لماذا لا يستمر شعر الجسم بالنمو طويلًا كشعر الرأس والوجه؟

يجب عرض الجانب التشريحيّ أولاً فبصيلة الشعر توجد في حويصله فيما يسمّى ب (hair follicle) وهي عضو يوجد في جلد الثدييات، وتبدأ جذورها في منطقة الأدمة في الجلد (dermis) ومن ثم مروراً لمنطقة البشرة، وتتكون من عشرين نوع مختلف من الخلايا، ولكل منها وظائف متميزة ينظم بصيلات الشعر.

main-qimg-3e1aea3a6cd8bec61b69af491a474259-lq

ويتم التحكم في تلك الخلايا ونمو الشعر من خلال تفاعل معقد بين الهرمونات والخلايا العصبية والخلايا المناعية ودا زيه زي خلايا أعضاء كثيرة جدا في الجسم منها الرحم بحيث إن المتحكم في عمل العضو ليس الجهاز العصبي فقط فيما يطلق عليه ب "التكامل العصبي الغدّي الصمّاوي".

وهذا التفاعل المعقد يدفع بصيلات الشعر إلى إنتاج أنواع مختلفة من الشعر كما يظهر في أجزاء مختلفة من الجسم. على سبيل المثال، ينمو الشعر الطرفي على فروة الرأس وشعر الوبري يغطي أجسام الأجنة في الرحم، وفي بعض الأطفال حديثي الولادة، وبناءً عليه فإن التفاعل الموجه لخلايا اليدين مختلف عن الموجه لخلايا فروة الرأس لتسمح في النهاية لنمو شعر الرأس بطريقة مختلفة عن شعر اليدين أو باقي أجزاء الجسم.

وبهذا نستنتج سبب تأثر نمو الشعر بالحالة النفسية لأن هرمونات الجسم لها دخل كبير في عمليه النمو كما وضّحنا.

أمّا بعض أماكن الجسم التي لا ينمو فيها الشعر نهائيًا مثل الأجزاء السفلية من القدم واليد.

فقد كشفت دراسة جديدة أجريت على الفئران، عن مسار جزيئي مهم يحافظ على الأجزاء السفلية من أقدامنا وأيدينا، على نحو سلس للغاية. ويتمحور التفسير حول مرسل جزيئي صغير، يسمى بروتين "Wnt"، يحمل معلومات بين الخلايا حول بدء وتباعد ونمو شعر الجسم.

وأيضاً وجود مثبط " Dkk2" لنمو الشعر عند إزالته من الفئران استمر الشعر بالنمو في البقع الصحيحة، ولكن نمو القليل من الشعر لوحظ في المناطق العارية أيضا.

بينما لدى الفئران العادية، ظلّت منطقة القدم السفلية خالية من الفراء، ولكن الفئران الخاضعة للتجربة شهدت نمو البصيلات على نحو غير عادي، تماما مثل الفراء الطبيعي.

وعندما بدأت الدراسة لأول مرة، اعتقد الباحثون أن جزيئات "DKK2" قد يكون مسؤولا عن نمط بصيلات الشعر التي تتطوّر على الجسم. ولكن النتائج الجديدة تشير إلى أن دورها هو عكس ذلك.

وفي هذه المرحلة، ما يزال من غير الواضح على وجه الدقة لماذا طوّر البشر كفين وقدمين "عاريتين"، ولكن البعض يقترح أن الأمر يتمحور حول الاختيار الجنسي، ويقول آخرون إن له علاقة أكبر بالتنظيم الحراري، في حين ما يزال يعتقد الباحثون أن "هذا العري" يحمينا من الطفيليات الخارجية، مثل القمل وغيرها من الحشرات المزعجة.

وبغض النظر عن أي تفسير صحيح، إذا كانت النتائج الجديدة تمتد إلى البشر، فهذا يعني أنه مع إحداث تغيير وراثي طفيف واحد، يمكن إنماء الشعر في أماكن خالية وعارية من الجسم.

نمو الشعر يحدث نتيجة عمليات معقدة لكن لتبسيط تلك العملية يقسم العلماء نمو الشعر إلى ثلاث مراحل. بدون الدخول في التفاصيل المعقدة ببساطة:

المرحلة الأولى تنقسم الخلايا في الجدر بكمية كبيرة وسريعة جدًا وتنتج شعيرة جديدة، تنتهي تلك المرحلة بظهور الشعيرة الجديدة ودفعها للشعر القديم (الميت).

تلك المرحلة هي أهمّها ويلاحظ فيها الفرق بين الشعر في المناطق المختلفة فكل ما كانت تلك المرحلة أطول فذاك يعني أنه سينتج خلايا منتجة أكثر وبالتالي سيستمر زيادة طول الشعرة لمدة أطول.

نجد أن شعر الرأس يستمر في تلك المرحلة لمدة طويلة قد تصل ل 6 سنين. لذلك ينمو لأطوال كبيرة لكن شعر الذراع والحواجب والقدم يظل في تلك المرحلة لشهر أو 45 يوم بحد أقصى. لذلك يتوقف نموه قبل أن يصل لطول كبير.

تلك الظاهرة أيضا تتحكم في طول الرأس فبعض الناس لا يطول شعر رأسهم لدرجة كبيرة ويظهر الفرق أكثر عند السيدات حيث إن شعرهم قد يتوقف عن النمو بعد سنتين فقط فلا يصل الأطوال الكبيرة.

بالمناسبة أطول شعر رأس مسجل في موسوعة جينيس هو لسيدة صينيه اسمها Xie Qiuping’ وصل طول شعرها لأكثر من 5 أمتار ونصف.

main-qimg-4973b95d3919a514819d32f2bfa8d172-lq

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

نبذة عن الكاتب