وفق نتائج دراستين الأولى بريطانية والثانية كورية، فإن ثلاثة أسباب رئيسة تدفع المراهقين إلى التفكير في الانتحار.
في هذه المقالة نتطرق إلى نتائج هاتين الدراستين للوقوف على أسباب إقدام المراهقين سواء من الشباب أو الفتيات على الانتحار أو إيذاء نفسه، وما دور الآباء والأمهات في مواجهة هذه الظاهرة التي بدت أنها منتشرة خلال السنوات الأخيرة خاصة في موسم امتحانات نهاية العام الدراسي.
المشكلات النفسية
حسب دراسة بريطانية أجريت في عام 2024 فإن المشكلات النفسية كالقلق والاكتئاب على رأس الأسباب التي تدفع المراهق إلى التفكير في الانتحار والتخلص من حياته.
الدراسة وانتحار المراهقين
السبب الثاني حسب هذه الدراسة الذي قد يدفع المراهق إلى الانتحار هو الدراسة، وقد يكون أمرًا مستغربًا لمن يقرأ ذلك، لكن الواقع والشواهد في بيئتنا المصرية تحديدًا تؤكد ذلك، فكل بيت يوجد به طالب في الشهادة الثانوية أو حتى الإعدادية أو الابتدائية، تفرض حالة من الطوارئ داخل البيت، وتسود مشاعر القلق طوال العام حتى معرفة الجامعة والكلية التي سيلتحق بها الشاب أو الفتاة.
لذلك فالدراسة البريطانية توصلت إلى أن الدراسة وتعرض الأطفال للتنمر من زملائهم، ما يدفعه إلى التفكير في الانتحار للتخلص من حياته ومن مضايقات زملائه. هذه الظاهرة تحديدًا -التنمر- باتت شائعة ومنتشرة انتشارًا غريبًا داخل المجتمع المصري خلال السنوات الأخيرة، ضحاياها ليسوا فقط من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن الأطفال العاديين كذلك.
الطلاق
السبب الثالث لا يقل أهمية وخطورة عن السببين الأول والثاني اللذين يدفعان المراهق إلى التفكير في الانتحار، وهو الخلافات بين الزوجين التي تفضي إلى الطلاق، ويعيش الأبناء ظروفًا مأساوية وتسيطر عليهم الأفكار السلبية، ومستقبل غامض بعد انفصال الأبوين وانشغال كل واحد منهما بحياته متناسيًا قصدًا أو دون قصد أبنائهم.
وتشير هذه الدراسة حسب الدكتور جاسم المطوع -الخبير الأسري والتربوي- إلى أن متوسط أعمار المراهقين الذين يفكرون في الانتحار ما بين 12.5 إلى 18.5.
متى تصاحب طفلك؟
هذه الدلائل بمنزلة ناقوس خطر يجعل الآباء والأمهات تعيد النظر في التفكير بعلاقتهم بأبنائهم، ففي أكثر من مناسبة نادينا بأن يسود مبدأ "صاحب طفلك" العلاقة بين الآباء والأبناء، فلا تترك المجال لهذه الأفكار الشيطانية أن تسيطر على طفلك، أو أن يختطفه أصدقاء السوء، أو عالم الإنترنت.
فيا أيها الأب المشغول عن ابنك، ويا أيتها الأم المشغولة عن ابنتها، متي تقتربين منها؟ متى تقتحمين عالمها؟ متى تشاركينها أحلامها واهتماماتها؟
لعله قد يكون صادمًا لبعض الآباء، عندما أتوجه لهم بهذه الأسئلة وكلي أمل أن يجيبوا عليه بينهم وبين أنفسهم:
- متى أخر مرت شاركت ابنك/ابنتك لعبتها أو هوايتها المفضلة؟
- متى أخر مرة جلست وتحدثت إلى ابنك وعرفت منه ما يحزنه؟
- متى كانت آخر مرة خرجت معها مع ابنك.
ضروري جدًّا أن يجلس الآباء مع الأبناء وأن يطالعوهم بالأخبار عن انتحار أحد الشباب أو الفتيات، وفتح باب النقاش في هذا الموضوع، ومعرفة ما يدور في عقولهم، نسألهم عن الأسباب التي تجعل الشباب والفتيات يفكرون في إنهاء حياتهم بهذا الشكل، نسمع منهم لكي نعرف كيف يفكر أبناؤنا وبناتنا، فنبني بذلك جدارًا عازلًا حولهم يحميهم من هذه الهواجس والأفكار.
أيضًا من الضروري جدًّا على الآباء والأمهات أن يوصلوا فكرة أن روحنا ليست ملكًا لنا لكي نقرر أن نتخلص منها متى شئنا، ولكنها بيد رب العالمين متى شاء أخذها، فلا يصح أن ننهي حياتنا بسبب أزمة أو مشكلة نمر بها؛ لأنها أمانة ونحن مستأمنون عليها، وهذا الموقف يوضح أهمية التربية الدينية في حياة أطفالنا.
وأنتم معاشر الآباء والأمهات شاركونا أراؤكم في التعليقات من واقع خبراتكم وتجاربكم حول الأسباب التي تدفع المراهق إلى الانتحار، وكيفية بناء سياج آمن حولهم من هذه الأفكار الهدامة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.