قد تزاحم الشعيرات البيضاء شعرك الأسود وأنت في الثلاثينيات وربما في العشرينيات، لا ننكر تدخل العوامل الجينية والوراثية في هذا الأمر، ولكن فيما يتعلق بمسألة نضارة البشرة وظهورها بمظهر أصغر عمرًا من العمر الحقيقي للشخص، فإن هذا الأمر يرجع إلى بعض العادات الصحية التي يتبعها هؤلاء.
هل سألت نفسك في يوم ما لماذا يقوم بعض المشاهير بأنظمة حمية غذائية قاسية على الرغم من قدرتهم على تناول كل ما تشتهيه الأنفس كل يوم؟ إن هؤلاء غير مصابين بخلل في تفكيرهم، بل لأنهم يعلمون جيدًا أن صحة الجسد أمر لا يمكن التفريط فيه. ولا تحتاج يا عزيزي أن تكون واحدًا منهم لكي تفكر مثلهم، ولا تحتاج إلى إمكانيات خارقة لتحافظ على صحة جسدك. فكيف تتمكن من ذلك الأمر؟
كيف تبدو أصغر من عمرك الحقيقي؟
لا بد من التفريق بين أمرين، وهما العمر الحقيقي للشخص والعمر البيولوجي. فالعمر الحقيقي هو الرقم الذي وصل إليه عمرك إن كنت في العشرينيات أو في الثلاثينيات أو في الأربعينيات أو أصغر من ذلك أو أكبر. أما العمر البيولوجي فهو العمر الذي تبدو عليه.
فهناك من يبدو أنه في العشرينيات على الرغم من أنه في الأربعينيات أو الخمسينيات، ويوجد أيضًا من يبدو عكس ذلك، فتلاحظ هذا الأمر في التجاعيد التي تظهر بجوار العين وترهلات في بعض الأمكنة من الجلد في الجسد أو الوجه أو أسفل الوجه، كل هذه العلامات قد تخدعنا في تقدير عمر بعض الأشخاص.
فلكي تتمتع بجلد أكثر نضارة ومشدود على نحو أفضل حتى إن كنت في العقد السادس من العمر، يجب عليك اتباع بعض النصائح التي أفاض علينا بها العالم ديفيد سنكلير، وهو أستاذ جامعي متخصص في علم الوراثة في جامعة هارفارد.
فقد عرض هذا العالم صورة له وهو في الثلاثين من عمره، وصورة أخرى بجوارها وهو في عمر الـ55 عامًا على منصة X. والمفاجأة أنه بدا أصغر سنًّا في منتصف عقده السادس عن مظهره في الثلاثينيات. وقال إن السبب في ذلك يرجع إلى اتباع بعض العادات الصحية التي ساعدته في أن يكون أكثر شبابًا ونضارة. فهيا نتعرف عليها.
خطوات لتبدو أصغر من عمرك
يمكنك اتباع بعض العادات التي تؤدي في النهاية إلى أن تكون بصحة جيدة. وليس هذا فقط، بل تظهر في شكل وهيئة أصغر عمرًا من عمرك الحقيقي. فسوف تتحكم في العمر البيولوجي الخاص بك في التالي:
ممارسة التمارين الرياضية إلى حد ضيق التنفس
قد يبدو أن هذا الأمر غريب نوعًا ما، فكثير من النصائح تدعو إلى ممارسة التمارين الرياضية بقدر بسيط، ولكنني في هذه الفقرة أنصحك بممارسة الرياضة إلى الحد الذي يصل بك للشعور بضيق التنفس. فقد أوضح الخبراء وعلى رأسهم العالم سينكلير الذي أشرنا إلى اسمه في السطور السابقة أن مجموعة من العادات السيئة التي يتبعها المرء تعجل ظهور علامات الشيخوخة، ومنها المدوَّن في النقاط التالية:
-
تراكم المواد السامة والبكتيريا الضارة في الجسم نتيجة التعرض لتلك المواد، وعدم الاهتمام بنظافة الجسم، وتناول الأطعمة التي تكون مستوى النظافة فيها متدنيًا.
-
حدوث حالات الخلل الهرموني، وبالذات عند بعض السيدات في أثناء الحمل أو في أثناء انقطاع الطمث، فيحدث تغير في مستوى الهرمونات في خلايا الجسم. وأيضًا من ضمن الأمور التي تؤدي إلى هذه الحالة للجنسين هو التعرض لمستويات عالية من التوتر، واتباع نظام غذائي غير صحي.
-
تؤدي قلة النوم والتعود على الخلود إلى النوم في ساعات متأخرة من الليل والسهر حتى الصباح باستمرار إلى تسريع علامات الشيخوخة.
-
وأيضًا قلة ممارسة الرياضة، مثل أن تتناسى أخذ القسط اليومي من التمارين الرياضية، أو تمارس الرياضة في أوقات متباعدة وغير منتظمة.
الصيام المتقطع
يمكنك اتباع فكرة الصيام المتقطع، وهي الصيام مدة معينة في اليوم ثم تبدأ في تناول الطعام بعد انتهاء هذه المدة. ويجب أن تتنوع عدد الساعات التي تصوم فيها بين اليوم واليوم الآخر، فلا يصح أن تثبِّت عدد ساعات الصيام مثلما هو الحال في شهر رمضان المعظم. ويوجد أنواع مختلفة من الصيام المتقطع، نذكر منها ما يلي:
-
يمكنك الصيام مدة 16 ساعة في اليوم على أن تتناول الطعام في الـ 8 ساعات المتبقية.
-
يمكنك تناول الطعام مدة 5 أيام في الأسبوع على نحو طبيعي، وتقليل السعرات الحرارية التي تتناولها إلى 500 سعرة حرارية في اليومين المتبقيين من الأسبوع.
-
أن تصوم في يوم، وتتناول الطعام على نحو عادي في اليوم التالي، وتنوِّع عدد ساعات الصيام في الأيام التي تصوم فيها.
-
أن تصوم يومًا كاملًا أو يومين في الأسبوع، وتتناول الطعام على نحو عادي بقية الأيام.
عدم تناول السكر الأبيض
أثبتت الدراسات أن الإكثار من تناول السكريات يسرِّع ظهور علامات الشيخوخة. والحال نفسه بالنسبة للإكثار من تناول ملح الطعام؛ لذلك، ينصح الخبراء بالامتناع عن تناول السكر الأبيض وأي منتجات تحتوي هذا المكون، وكذلك تقليل الملح لأقل مستوياته.
الشيخوخة مرض وليس مرحلة
أثبتت كثير من النظريات والدراسات أن فهمنا عن الشيخوخة خاطئ. فالشيخوخة مرحلة عمرية لا بد من المرور بها، وهي المرحلة الأخيرة التي يمر بها الإنسان عندما يكبر في السن، هذا على حسب فهمنا.
ولكن على حسب ما تذكره هذه الدراسات، فإن الشيخوخة مرض يمكن علاجه عن طريق ما تم ذكره في السطور السابقة. وأيضًا يمكنك اتباع بعض الأنشطة التالية لكي تتعامل مع علامات الشيخوخة بطريقة صحيحة ونتجنبها قدر الإمكان:
-
مشاركة كبار السن في الأنشطة والأعمال الخيرية، مثل توزيع الطعام على المحتاجين، وتقديم خدمات مجتمعية، والمشاركة في تربية الأحفاد، وممارسة الرياضة بانتظام.
-
تناول المكملات الغذائية مثل الأوميجا 3 التي تحافظ على الصحة العقلية من مداهمة مرض ألزهايمر، وأيضًا فيتامين B12 ومشتقاته وما يشبهه من أجل المحافظة على صحة العظام، والحماية من حالات الاكتئاب المزمن، والحفاظ على صحة الجسم عامة.
-
الاختلاط بالمحيطين وعدم الانعزال عنهم؛ فهذا يساعد في توسيع المدارك العقلية في حل مشكلة، والمشاركة بالرأي في مختلف الموضوعات الاجتماعية.
مقال رائع
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.