يعد القلم من أهم الاختراعات عبر التاريخ، والذي تطور ليكون وسيلة للتدوين، وهو ما ساعد على تراكم المعرفة الإنسانية حتى وصلت إلى ما نحن عليه الآن، وصار القلم دليلًا دامغًا على العلم وأهله ودليلًا على حرية الصحافة، حتى يقال إن ذلك الكاتب يحمل قلمًا حرًّا لا يستطيع أحد أن يقصفه، حتى إن العقاد ألف كتابًا سماه "حياة قلم".
ومع تطورات الاختراعات العلمية جاءت الكاميرا التي تسجل لحظات مهمة ورائعة في حياة الناس، وتسجل أحداثًا أفضل من ألف كلمة، حتى صارت للصور مسابقات خاصة بها، ثم أتت ثورة الصور الملونة والديجتال وأصبحت الكاميرا تصور وتسجل وتراقب المنازل ضد السرقة.
وترصد أحداثًا دقيقة كحركة الجزيئات في الذرة في أقل جزء من الثانية، وصار للكاميرات أنواع مختلفة ولا غنى عنها في كل هاتف ذكي، لصنع الذكريات وتوثيق اللحظات في حياة الناس، وتستخدم الكاميرات الآن لدعم منظومة الذكاء الاصطناعي للتعرف على الوجوه أو النصوص المختلفة، حتى الأماكن، وتسمى الكاميرا تلك بالكاميرا الذكية.
اقرأ أيضًا أفضل أنواع الكاميرات الفوتوغرافية وتاريخ استخدامها
أهمية الكاميرا الذكية
تحمى الكاميرا الذكية المنازل والشركات من السرقة، ويدعمها تطبيق يمكن الحصول عليه بواسطة التسوق عبر الإنترنت، ويوضع هذا التطبيق على الهاتف المحمول، وتأتي مع هذا النظام قطع إلكترونية صغيرة توضع على مداخل ومخارج المنازل
ويمكن لتلك القطع الإلكترونية الصغيرة أن توضع في أي مكان، فهي سهلة الحمل والتركيب، وتكون بالطبع متصلة بالتطبيق لتراقب الحركة، وترسل دعوة للهاتف المحمول عند حدوث حركة غير معتادة، وكذلك ترسل الكاميرات التي تصور الحركة من حولها دعوة أيضًا إلى الهاتف المحمول في اللحظة نفسها، ويمكن إعدادها للاتصال بالشرطة مباشرة.
كما توجد كاميرات أكثر ذكاء تراقب الحركة تلقائيًّا وتتعرف على الأصوات من حولها، فإذا التقطت تلك الكاميرا صوتًا غريبًا ترسل تحذيرًا إلى الهاتف، ويمكن جعل الكاميرا تتبع تصوير أماكن معينة فقط من حولها، بالإضافة إلى أن معظم الكاميرات الذكية تصور في الظلام.
وتستخدم الكاميرات الآن في كل مكان للمراقبة، فيمكن لها كشف مرور سيارة فارهة من أسفل لوحة إعلانية في الشارع، فتتغير لوحة الإعلان ليظهر إعلان مناسب لصاحب تلك السيارة الفارهة، ولنا أن نتخيل إضافة خاصية الذكاء الاصطناعي للكاميرات الذكية، فتكون قادرة على قراءة مشاعر البشر وانفعالاتهم لتروج بضائع تناسب انفعالاتهم، وتنتشر تلك الكاميرات في المراكز التجارية بالطبع.
اقرأ أيضًا تطور الكاميرا عبر الزمن
عصر الكاميرات
إننا نتجه إلى عصر الكاميرات عالية الذكاء ما يزيد رقمنة العالم وانتشار الآلة التي قد تحل محل الإنسان، وتحفظ الوقت والجهد، وتقضي بذلك على ملايين الوظائف، وتجعل الإنسان أسيرًا للشاشات، حتى إنه توجد قياسات تقيس بقاء الإنسان أمام الشاشات ولا بد ألا تزيد على ساعتين.
ظاهرة جديدة
في المدة الأخيرة أنشأ أصحاب الأقلام قنوات لهم على يوتيوب، وحسابات على فيسبوك وإنستجرام، وذلك أشبه بالهجرة من عالم القلم إلى عالم الكاميرا، فزاد عدد المتابعين بالطبع عن عدد القراء، ويسعون لذلك لسهولة الوصول إلى متابعيهم، فتوجد فيديوهات لكاتب تصل إلى ملايين المشاهدات.
ولا أحد يستطيع أن ينكر أن أعداد تلك الحلقات يكون مكتوبًا في كثير من الأحيان، وطغت الكاميرا في وجود ما يسمى صانع المحتوى، الذي يعتمد في الغالب على التسجيل بالكاميرات، وقليل من صناعة ذلك المحتوى بالتدوين أو بالميكروفون في ما يسمى بالبودكاست.
اقرأ أيضًا الكاميرات الفوتوغرافية.. تاريخ استخدامها وأفضل أنواعها
لماذا انتشر التسجيل بالكاميرا في هذا الزمان؟
يرجع ذلك الانتشار إلى الأسباب الآتية:
1- سهولة التصوير بالكاميرا وسهولة رفع المقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي.
2- لا يلزم أن يمتلك المتحدث مهارات كبيرة، فهو يجلس أمام الكاميرا ليتكلم.
3- أصبحت مهنة لكثير من الناس يتكسبون منها دون جهد كبير، وأصبح ما يسمى صانع المحتوى يستثمر في تطوير نفسه لزيادة مكاسبه عن طريق المشاهدات، وعن طريق رعاة لما يقدم من محتوى.
4- أصبح المحتوى أرشيفًا وذكريات يرجع إليها المشاهدون، وتلك ميزة كبرى ولعلها الميزة الأفضل عبر التاريخ البشري، أن نسترجع بالصوت والصورة ما مضى ونشاهده في أي وقت نشاء.
5- شركات إنتاج الكاميرات أضافت للكاميرات تقنيات للذكاء الصناعي، وأصبحت الصورة عالية الدقة حتى وصلت إلى 4k وتجاوزت مرحلة hd وأحجام الكاميرات أصبحت ضئيلة للغاية.
لمن المستقبل؟
المستقبل للكاميرا بكل تأكيد، وكل الشواهد تعضد ذلك الأمر، حتى يمكن لأي شخص الكتابة دون إمساك القلم، فقط يملي الكلام على محرك البحث ليحوله لكتابة عالية الدقة وخالية من الأخطاء إذا أراد ذلك، وأصبح العمل من المنزل ممكنًا لكثير من المهن، حتى يخالجك شعور أيها القارئ الكريم أن الاختراعات الحديثة قد تجاوزت الزمن، ولم يبقَ إلا اختراع آلة اختراق الزمن، وقد تبدو قريبة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.