لماذا لا يتمتع البريد الإلكتروني بمعايير الحماية والأمان المطلوبة حتى الآن؟

تمر رسائل البريد الإلكتروني إلى ذاكرة مؤقتة قبل أن تصل إلى تبويب صندوق الوارد، وتهدف هذه المرحلة إلى تحديد رسائل البريد التي تتضمن برامج ضارة وحظرها. 

لكن الشركات المزودة لخدمات البريد الإلكتروني عامة، وGmail خاصة، اكتفت بإرفاق علامات تحذير للبريد الذي يتضمن برامج ضارة أو مرفقات غير آمنة، إلى أن أدى هذا الإجراء إلى ارتفاع نسبة الهجمات الإلكترونية عبر الإيميل بنسبة 91% 

 اقرأ أيضًا حل مشكلة «البريد الإلكتروني غير صالح»

تهديد البرامج الخبيثة

وفي دراسة أُجريت عبر شركة "SquareX" الناشئة في مجال الحماية والأمان، كُشِف عن الجهود المحدودة التي تقوم بها الشركات لحظر المرفقات الضارة أو التي تتضمن برامج خبيثة من البريد الإلكتروني.

ولقد سلطت الشركة الضوء على بعض أمثلة البرامج الضارة التي تم تتبع مصدرها، حيث يتم إرسالها عبر Proton Mail إلى عناوين بريد إلكتروني مختلفة بين iCloud Mail، وGmail، وOutlook، وأيضًا Yahoo! Mail وAOL. 

وما أن يتم استلام البريد الإلكتروني بنجاح من قبل المستخدم حتى يتعرض لتهديد البرامج الخبيثة عبر المرفقات المستلمة في البريد مباشرة.

ولقد شاركت "SquareX" جدولًا يوضح تعرض 7 من أصل 100 مستخدم إلى خطورة استلام بريد إلكتروني يتضمن مرفقًا ضارًّا، في حين يتم اكتشاف عدد محدود من مزودي خدمة البريد الإلكتروني وحظره. 

اقرأ أيضًا حل مشكلة وصول رسائل البريد الإلكتروني إلى البريد المزعج عن طريق الخطأ

تكلفة حماية الأمان

من جانب أخر أشار "Ian Thornton-Trump" من شركة "Cyjax" إلى أن السبب الرئيس في افتقار خدمة البريد الإلكتروني إلى الحماية يعود إلى أن هذه الخدمات مجانية، لذا لا يمكن أن نتوقع ارتفاع معايير الحماية بالمستوى المطلوب في خدمة مجانية متاحة للجميع. 

وأكد أيضًا على أن إضافة مميزات الحماية والأمان المتقدمة قد تتطلب تكلفة أعلى لإصلاح الأخطاء التي يتم رصدها.

أيضًا لا يعد تحول الخدمة المجانية إلى خدمة مدفوعة تغييرًا مقبولًا من ملايين المستخدمين. 

ولقد قدمت أبل في تحديثات iOS 18 وiPadOS 18 وmacOS 15 آلية فرز وتصنيف لرسائل البريد الإلكتروني بكفاءة أعلى عبر منصة الذكاء الاصطناعي "Apple Intelligence".

لكن هذه الآلية لا تهدف إلى تحديد الرسائل التي تتضمن تهديدًا، بل تهدف أساسًا إلى فرز الرسائل المهمة وإعداد ملخص للرسائل، لكن قد تضيف أبل لاحقًا دعمًا لمعايير الحماية في تطبيق Mail، وذلك عن طريق إزالة المرفق أو الروابط الضارة من رسائل البريد الإلكتروني.