لماذا يسأل الطبيب مرضاه كثيرًا؟

عند زيارة طبيب للمرة الأولى يجلس المريض أمام الطبيب، ويبدأ الطبيب بطرح أسئلة عدة عن طبيعة المرض، وكيف بدأ، وكيف تطور، والأعراض والعلامات، وتاريخ المريض الطبي، وتاريخ المريض العائلي، وتاريخ المريض الصحي حسب العادات، وحسب المهنة، ووفقًا لكل جوانب الحياة المختلفة.

ويبدأ الطبيب في التعرف على المريض لتحديد هويته، وما إلى ذلك. فما الهدف من سؤال الطبيب المريض هذا الكم من الأسئلة؟ 

أهمية الأسئلة التي يسألها الطبيب وهدفها 

إن فهم تجربة المريض مع المرض بواسطة أخذ التاريخ هو أمر أساسي في ممارسة جميع فروع الطب. وتتطلب هذه العملية (الصبر والرعاية والفهم). لماذا؟ للحصول على المعلومات الأساسية التي تؤدي إلى التشخيص والعلاج الصحيح. فيجب أن نعلم أن كل معلومة دقيقة يتحدث بها المريض تؤدي إلى تشخيص معين، واستبعاد وتأكيد تشخيصات أخرى يعتقدها الطبيب.

فمثلًا إذا اشتكى المريض من وجود كحة عنيفة، فهذا يدل على تشخيصات عدة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن، أو مرض الالتهاب الرئوي، أو مرض في الرئة عمومًا، ولكن إذا أضاف المريض معلومة أن دمًا يخرج مع الكحة، فيستغني الطبيب عن أغلب التشخيصات المتوقعة ويحدد الأمراض الرئوية التي ترتبط بوجود كحة مع دم.

اقرأ أيضًا: الأطباء الأكثر ظلماً.. التمريض يتحمل المسئولية

علاقة المريض الواعي والتاريخ الطبي

في الوضع المثالي، يمكن للمريض الهادئ والفصيح أن يصف بوضوح تسلسل وطبيعة أعراضه حسب ترتيب حدوثها، ويصف الأعراض والعلامات وكل ما يتعلق بسبب زيارته إلى المستشفى بطريقة موجزة دون الانحياز إلى ردود الفعل والأفعال المصاحبة للحدث، وما حدث مع الآخرين، وما حدث حول المريض في أثناء حدوث الأعراض والعلامات. 

عند وعي المريض يستطيع وصف أعراضه وعلاماته فيما يخص المرض فقط، ويفهم كيف سيسأل الطبيب، ويضيف إجاباته بمنتهى الدقة، إجابات في حدود ما يريده الطبيب، وفهم الأسئلة التكميلية والإجابة عنها عند الحاجة لإضافة التفاصيل واليقين.

في الواقع، قد تؤدي عوامل عدة إلى تعقيد هذا اللقاء وإرباك التواصل الواضح للمعلومات، ويكون وعي المريض هو العامل الأساسي. 

كيف يبدأ الطبيب بطرح الأسئلة؟ وما الهدف؟

يبدأ الطبيب عن طريق جمع المعلومات.. كيف؟ 

1- البدء بإعداد التاريخ. 

2- قراءة السجلات السابقة للمريض إذا كانت متوافرة، إضافة إلى أي مراسلات إحالة أو تحويل قبل البدء.

3- السماح بالوقت الكافي.

طبقًا لكثير من المرضى فإن الوقت يختلف من مريض لآخر. ففي المملكة المتحدة، يبلغ متوسط الوقت المتاح 12 دقيقة. وهذا عادة ما يكون كافيًا، بشرط أن يعرف الطبيب المريض وعائلته وخلفيته الاجتماعية.

في المستشفى يُسمح عادة بنحو 10 دقائق للمرضى الخارجيين العائدين، على الرغم من أن هذا يمثل تحديًا للموظفين الجدد أو المؤقتين الذين لا يعرفون المريض. وفقًا للمشكلات الجديدة والمعقدة، قد تستغرق الاستشارة الكاملة 30 دقيقة أو أكثر. ووفقًا للطلاب، يُعد الوقت الذي يقضيه المرضى في تعلم وممارسة تسجيل التاريخ ذا قيمة كبيرة، لكن المرضى يقدرون المناقشة المسبقة للوقت الذي يحتاجه الطلاب.

اقرأ أيضًا: أثر معالجة المرضى النفسيين على صحة الطبيب النفسي ذاته مرضى كورونا... نموذجاً

ماذا يجب أن يفعل الطبيب عند بداية جمع المعلومات لأخذ التاريخ الطبي للمريض؟ 

1- بدء الاستشارة الخاصة بك.

2- قدِّم نفسك وأي شخص معك، وصافحه إذا كان ذلك مناسبًا.

3- تأكيد اسم المريض وكيف يفضل أن يُخاطب؛ وهذا بهدف التواصل الفعال. 

4- إذا كنت طالبًا، أبلغ المرضى؛ عادة ما يكونون حريصين على المساعدة. دوِّن الحقائق التي يمكن نسيانها بسهولة، مثل ضغط الدم أو شجرة العائلة، ولكن تذكر أن كتابة الملاحظات يجب ألا تتعارض مع الاستشارة.

5- استخدم أنماطًا مختلفة من الأسئلة كالأسئلة المفتوحة والأسئلة المغلقة للحصول على إجابتك كطبيب في وقت كافٍ. 

6- أظهر التعاطف عند أخذ التاريخ الطبي. 

إن التعاطف يساعد في علاقتك مع المرضى ويحسِّن نتائجهم الصحية، فإذا وثق المريض بالطبيب تحدَّث دون وجود قيود، لذا حاول أن ترى المشكلة من وجهة نظرهم وأخبرهم بذلك في أسئلتك. 

ومن هنا يستطيع الطبيب أخذ عناصر التاريخ على حسب أعراض وعلامات المريض، وهذا يُعد بندًا فعالًا في إدارة المنتفعين. 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة