لماذا تزدهر ظاهرة عمليات التجميل في سوريا؟

مع انهيار القطاع الصحي والتدهور المعيشي في سوريا، فقد شهدت مراكز التجميل ارتفاعًا جنونيًّا لأعداد الزبائن الراغبين في إجراء عمليات تجميلية في العاصمة دمشق ،وقد ارتفعت خلال السنوات الماضية بنسبة 80%، وارتفع عدد أطباء التجميل على نحو غريب على الرغم من الركود الاقتصادي وانهيار القطاع الصحي وهجرة الأطباء من سوريا، وهي عمليات مكلفة تحتاج آلاف الدولارات.

اقرأ أيضًا 26 يونيه اليوم العالمي للتجميل.. معلومات لا تفوتك

انتشار المراكز التجميلية في دمشق

كشف مسؤول في نقابة الأطباء بدمشق رفض الكشف عن اسمه تحول نسبة كبيرة من خريجي كليات الطب خلال السنوات الثلاث الأخيرة إلى التخصص في الجراحة التجميلية والترميمية، وأكد المسؤول أن المراكز التجميلية في العاصمة دمشق تخطت منذ خمس سنوات نسبة 80%.

وأشار المسؤول إلى ارتفاع نسبة المتخصصين في الطب التجميلي، بالمقابل انخفضت نسبة المتخصصين في بقية التخصصات، وقلت نسبة الأطباء في الاختصاصات النادرة لاسيما في الأمراض السرطانية والكبد والكلى والغدد وجراحة القلب.

 وقال: "تشهد البلد أزمة اقتصادية خانقة، وغالبية المشافي الحكومية لا تقدم الرعاية الصحية الكاملة للفقراء؛ بسبب انهيار القطاع الصحي وهجرة أعداد كبيرة من الأطباء إلى خارج البلاد بسبب الحرب".

ويستقبل طبيب التجميل منير الخطيب عشرات النساء والرجال في مركزه الخاص بحي جميلية بمدينة حلب على الرغم من الانهيار الاقتصادي الكبير الذي يعانيه المواطنون السوريون.

الخطيب قال إنه يعجب من الأعداد الهائلة للنساء الراغبات في إجراء تلك العمليات على الرغم من تكلفتها العالية التي تصل بعضها لآلاف الدولارات. وقال: "هناك الموظفات بين اللواتي أجري لهن العمليات، وكذلك الفقيرات ماديًّا والكثيرات يسحبن قروضًا على رواتبهن ويجرين عمليات بسيطة كالبوتوكس والفيلر وهي تكلف ما يقارب الألفين إلى ثلاثة آلاف دولار، في حين يجري أخريات عمليات تغيير كلي في ملامح الوجه حتى الجسد، ويرغبن أن يصبحن نسخة من ممثلات وفنانات أجنبيات وعربيات، ويتحملن دفع نفقات تصل لـ 50 ألف دولار".

اقرأ أيضًا عمليات التجميل وتأثيرها الإيجابي والسلبي على الإنسان

اقبال الكثيرين على عمليات التجميل

وعن العدد اليومي للراغبين في إجراء عمليات التجميل في مركزه قال: "أستقبل يوميًّا ما لا يقل عن 50 امرأة وصبية وشابًّا ورجلًا، وغالبية الراغبين لديهم أقرباء مقيمون في دول أوربية أو خليجية يحصلون منهم على نفقات عمليات التجميل، ووفقًا للطبقة الغنية في سوريا لا يتوقف كثير منهم عن إجراء عمليات التجميل ليبقوا محافظين على شبابهم".

وفي مدينة دمشق يتلقى الطبيب الشاب عمير جعير المختص في الجراحة التجميلية عروضًا مغرية مقدمة من مراكز ضخمة للجراحة التجميلية في دول الخليج، لكنه يفضل البقاء في دمشق لأسباب يوضحها بالقول: "أحقق أرباحًا خيالية من العمليات التي أجريها في دمشق، وهي الأرباح ذاتها التي سأحصل عليها لو هاجرت إلى أي بلد آخر، فزبائن عيادتي يزدادون يوميًّا؛ لذا لا أفكر في تلك العروض".

ويرفض أحمد نمير الذي تخرج العام الماضي من كلية الطب بدمشق تغيير تخصصه في الجراحة التجميلية، ويتمسك بخياره الذي سيحقق له مردودًا ماديًّا كبيرًا كما يوضح. ويقول نمير: "إن غالبية المتخرجين من كلية الطب يفضلون تخصص الجراحة التجميلية، وهم يفوقون في عددهم بقية التخصصات بنحو عشرة أضعاف؛ ويرجع السبب إلى الأرباح الكبيرة التي يحققها طبيب التجميل، في حين أن الطبيب من تخصص آخر لا يحقق إلا أرباحًا قليلة مقارنة بطبيب التجميل".

ومن جهته كشف الدكتور زبير موسى -وهو اسم مستعار لطبيب في نقابة الأطباء بدمشق ودكتور سابق في كلية الطب بدمشق- أن الجامعات السورية في مناطق النظام قد خرَّجت أطباء مختصين في الجراحة التجميلية أكثر بعشرة أضعاف من أطباء الاختصاصات النادرة التي تحتاج إليها البلاد، لا سيما بعد الهجرة الكبيرة للأطباء السوريين باتجاه بلدان عدة لاسيما الصومال.

وأكد الطبيب الذي رفض الكشف عن اسمه أن عدد الأطباء الذين هاجروا من مناطق سيطرة الحكومة السورية قد تخطى 70%. وقال: "ضعف الرواتب وقلة العمل دفع كثيرًا من الأطباء للسفر إلى بلدان أخرى ليبحثوا عن فرص عمل أفضل".

اقرأ أيضًا طرق العناية بالبشرة.. تعرف على منتجات التجميل بالنانو

تصريح نقيب الأطباء "غسان فندي" لصحيفة الوطن

وفي تصريح سابق لنقيب الأطباء في سوريا "غسان فندي" لصحيفة الوطن المقربة من حكومة دمشق عن توجه القسم الأكبر من خريجي الطب لاختيار تخصصات طبية طريقها هي الأقصر والأسرع من بقية التخصصات في الحصول على المردود المادي.

وعد فندي أن حل مشكلة النقص في عدد الأطباء في اختصاصات معينة تحتاج لدراسة وخطط من قبل الدولة؛ لتدارك النقص الحاد في عدد الأطباء في سوريا، مشيرًا إلى أن قبول الخريجين من طلبة الطب في الاختصاصات يجب أن يخضع لضوابط تحقق توازنات في كافة التخصصات.

وعن عدد أطباء التجميل في دمشق قال الدكتور زبير موسى إن عددهم لا يقل عن 100 طبيب، يضاف إليهم أطباء جراحة الجلد وتجميلها. وأشار لتنفيذ مشروعات لمراكز طبية للجراحة التجميلية والسنية ضخمة في العاصمة دمشق وعدد من المحافظات؛ لتلبية الطلبات المتزايدة على هذه العمليات التجميلية، سواء من قبل سوريات أو لبنانيات أو نساء عربيات من الأردن ودول الخليج يقصدن سوريا لإجراء هذه العمليات بسبب الخبرة الكبيرة التي اكتسبها أطباء التجميل في هذا المجال.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة