إحدى الشكاوى المتكررة من بعض الزوجات أن الزوج لا يشارك في تربية الأبناء، ويرى أن دوره يقتصر فقط على توفير متطلبات الحياة والمعيشة، من طعام وشراب وملبس وغيرها. يتحجج هؤلاء الآباء الذين يقضون الساعات مع الأصدقاء يوميًّا، بأنهم يعودون في نهاية يوم عمل شاق متعبين، مرهقين، بحاجة إلى النوم والراحة، لا طاقة لهم بالاستماع إلى شكوى الأم من ابنها الذي يعاندها، أو يرفض الاستماع لتوجيهاتها، أو ابنته التي ترفض مساعدة والدتها في أعمال البيت.
لماذا لا يساعد الزوج زوجته في تربية الأبناء؟
حقيقة الأمر، أن الأم هي الأخرى، تعاني الأمرَّين، فهي إلى جانب أعمال البيت، من طبخ، مسح، كنس، غسل، وترتيب، وغيرها من أعمال البيت التي لا تنتهي على مدار اليوم، مطالبة بتربية الأبناء والاستماع لمشكلاتهم ومساعدتهم في حل ما يعترضهم، والذهاب إلى المدرسة لمتابعتهم، وكذلك مع معلميهم في الدروس الخارجية.
هذه الأم ورغم كل هذه المتاعب، فمجرد كلمة حانية من الزوج، تشعرها بالتقدير لجهودها الكبيرة، التي تحملها عوضًا عنه، من شأنها أن تذيب جبال الهموم الملقاة على عاتقها، جرَّاء ما تلاقيه من أطفالها كل يوم.
ما الذي سوف يحدث، إذا أخذتَ طفلك الرضيع بضع دقائق أو سويعات، لكي تهنأ زوجتك المتعبة، المرهقة طوال اليوم، بأخذ قسط من الراحة، يعينها على أن تواصل المسيرة خلال اليوم؟ من جانب أنت تنمي علاقتك بطفلك منذ الصغر، ومن جانب آخر تُشعر زوجتك بالتقدير والاهتمام لأمرها، وهذا من شأنه أن يقوي العلاقة بينكما أيضًا.
لماذا يهمل الزوج بيته لحساب أصدقائه؟
للأسف، الواقع يشير إلى كثير من المآسي الحقيقية، فبعض الأزواج وبعد عودته في المساء إلى بيته، وبدلًا من الجلوس مع أطفاله الذين يتوقون للجلوس معه، والتحدث إليه، تأخذه العجلة في النزول والجلوس مع الأصدقاء على الكافيه، تاركًا الزوجة والأبناء، الذين هم أولى الناس بالجلوس معهم والتحدث إليهم، والتعرف على مشكلاتهم ومساعدتهم في حلها.
قد يعود ذلك إلى أن هذا الزوج، اعتاد أن يفعل ذلك عندما كان عازبًا، لا يدرك التغيرات التي طرأت على حياته، بعد أن صار زوجًا، ثم أبًا لطفل بحاجة إليه، لأن يشعر بقربه، يداعبه ويلاعبه، ويبني علاقة معه. ما يعني أنه يتعين عليه تغيير نمط حياته لمواكبة التغيرات التي طرأت، والمسؤوليات الجديدة التي تنتظره. فها هو قد أصبح أبًا، وعليه مشاركة الزوجة في تربيته.
في هذا السياق، نجد أن بعض الزوجات ومن فرط حبها لطفلها، توليه كامل اهتمامها ووقتها، حتى إنها تنسى أنها زوجة، ولزوجها عليها حقوق، فتهمله، وتكرس حياتها لوليدها، فيُصاب الزوج بالغيرة من اهتمام الزوجة بالمولود الجديد على حسابه، وهو أمر يجب أن تنتبه إليه الزوجات خاصة حديثي العهد بالزواج، لئلا يكون ذلك سببًا في بُعد ونفور الزوج منها.
هذا ما يجب على الزوجة فعله تجاه الزوج
من المهم كذلك أن تشرك الزوجة زوجها في رعاية وتربية الطفل الجديد، وحمله ومداعبته وملاعبته، منذ نعومة أظفاره. فالطفل منذ لحظة ميلاده، وقبل ذلك أيضًا، يمكنه تمييز صوت والديه، عن باقي الأصوات الأخرى، فما بالك بعد الولادة، وقد نمت حواسه، وصار بمقدوره أن يبصرك، ويلمسك، ويشمك، لا شك بأن كل ذلك من شأنه أن يقوي العلاقة بينكما.
وليس أدل على ذلك من أن أول كلمة ينطقها الطفل -في الغالب- تكون بابا، حتى إنه ينطقها قبل ماما، وهو ما يصيب الأم بالدهشة، فأنا من سهرت الليالي من أجلك، ومن كابدت الآلام في ولادتك، ومن ضحت بوقتها ونومها من أجل مداعبتك وملاعبتك، ومع ذلك عندما تخرج أول كلمة تكون بابا وليس ماما.
وأنتم أعزائي القراء من الآباء والأمهات، شاركونا آراءكم في التعليقات أسفل هذه المقالة، حول الأسباب التي تدفع بعض الآباء للتخلي عن دوره في تربية الأبناء؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.