لماذا تعلم طفلك مهارة حل المشكلات؟

لكل أب وأم يقرآن هذه المقالة، أرجو ترك تعليق بالأسفل تجيب فيه عن هذا السؤال: كيف تساعد طفلك على التعامل مع المشكلات التي تواجهه؟

بمجرد أن يتعلم الطفل الوقوف على قدميه والمشي وحده دون مساعدة من الأب والأم، يبدأ استكشاف البيئة المحيطة به، وفي أثناء ذلك يتعرض لسقطات عدة، وهنا يتباين موقف الآباء والأمهات تجاه أطفالهم، فمنهم من يسارع بمساعدته وحمله ونقله إلى المكان الذي يريده دون عناء، وبعض آخر يلاحظ من بعيد ويقدم الدعم من بعيد بعد إظهار التعاطف مع الطفل وتشجيعه على الوقوف وحده والمحاولة من جديد.

الآباء نوعان.. من أنت؟

إذا كنت من النوع الأول الذي يسارع بالجري نحو طفله لمساعدته وحمله، فأنت بذلك تضع أولى بذور الاتكالية لدى طفلك، فيشب شخصًا اتكاليًّا ليست لديه القدرة بالاعتماد على نفسه واتخاذ قرارته حتى المصيرية منها دون الرجوع لأبيه وأمه.

أما إذا كنت من النوع الثاني الذي تركه يواجه مشكلته ويحاول حلها بالاعتماد على نفسه، والاكتفاء بالملاحظة والتوجيه من بعيد، فأنت واحدًا من فئة قليلة من الآباء والأمهات الذين يربون أطفالهم منذ نعومة أظفارهم على تحمل المسؤولية والاعتماد على أنفسهم فيما يواجهونه من مشكلات، وبذلك تزداد ثقتهم بأنفسهم يومًا بعد يوم ويكبر بداخلهم شعور الاستقلالية والقدرة على اتخاذ القرار.

قس على ذلك في مواقف كثيرة يتعرض لها الطفل على مدار اليوم سواء في أثناء تناوله الطعام مرورًا بدخوله دورة المياه وصولًا إلى محاولته ركوب الأرجوحة بنفسه، ففي كل هذه المواقف يتعلم الطفل كيف يعتمد على نفسه ويواجه ما يعترضه من مشكلات.

لماذا لا تترك له الفرصة؟

الملاحظ في هذه المرحلة أنها تشهد كثيرًا من الخلافات بين الآباء والأمهات من جانب وأطفالهم من جانب آخر، فالآباء والأمهات لا يريدون لطفلهم الوقوع في الخطأ، لذا يبادرون بتقديم الدعم والمساعدة حتى قبل أن يخوض الصغير محاولته وقبل أن يطلب هو مساعدتهم، وهو ما يرفضه الصغير ببراءته المعهودة، فها أنا أمشي على قدمي وأريد أن أحاول حتى وإن أخطأت، فلم لا تتركوا لي الفرصة كي أجرب وأخطئ!

إذا توجهنا بالسؤال لهذه النوعية من الآباء والأمهات التي لا تتحمل وقوع طفلها في المحظور: من أين لك بهذا الرأي ومعرفة الصواب والخطأ؟ أليس من تجارب عدّة مررت بها وخضت غمارها ! لماذا تحاول الآن قمع هذه الرغبة الدفينة داخل طفلك بدلًا من مساعدته على خوض التجربة والاستفادة من أخطائه وتداركها في المحاولات القادمة؟

على الآباء والأمهات أن يدركوا حقيقة مهمة للغاية، وهي أن الأبناء يتعلمون الدروس ومعالجة المشكلات التي تواجههم بما يجعلهم أكثر نضجًا في مواجهة المواقف الجديدة، يحترمون ذواتهم، يشعرون بالتقدير والكفاءة لأنفسهم، وبذلك يكونون أكثر شجاعة عندما يواجه المشكلات بدعم وتوجيه الكبار.

اللبنة الأولى في تعليم طفلك حل المشكلات

يبدأ الكبار في سن الطفولة المبكرة تعليم أطفالهم الذين يواجهون مشكلات في أغلبها بسيطة، اللبنات الأولى في حل المشكلات، تبدأ بالإحساس بوجود مشكلة، ثم تحديدها واقتراح الحلول الممكنة لها.

الطفل الذي تعرض للسقوط من الدراجة بسبب وجود بعض العوائق على الأرض، يتعلم في المرة القادمة كيف يتفادى السقوط على غرار المحاولة الأولى، فالطفل لا يمكنه تعلم مهارة جديدة ما لم تكن له خبرات ومواقف سابقة ومحاولات عدّة من أجل تحقيقها.

وهنا يجب التأكيد على أهمية التناغم والتكامل بين دور البيت والمدرسة، ليكمل إحداهما الآخر، فالمعلم في الفصل يدرب التلاميذ على التفكير بكونه مهارة لازمة لحل المشكلة، وتساعده على اتخاذ القرارات المهمة في حياته، فضلًا على أنها تمكنه من التحليل الجيد للمشكلة بما يوضح جوانبها وأبعادها المختلفة.

الأم التي تسأل طفلها: ماذا تحب أن تأكل على الغداء؟ يجب أولًا أن تزوده بأسماء بعض الأكلات، أو تعطيه حرية الاختيار بين ثلاثة أنواع يختار إحداها، كل هذه الأشياء تمنح طفلك الثقة بالنفس.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة