لماذا يعاند طفلك في المذاكرة والواجب؟

مع بدء دخول العام الدراسي وبداية المذاكرة وكتابة الواجبات، يبدأ الأبناء في العناد والتذمر من كتابة الواجبات ومراجعة الدروس أولًا بأول، فتارة يريدون الخروج، وتارة أخرى يتمارضون، وتارة يتحججون بأنهم بحاجة للنوم.

في هذه المقالة نسلط الضوء على التصرف المثالي مع الأبناء العنيدين، خاصة فيما يتعلق بالمذاكرة وكتابة الواجبات المدرسية.

اقرأ أيضًا: كيف تساعد طفلك في تنظيم وقته أيام الدراسة؟

اللعب أم المذاكرة!

طبيعي أن يفضل الأطفال الصغار اللعب عن المذاكرة، لا سيما في مرحلة الطفولة المبكرة؛ فالطفل في هذه المرحلة بحاجة للنشاط والانطلاق، ويحاول إخراج هذه الطاقة والنشاط بممارسة اللعب، وهذه ظاهرة صحية يجب على الآباء والأمهات دعمها، وإن لم يحدث ذلك، ويتم التنفيس عن هذه الطاقة، فإنه قد يلجأ إلى العنف مع إخوته أو التدمير والتخريب داخل البيت.

إلا أن ذلك ليس مبررًا للطفل ألا يذاكر دروسه أولًا بأول، بل نحاول التأكيد على معنى يغيب عن كثير من المربين ألا وهو حاجة الطفل للعب الذي هي حق أصيل من حقوقه الأساسية، ومع ذلك يمكن مساعدة الطفل بالخطوة الأولى وهي وضع جدول للمذاكرة، يشترك هو في وضعه مع الأب؛ لأن ذلك أدعى أن يلتزم به، فيعرف مسبقًا ما له وما عليه، وأن يكون الاتفاق بين الأب والابن، على أنه حال الإخلال بما عليه -المذاكرة وكتابة الواجبات وغيرها- ليس من حقه وقتها اللعب أو الحصول على ما له.

مع دخول العام الدراسي، تتغير الحياة تمامًا وينقلب الوضع رأسًا على عقب، فالابن مطالب بالنوم مبكرًا من أجل الاستيقاظ مبكرًا للذهاب إلى المدرسة، ويعودون بعد يوم شاق في الظهيرة، وما هي إلا دقائق معدودات يتناولون فيها وجبة الغداء قبل أن يذهبوا إلى الدروس الخاصة، وهكذا تمضي الساعات ما بين الدراسة والمدرسة والدروس، لذا على الآباء تفهُّم هذه الضغوط التي نضع أبناءنا فيها قبل أن نفكر في زيادة الضغط عليهم بالإصرار على مراجعة الدروس وكتابة الواجبات فور عودتهم وقبل التفكير في أخذ قسط من الراحة.

عقل الطفل بحاجة للراحة، لكي يواصل مجددًا العمل بكفاءة، أما إرهاقه المتواصل بالتعليمات والتكليفات فمن شأنه أن يصيبه بالتشويش.

اقرأ أيضًا: الطفل العنيد.. كيف تتعامل مع طفلك العنيد؟

ما الحل إذن؟

منطقية التفكير من الوالدين يجب أن تكون حاضرة في ذهن الوالدين، إذ لا يمكن مطالبة الابن أو الابنة بعد العودة مباشرة من المدرسة أو الدرس بالجلوس ومراجعة الدروس وكتابة الواجبات، بل يتعين عليهما التفكير في الأشياء التي تشغل بال الطفل في هذا التوقيت، وهي حاجته للعب بعد عناء يوم دراسي طويل.

وعندما نقول وضع جدول ينظم يوم طفلك، فإننا -نحن الآباء والأمهات- لن نصطدم بهذه المشكلة؛ لأن الطفل وقتها يدرك ما له وما عليه، ومحدد بالضبط الوقت المخصص للمذاكرة وكتابة الواجبات، وكذلك الوقت المخصص للعب، لذا هو ليس بحاجة لمن يذكره، إلى أن يتعود على ذلك ويصبح روتينًا يوميًّا.

ثم إن الأطفال لدى عودتهم إلى البيت، أول شيء يفكرون به هو أخذ قسط من النوم -القيلولة- بعد عناء يوم دراسي شاق، لكي يستعيد نشاطه وحيويته مجددًا، ويستكمل باقي اليوم، وفقًا للجدول الذي تم وضعه.

احتضان الطفل لدى دخوله البيت أمر في غاية الأهمية، فكما أننا معشر الكبار، نكون بحاجة لهذا الحضن لدى عودتنا للبيت، كذلك الأطفال، فهو يزيل عنهم كثيرًا من التعب والإرهاق، ويجدد النشاط والحيوية، فإشباع احتياجات الطفل العاطفية، لا تقل أهمية عن إشباع حاجته للطعام والشراب وغير ذلك.

اقرأ أيضًا: هل الواجبات المنزلية مفيدة للطالب؟

وقت للراحة

في أحدث الدراسات التي أُجريت لقياس مدى قدرة الشخص على التركيز، خلصت النتائج إلى أن الإنسان ليس بإمكانه التركيز فوق 17 دقيقة متصلة، وأرجعت الدراسة تراجع نسبة التركيز لدى الناس عامة، بسبب كثرة التعرض للشاشات بأنواعها المختلفة، وإذا كان الأمر كذلك بالنسبة للكبار، فما بالنا بالأطفال الصغار!

لذلك يفضل ألا يزيد وقت جلوس الطفل أكثر من 15 دقيقة متصلة، مع فاصل 5 دقائق، ثم يعود من جديد لاستكمال مراجعته أو كتابته الواجبات المنزلية.

ويفضل أن يُترك للطفل حرية الاختيار، من أي مادة يبدأ، فتوجد مواد سهلة محببة للطفل؛ لذلك يُنصح بأن يبدأ بالأسهل وليس الأصعب؛ وذلك لأن الأطفال تشعر دومًا بالإنجاز عندما تبدأ بالأسهل، وهذا من شأنه أن يعطيه قوة دفع، ليستكمل باقي الواجبات المطلوبة.

اقرأ أيضًا: نصائح للتعامل مع طفلك الذي يكره الدراسة

ماذا أفعل مع حركة الطفل المستمرة؟

توجد شكوى من عدد كبير من الأمهات تتلخص في حركة الطفل المستمرة في أثناء المذاكرة أو كتابة الواجبات، فلا تكاد تمر بضع ثوانٍ حتى يتحرك ويلتفت يمنة ويسرة، ولا يمكنه التركيز في الكتاب دقيقة واحدة، في هذه الحالة يُنصح بداية بزيارة أقرب اختصاصي تخاطب لعمل التقييم المبدئي وتشخيص حالة الطفل، وبدء الجلسات الفردية من أجل زيادة انتباه وتركيز الطفل، ولا سيما في أثناء المذاكرة، كذلك فالاختصاصي يوجه الأم لبعض الأشياء التي من شأنها تقليل تشتت الطفل.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة