لماذا يكره الرجل المرأة العنيدة؟

تظهر الأرقام الرسمية الصادرة عن جهاز التعبئة والإحصاء في مصر خلال السنوات الأخيرة ازديادًا ملحوظًا في أعداد حالات الطلاق سنويًّا على نحو مرعب، إذ تجاوزت ربع مليون حالة طلاق سنويًّا.

اقرأ أيضًا: التراجع العاطفي وأسبابه وكيفية التعامل معه

في هذه المقالة نسلط الضوء على واحدة من عوامل هدم الأسرة، وصفة من أكثر الصفات التي يكرهها الرجل في زوجته ألا وهي صفة العناد، ونجيب عن السؤال المهم: هل عناد المرأة سبب في ازدياد حالات الطلاق؟ وكيف يشعل عناد المرأة التوتر بين الزوجين؟

القوامة تكليف أم تشريف!

جرى العرف أن يكون الرجل هو صاحب القوامة والكلمة في بيته، بما ميَّزه الخالق عز وجل عن النساء بالعقل والقوة والحكمة، وأيضًا بكونه رب الأسرة، ويقع على عاتقه واجب الإنفاق عليها، حتى وإن كانت المرأة عاملة، تبقى للرجل قوامته داخل البيت.

والقوامة هنا ليس معناها الاستبداد بالرأي وفرضه بالقوة على من تحت رعايته، وإنما تعني الاضطلاع بالمسؤوليات والواجبات تجاه أسرته من تربية، ورعاية، ومودة، ورحمة، وغيرها من الأسس التي يقوم عليها أي بيت.

ما يعني أن القوامة تكليف وليست تشريفًا. فالنساء شقائق الرجال، لهن مثل الذي للرجال، وعليهن كذلك. فالرجل مكلف برعاية الأسرة وتوفير احتياجاتها من المأكل والمشرب والملبس، والاضطلاع بمهمته التربوية، في تعليم الأبناء منذ الصغر على الصواب والخطأ، المقبول وغير المقبول من السلوكيات التي يرتضيها المجتمع، وقبل ذلك الحلال والحرام من منظور ديني.

متى تحدث المشكلة؟

إذا سارت الأمور في مسارها الطبيعي، أي إن الرجل هو صاحب الكلمة في البيت، يقول فيطيع الأبناء والزوجة، وهذا في حد ذاته يوصل رسالة إلى الأبناء بأن أبي هو رب البيت، والمسؤول عنا، ولا يجب علينا مخالفة كلامه.

تحدث المشكلة عندما تحاول المرأة مناطحة الرجل في هذه القوامة، فيقول الرجل كلمة، وتقول المرأة عكسها، بل وتصر على أن رأيها وكلمتها هي النافذة، والأخطر أن يكون ذلك أمام أعين أبنائهم.

لك أن تتخيل هذا الأب الذي طلب منه ابنه الاشتراك في النادي لممارسة رياضة كرة القدم التي يحبها، فيوافق الأب بل ويشجعه ويذهب معه إلى التمرين ويجلس لمشاهدته وتشجيعه، لكن الأم يكون لها رأي آخر، فتقول للابن: مفيش نادي، لن أسمح للرياضة أن تأخذ كل وقتك وتؤثر في دراستك.

مع العلم أن هذا الحوار قد يكون في وقت الإجازة الدراسية، أي إنه لا توجد دراسة ولا مدرسة ولا دروس ولا مذاكرة ولا كتابة واجبات، ولكنه من باب فرض الرأي ومناطحة الرجل في قوامته، تفتعل هذه النوعية من الزوجات المشكلات التي تؤجج الخلافات داخل البيت، لتقول أنا هنا وكلمتي يجب أن تُسمع.

هذا لا يعني أن الرجل لا يأخذ بمشورة الزوجة حتى الأبناء في الأمور التي تخص الأسرة، ولكنها جُبلت على حب السيطرة وفرض رأيها، ومن المؤكد أنها نشأت في بيت كانت لأمها كلمة مسموعة، ولا نغالي إذا قلنا إن الكلمة كلمتها داخل البيت.

