لماذا لا يتحسن طفل طيف التوحد؟

تشتكي كثير من أمهات أطفال طيف التوحد من عدم تحسن حالة طفلها على الرغم من مرور وقت طويل على بدء جلسات التأهيل، فما السبب وراء ذلك؟ وهل حقًا طفل التوحد لا يتحسن؟ أم أن التحسن يسير ببطء؟

هذا ما سوف نجيب عنه في هذه المقالة، مع تقديم بعض النصائح لأمهات أطفال طيف التوحد عند تدريب الطفل على طاعة الأوامر.

هل يتحسن طفل طيف التوحد؟

الشكوى لا تقف عند حد عدم تحسن الحالة، بل قد تحدث لها انتكاسة أكبر ويعود خطوات للوراء، السبب الذي قد يكون عاملًا مشتركًا بين أطفال طيف التوحد ممن لا تتحسن حالتهم هي أن هذا الطفل دائمًا ما تكون الأسرة بعيدة أو منفصلة عنه، بمعنى أدق وأوضح أن الطفل يكون على راحته، يفعل ما يحلو له.

على سبيل المثال الأم التي تريد أن تعلم طفلها دخول دورة المياه لقضاء حاجته، والأخرى التي ترغب أن يجلس طفلها لبضع دقائق وتفشل، والثالثة التي ترغب أن يكتب الطفل كلمة واحدة فتصاب بالإحباط، هذا مرجعه إلى أن الطفل يرفض تنفيذ الأوامر وهي الخطوة الأولى والرئيسة في تحسن أي طفل أن يتدرب على تنفيذ ما يطلب منه.

ودائمًا ما ننصح أمهات طفل طيف التوحد أن يكثرن من طلبات الأوامر للطفل على مدار اليوم، وأن يصررن على تنفيذه لها، وذلك بتحفيزه بالمحفزات المختلفة التي يحبها، فنربط السلوك بمعزز إيجابي فور الانتهاء منه.

الأم التي تطلب من طفلها أن ينطق وراءها كلمة وأن يقلدها والطفل يرفض، هل عليها أن تستسلم؟ أم أنها تصر على نطق الكلمة بتقديم المحفزات الإيجابية له، كأن يأخذ قطعة حلوى أو شوكولاتة وغيرها من المحفزات التي يحبها الطفل؟

وفي حالة تجاوب الطفل ونطق الكلمة، فإننا نعطيه قطعة صغيرة في كل مرة، لا سيما من الحلوى أو السكريات حفاظًا على صحته.

اقرأ أيضًا: كيف يمكن الاستفادة من منهج منتسوري مع أطفال طيف التوحد؟

الخطوة الأولى

لكي تختفي شكوى أمهات أطفال طيف التوحد، أو في الأقل تقل تدريجيًا، يجب على الأمهات تدريب الطفل على طاعة الأوامر، وإلا لا يمكن أن ننتظر من طفل طيف التوحد أن يتحسن، أو أن يتقن مهارة معينة، ثم ينتقل لأخرى.

طاعة الأوامر لا سيما في مرحلة الطفولة المبكرة بالنسبة لطفل طيف التوحد غاية في الأهمية لكي يهيأ على أن يتقبل المعلومات أو الأوامر التي تطلبها الأم أو الأب في البيت والاختصاصي في الجلسة.

ويمكن القول إنه إذا أحسن الطفل تنفيذ الأوامر، فإنه حينئذ يمكنه تعلم مهارة، والانتقال من مهارة إلى أخرى، وبذلك يكون التحسن ملحوظًا بالنسبة للأمهات.

اقرأ أيضًا: لماذا يجب على أمهات أطفال طيف التوحد الحذر من هذه الأطعمة؟

رسالة مهمة لأمهات أطفال طيف التوحد

الرسالة التي نوجهها إلى أمهات أطفال طيف التوحد، أن اليأس غير مطلوب، على العكس، تستطيع أمهات أطفال طيف التوحد أن يأخذن بيدي أطفالهن للتحسن، بل دعوني أخبركم أن أكثر من 90% من تحسن طفل التوحد يتوقف على البيت والأم تحديدًا، وليس على جلسات التأهيل كما يعتقد البعض.

فالأمهات تحديدًا يقضين معظم الوقت مع أطفالهن، على عكس اختصاصي تأهيل حالات التوحد الذي يجلس مع الطفل على أقصى تقدير 6 ساعات أسبوعيًا، إن كان الطفل يذهب يوميًا للجلسات، في حين أن الطفل يقضي في بيته وبين أبويه أكثر من 160 ساعة أسبوعيًا.

ما يجب على أمهات أطفال طيف التوحد إدراكه أنه لا يوجد شيء اسمه طفل طيف التوحد لا يتحسن، أو أن قدرات الطفل ضعيفة، على العكس، فأطفال طيف التوحد لديهم قدرات كبيرة، ويظل المفتاح في أيدي الأمهات، ومدى قدرتهن على إخراج هذه المهارات والطاقات الكامنة داخل أطفالهن.

والواقع يؤكد وجود حالات طيف توحد استطاعوا التقدم في حياتهم على نحو طبيعي، تخرجوا من الجامعات، تبوؤوا المناصب والمراكز، ومشهود لهم بالكفاءة في العمل والإتقان الشديد لما يطلب منهم، حتى الزواج وبناء الأسرة.

اقرأ أيضًا: ما أهمية التدخل المبكر في أداء طفل طيف التوحد الأكاديمي؟

السؤال الآن..

كيف يمكن تدريب طفل طيف التوحد على طاعة الأوامر؟

توجد بعض الإرشادات التي يجب على أمهات أطفال طيف التوحد أخذها في الحسبان عندما تطلب من طفلها تنفيذ أمر ما منها، استخدمي جملًا قصيرة وواضحة ومحددة عند طلب شيء ما من الطفل، وتكرارها على نحو منتظم حتى يعتاد الطفل عليها.

يمكن أن تساعد الرسوم والبطاقات في توضيح المطلوب من طفلك، وتقديم المعززات الإيجابية التي يفضلها الطفل، وعلى الوالدين إعداد قائمة بها على أن تتنوع بينها لتشجيعه على الاستمرار في السلوكات الجيدة.

بيئة البيت الهادئة المستقرة تؤدي دورًا حاسمًا في تحسن حالة الطفل وتقبله للأوامر، والتقليل من القلق والتوتر الذي قد يصاب به أحيانًا، وأخيرًا لا يفضل تخصيص وقت محدد أو معين لتدريب الطفل على الأوامر، بل يستحسن أن تكون منتظمة وعلى مدار اليوم، وأن تستغل الأمهات تحديدًا كل فرصة من أجل تدريب طفلها على طاعة الأوامر.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة