لماذا يحب أطفال طيف التوحد الطبخ؟

علاقة طفل طيف التوحد بالطبخ علاقة وثيقة، فالطبخ إحدى أهم الهوايات التي يفضلها أطفال طيف التوحد، لدرجة أن طفل طيف التوحد يتقن الطبخ في مدة وجيزة من 6 : 7 أشهر.

في هذه المقالة سوف نسلط الضوء على علاقة طفل طيف التوحد بالطبخ، والفوائد التي تعود عليه من ذلك.

لذلك يشجع الدكتور أحمد عبد الخالق -اختصاصي تأهيل حالات التوحد- أمهات أطفال طيف التوحد، على تدريب أطفالهن على الطبخ.

اقرأ أيضًا: كيف تنقذ طفلك من التوحد؟ خطوات عملية

والسؤال الآن..

من أين تبدأ؟

قد تسأل بعض أمهات أطفال طيف التوحد: كيف أبدأ تعليم طفلي الطبخ؟ ومن أي عام أبدأ معه؟

بمجرد أن يبلغ الطفل 5 أو 6 أعوام يفضل تعليمه الطبخ، والبداية تكون بمهام بسيطة جدًا وبالتدريج. غير أن بعض الأمهات تخشى على أطفالهن من بعض الأدوات الحادة مثل السكينة. والجواب هنا أن المطبخ ليس سكينة فحسب، فتوجد عشرات الأشياء الأخرى الآمنة، وبذلك يفضل إبعاد السكين عن الطفل لكيلا يؤذي نفسه.

عندما تطلب الأم من طفلها إحضار بعض الأدوات التي تستخدمها من أجل عمل المخبوزات التي يحبها، كأن يحضر لها الدقيق مثلًا، وأن يساعدها في عمل العجين، وذلك بإعطائه قطعة صغيرة، يقلد بها أمه، مع بعض الكلمات التشجيعية من الأم.

اقرأ أيضًا: أفضل طريقة لتحسين التركيز عند طفل التوحد

ما الذي سيعود على طفل طيف التوحد من الطبخ؟

هنا يتبادر سؤال في أذهان من يقرأ هذه المقالة، خصوصًا أمهات أطفال طيف التوحد، وهو ما الأهمية التي ستعود على الطفل من الطبخ؟

الشيء الأهم هنا أننا نسحب طفل طيف التوحد من الحالة التي يحبها -وهي حالة التوحد- إلى حياتنا العادية التي يحتل فيها المطبخ مكانًا مهمًا لكل أحد، فلا يوجد بيت دون مطبخ، ولا يمكن للإنسان العيش دون طعام، بل إن واحدة من أهم المحفزات والمعززات لطفل طيف التوحد تكون من بوابة الأطعمة التي يحبها.

طفل طيف التوحد يكره حياتنا العادية، وبذلك أن تستغل حبه للطعام وتجذبه إلى المطبخ فائدة كبيرة للغاية، فهو أيضًا يقضي وقتًا ممتعًا مع الأم، يساعدها في تحضير المقادير وأدوات الطبخ، وفي النهاية يتذوق الطعام الذي صنعه رفقة أمه.

خلال هذه العملية يقلد الطفل الأم، وهذه مهارة وفائدة أخرى من الطبخ، وهنا الأمر مختلف عن الحركات الغريبة التي يقوم بها الطفل في مراكز التأهيل؛ لأن التقليد هنا عملي وواقعي، ومن بيئة الطفل، فضلًا على أنه نشاط محبب له.

المهارة أو الفائدة الثالثة التي تعود على طفل طيف التوحد من الطبخ، هو زيادة حصيلته اللغوية من الكلمات والمفردات الجديدة ومن بيئته، عندما تطلب منه الأم إحضار شيء معين يتعلم اسمه وشكله ووظيفته وهكذا.

الفائدة الرابعة، وهي أننا بذلك نمنع الطفل من البقاء في حالة التوحد التي يحبها، والانطواء والانعزال مع نفسه، إلى حياتنا العادية التي بها يستعمل حواسه كلها، اللمس، الشم، التذوق وغيرها وهذه كلها تجارب مفيدة لطفل طيف التوحد.

عندما نشغل طفل طيف التوحد في أشياء مفيدة، فإننا بذلك نقلل الحركات التكرارية النمطية، إلى جانب أننا نعلم الطفل مفهوم النظافة؛ لأن للطبخ أصولًا، فقبل أن نقوم بأي شيء نغسل اليدين جيدًا، وبعد الانتهاء من الطبخ، نغسل الأطباق ونضعها في المكان المخصص ذلك.

غالبية أطفال طيف التوحد لديهم هوس بالطبخ، ولذلك يمكن استغلال هذه النقطة كورقة مساومة مع طفل طيف التوحد، بحيث يستجيب للطلبات وينفذ الأوامر من أجل المشاركة في الطبخ، لدرجة أن بعضهم لا يمر يوم إلا ويطلب دخول المطبخ لمساعدة الأم.

في هذه المرحلة عندما يصل الطفل إلى مرحلة الهوس، ويطلب دخول المطبخ، وتبدأ الأم في مساومته بالأشياء التي ترغب أن يتعلمها طفلها: تريد أن تدخل معي المطبخ.. عليك إذن أن تحضر لي كذا وكذا.. إلخ.

اقرأ أيضًا: لماذا يجب على أمهات أطفال طيف التوحد الحذر من هذه الأطعمة؟

أطفال التوحد الكبار والطبخ

تزداد أهمية الطبخ في حياة أطفال طيف التوحد ممن لم يستكملوا التعليم بالمدرسة، فيمكن تكون مهنة يسترزقون من ورائها.

ويمكن تعزيز هذا الميل لدى الطفل عن طريق مشاهدة بعض الفيديوهات لأشهر الشيفات، وأفضل وأشهر الوجبات، ما يجعل الطفل يرغب في أن يصبح طباخًا معروفًا.

وأنتم أعزائي القراء من الآباء والأمهات، شاركونا آراءكم في التعليقات أسفل هذه المقالة، حول أفضل الأساليب التي تجتذبين بها طفلك للطبخ.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة