لماذا يتراخى الأبوان في تربية الأبناء؟

كثيرًا ما نلاحظ أن الوالدين يعوِّلان على المدرسة بكونها المؤسسة التربوية الرسمية الأولى المؤهلة لتربية أطفالهم؛ ما يجعلهما يتراخيان في مسؤولياتهما في التربية بوصفهما آب وأم، مهمتهما الأولى إخراج نشء صالح لنفسه ولمجتمعه.

في هذه المقالة نناقش أسباب تراخي الآباء والأمهات في تربية الأبناء، وعواقب ذلك على الأبناء والآباء أنفسهم، خاصة عندما يكبر الأبناء.

قد يهمك أيضًا نشأة التربية الأخلاقية في التربية الحديثة

لماذا نربي أبناءنا؟

على الآباء والأمهات أن يستحضروا دائمًا الغاية والقصد من وراء الجهد الكبير، والتضحيات التي يبذلونها من أجل تربية أبنائهم تربية سليمة، وهي أنهم مسؤولون ومحاسبون بين يدي الله عز وجل يوم القيامة عن هذه المهمة النبيلة، قصَّروا وضيَّعوا، أم أدُّوا واجتهدوا!

غير أن التراخي الذي بات ملحوظًا وبشدة من قبل الآباء في تربية الأبناء، وتقويم سلوكياتهم وضبطها، ينذر بكارثة تربوية وأخلاقية، نرى ملامحها وعلاماتها بوضوح بواسطة تصرفات الأبناء، سواء في البيت أو الشارع أو في المدارس.

وإن الإنسان ليعجب من ذلك الأب، وتلك الأم، التي تركت بنتها في سن الزهور تخرج مرتدية ثيابها التي تجسم جسدها، وتضع الميك آب، وتمسك الآيفون وتتمايل به وهي تتحدث إلى أصدقائها.

أو ذاك الشاب الذي يرتدي بنطالًا مقطعًا، مصففًا شعره على غرار نجوم الفن والطرب، ما يجعلنا نتساءل أين الآباء والأمهات؟ أم أن هؤلاء الأبناء خرجوا من بيوت لا آباء فيها ولا أمهات؟!

قد يهمك أيضًا مراحل تربية الأطفال.. تعرف على البيئة الصالحة لتربية الطفل

عمر الطفل المثالي

من المعلوم أنه توجد مرحلة في حياة الإنسان تكون محطة مهمة وفارقة، يجب على الوالدين أن يأخذاها في الاعتبار، هذه المرحلة التي يكتسب فيها الطفل العادات والتقاليد والقيم المقبولة في مجتمعه التي يرغب الوالدان أن تصبح جزءًا من شخصية الطفل عندما يكبر.

غير أن إلقاء المسؤولية على المدرسة لأداء دور أصبح ليس ضمن أولوياتها -ألا وهو التربية- فالمدرسة في المقام الأول في أيامنا هذه -شئنا أم أبينا- مؤسسة تعليمية فقط، هدفها تعليم الطفل المناهج والمقررات الدراسية، تاركة عبء التربية على البيت.

إذن تراخي الوالدين في الاضطلاع بمسؤولياتهما في تربية الأبناء، يعني ضياع فرصة ذهبية من بين أيديهم في تلقين أبنائهم منذ نعومة أظفارهم العادات والسلوكيات والأخلاقيات الحسنة.

فضلًا على أن المعلمين والمعلمات -وفي ظل الكثافة الكبيرة للطلاب داخل الفصول الدراسية- لم يعد بمقدورهم مسؤولية التربية؛ اعتقادًا منهم بأن الدور المنوط بهم بالأساس هو التعليم وفقط.

السجال والجدال بين هذا الاعتقاد، سواء الإيمان به أو الاختلاف معه، يجعل مسؤولية الوالدين استعادة هذا الدور الريادي مرة أخرى، وهذا يستدعي منهما ثقافة تربوية جيدة تمكنهما من التعامل مع المعطيات الجديدة من حولهم.

قد يهمك أيضًا 4 أفضل كتب تربية الأطفال

ماذا يحتاج أبناؤنا؟

التربية الجيدة من الأبوين تحتاج إلى جهد واهتمام ومتابعة، فالطفل الجيد هو من يتلقى تربية جيدة، رعاية، اهتمام من الأبوين، حب وحنان، ومشاعر فياضة، وأفضل طريقة تُخرج طفلًا جيدًا، هو أن نظهر الاحترام والتقدير لشخصياتهم.

فهم ليسوا قطع أثاث أو ديكورًا بالبيت، ولكنهم أرواح وعقول كرَّمها الله على سائر المخلوقات، بحاجة لأن نعاملهم بعطف وحنان، وأن يروا ذلك في سلوكياتنا وتصرفاتنا مع من حولنا.

قد يهمك أيضًا كيفية تربية الابناء مع مراعاة الفروق الفردية

والسؤال: ما عواقب تراخي الآباء في تربية الأبناء؟

قد لا يحتاج الجواب لكثير من التفكير؛ لأن الواقع من حولنا، وما نراه كل يوم بل كل ساعة من شباب وفتيات، غير منضبطين أخلاقيًّا وسلوكيًّا في الشارع والنادي حتى المدرسة، كفيل بأن يظهر للآباء والأمهات والمربين خطورة التهاون في تربية الأبناء، وتعليمهم العادات والأخلاقيات الحسنة في سن مبكرة.

ساءت الأخلاقيات، وانتشرت السلوكيات غير المنضبطة، حتى بات الشاب يمسك بالسيجارة في حضرة أبيه دون حياء أو خجل أو خوف من عقاب، وصارت البنت ترد على أمها الكلمة بسيل من الكلمات، ولا تعبأ بردة فعلها.

وهذا كله مرجعه إلى تراخي الوالدين في تقويم هذه السلوكيات منذ الصغر، فكانت النتيجة أن يدفعا ثمن تقصيرهما في تربية الأبناء عندما يكبران.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة