وُصم الرجل منذ أوائل التاريخ بالخيانة وتعدد العلاقات، فالملوك على سبيل المثال كانوا يحظون بجوارٍ للتسلية والاستمتاع وإنجاب الأطفال، ولا يحق للملكات الاعتراض أو الرفض، فأصبحت غالبية المجتمع مع مرور الأزمان يؤمنون بأن الرجل قد جُبل على الخيانة وأنها جزء لا يتجزأ من طبيعته الذكورية.
وذلك على عكس المرأة التي لا يغفر لها المجتمع خيانتها ويرسم لها صورة شيطانية يحرص على تداولها من جيل لآخر.
أسباب خيانة الرجل من وجهة نظر المرأة
وظلت النساء تبحث عن الأسباب التي قد تجعل الرجل يجدد رحلة صيده ويبحث عن فريسة جديدة، هناك من وضعت اللوم على أنوثتها، فظنت أنها المذنبة، فربما لم تكن جميلة كفاية، أو ربما أهملت نفسها مرات عدة، أو ربما لم تجعله يحس برجولته بالقدر الكافي، فخيانته لم تكن إلا نتيجة لتقصير منها.
تجلد هذه النوعية من النساء نفسها ويتعمق لديها شعور بالذنب يغطي خيانة الرجل ويجعلها تسامح خياناته المتعددة. بل ويجعلها تسرف في العناية بنفسها والحرص على تدليل الرجل وإغراقه بالمحبة والتقدير. والرجل يحبذ مثل هذا النوع من النساء؛ إذ يسهل عليه التلاعب بها وإشعارها بالذنب حتى يتملص من فعلته ويحظى بمزيد من العناية.
يوجد نوع آخر من النساء يعتقدن أن الرجل خائن بطبعه، فالخيانة لا ترتبط بتقصير المرأة أو قلة جمالها أو أنوثتها واعتنائها بنفسها، فلو كان متزوجًا بملكة جمال العالم سيخونها، فالرجل كما تراه هذه النوعية من النساء عاجز عن الوفاء والاكتفاء بواحدة، يظل يتعرف على النساء بصورة لا واعية أو فلنقل إنه يرضخ لبرنامج مزروع بعقله، فيتصرف كونه رجلًا آليًّا ليس له خيار أو مفر سوى ما وضعه داخله المبرمجون من شيفرات.
قد نلاحظ أن مثل هؤلاء النساء تكون شديدة الارتياب ولا يمكن أن تمنح ثقتها لرجل، دائمًا ما تكثر أسئلتها واستجواباتها، عيناها وأذناها رادار يسجل جميع تحركاته ونظراته، وتحكم عليه الخناق؛ فالوقاية خير من العلاج لهن. ويجد الرجل نفسه خائنًا ومُدانًا قبل أن يرتكب فعلته، ومتى ما مُسك بالجرم المشهود تتحق النبوءة ويصبح ما توقعنه حقيقة.
الأسباب الخفية وراء خيانة الرجل
لا يلقي هذا الشكل من النساء اللوم على نفسه بل على غريزة الرجل التي جعلت منه كائنًا ضعيفًا أمام شهواته، أو التي جعلته عاجزًا أن يشعر بأهميته ورجولته إلا والنساء ملتفة حوله، فيثور في وجه هذا المخلوق ويذكره بحقيقته.
أمام هذه الثورة يجد الرجل نفسه مجبرًا على الانحناء حتى لا تكسره الرياح، يطلب العفو معلنًا توبته مدعيًا أنها ستكون المرة الأخيرة، وتجد المرأة نفسها مجبرة على قبول اعتذاره بل قبول طبيعته التي خُلق بها. فرفضها له وبحثها عن آخر لن يغير شيئًا، فجميع الرجال واحد.
مَن مِن هولاء النساء على حق يا ترى؟ هل الرجل يخون لنقص بالمرأة، أم لأنها طبيعته التي لا يمكن له التملص منها؟
أعتقد أن الرجل يخون لأنه عاجز عن المواجهة، عاجز عن التخلي، ولأنه يخاف التغيير فيترك الوضع على ما هو عليه. فالرجل ثابت مستقر ينفر من التغيير، نجده يعيش مع امرأة لا يحمل لها أي شعور، يفكر في أخرى وهو ينظر في منتصف عينيها، لكنه لا يقبل أن يتركها أو يبتعد عنها.
وقد يخون لأنه لم ينضج كفاية بما يسمح له أن يعرف ما يريد حتى يجده، فيظل يبحث عما يداوي جروح الطفولة أو ما يخفي به عيوبه ونقائصه دون أن يحصل عما يناسبه ويشبعه ويجعله قنوعًا راضيًا بامرأة واحدة تغنيه عن جميع الجنس الأنثوي.
يجب على النساء عدم لوم أنفسهن على خيانة الرجل أو التسليم بأنه خائن لا محالة، ابحثي دائمًا عن الرجل الناضج الذي يعرف ما يرغب فيه، فيثمنه عندما يجده ولا يقبل على نفسه أن يؤذيه أو يمس كرامته. ابحثي عن الرجل الذي يرى فيك جمال روحك الذي لا يفنى الذي لا يمكن مقارنته بأحد.
رائع جدا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.