اختلاف طبائع الرجال رحمة

ونظرًا لاختلاف طبائع الرجال، فيوجد من يقبل بذلك وتستمر الحياة على هذا النحو، ويوجد من يرفض بل ويعد ذلك تحديًا له ولرجولته وقوامته، فيؤدي العناد من المرأة إلى عناد مضاد من الرجل وإصرار أكبر منه على أن كلمته في البيت هي النافذة وعلى الجميع الانصياع لذلك.

أعرف بعض الأزواج يتحملون هذا الواقع المؤسف منذ سنوات بعيدة؛ على أمل أن تتغير زوجته مع الأيام، والمؤسف أن الحالة تزداد، وباتت أكثر تعقيدًا مع وجود أطفال بينهما، على الرغْم أنه تزوج زوجته بعد قصة حب طويلة، وأحسن في اختيار البيت الذي خرجت منه، فمشهود لهم بالصلاح وحسن التربية والأخلاق الحسنة.

غير أنه وبعد أشهر قليلة من الزواج، فوجئ بصفات في زوجته لم يكن يراها من قبل خلال الخطوبة، اكتشف أنها امرأة عنيدة لا تستجيب لكلامه، تخالف كلامه في أبسط الأشياء، إذا قال لها لا تخرجي، تخالف أمره بالقول قبل الفعل، فترد الكلمة بكلمات.

ما اكتشفه أيضًا أنه عندما يشكو طباع زوجته لأهلها مرة واثنين وعشرة لم تكن توجد استجابة منها، فأهل الزوجة كانوا يقولون أمامه كلامًا، ويقولون لها كلامًا آخر، ما أدى إلى تفاقم المشكلة، وصعوبة استمرار الحياة بينهما على هذا النحو، ولكن هل يطلقها، أم يتحمل مرارة الحياة التي يعيشها مع هذه المرأة.

اقرأ أيضًا: كيف تشعل أخطاء الأبوين مشاعر الغيرة بين الإخوة؟

ماذا عن الأبناء؟

للأسف الشديد، في كل الخلافات الزوجية، يكون الأبناء هم الضحية، سواء استمرت الحياة بينهما على هذا النحو، أم انتهت بالطلاق. ففي الحالة الأولى ليس صحيًا على الإطلاق مناطحة المرأة زوجها أمام أبنائهم، وإشعارهم بأنه يوجد صراع داخل البيت على السلطة والنفوذ.

إذ يجب أن يتربى الأبناء على أن الرجل هو صاحب القوامة في البيت، وعلى الزوجة الانصياع وإطاعة الأوامر، وإلا كيف نعلِّم ونطلب من أبنائنا إطاعة أوامرنا؟! أليست هذه ازدواجية أن نطلب من أبنائنا شيئًا نفتقده نحن؟

وفي حالة الطلاق، يعاني الأبناء من الشتات، إلى أي منهما يذهب، إلى أبيه الذي تحمَّل كثيرًا من أجل عدم الوصول إلى هذا الموقف، أم إلى أمه التي حملت وسهرت وتعبت الليالي والأيام من أجله! في النهاية هؤلاء أطفال صغار لا يدركون حجم الأزمة، هم فقط يعرفون أن هذا أبوهم وهذه أمهم، وهما أغلى ما يملكون.

الخلاصة

خلاصة القول أن المرأة العنيدة تفتقد للذكاء العاطفي والاجتماعي، ولا تدرك أنه بعنادها تهدم بيتها وأسرتها، وتكون سببًا في شتات الأبناء، ضحية الخلافات دومًا بين الأزواج، فمتى تحكِّم المرأة عقلها، وتدرك ما قاله الأجداد في قديم الزمان "كوني له أمة يكن لك عبدًا"!

ومع ذلك فعناد المرأة ليس السبب الوحيد الذي قد يؤدي إلى الطلاق، لأنه يوجد مِن الرجال مَن يتحمله ويستطيع التعايش معه، لكنه عامل حاسم ضمن عوامل أخرى تقود الحياة الزوجية إلى الانهيار.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة