتقد سلوك الابن، فهو يوصل رسالة له بأنه مكروه ومنبوذ، ولا فرق بين الشخص والسلوك، وهذا نقد تحطيم، بدلًا من أن تعزز ثقته بنفسه، وتقبله لذاته، تجعله يمثل صورة سلبية عن نفسه.
فالزوج الذي عاد لتوه من عمله، ووجد الفوضى تعم أرجاء البيت، الملابس ملقاة في كل مكان، غرفة النوم غير مرتبة، وفوق ذلك الطعام لم يجهز بعد.
في هذه الحالة، قد يخاطب الزوج زوجته بأنها مهملة ومقصرة في واجباتها المنزلية، وأنها لا تقدره كونها تعلم بموعد عودته ومع ذلك، البيت غير مرتب، والطعام غير جاهز.
لكن ماذا لو عبَّر عن انزعاجه من الفوضى الموجودة بالبيت، أنه لم يكن يتخيل عند عودته أن يرى البيت بهذا الشكل.
قد يكون وقع هذا القول بهذه الطريقة أخف على المرأة، لكنه بكل الأحوال يبعث برسالة سواء أكانت صريحة أم ضمنية بأن هناك إهمالًا وتقصيرًا، ومعلوم أن المسؤول عن ذلك هو المرأة حتى ولو لم يصرح بذلك.
يوجد خيار ثالث، وهو أن تعبر عن مشاعرك، كأن تقول، أرجو عند عودتي إلى البيت بعد عناء يوم طويل أن أجد مكانًا هادئًا أستريح فيه.
هنا أنت تعبر عن شيء يخصك أنت، وهي حاجتك للراحة والهدوء دون نقد أو لوم على تقصير أو إهمال.
وأنتم أعزائي القراء من الآباء والأمهات، شاركونا آراءكم في التعليقات أسفل هذه المقالة، حول طريقة التعامل المُثلى مع الأبناء في مرحلة المراهقة.
أحسنت النشر.. بالتوفيق
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.