يشرح بحث جديد الآليّة الكامنة وراء تعرضنا لنزلات البرد والإنفلونزا بتواترٍ أعلى خلال فصل الشتاء، يرتبط فصلي الخريف والشتاء بارتفاع معدل الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي، مثل نزلات البرد والإنفلونزا، بسبب زيادة انتقال فيروسات الجهاز التنفسي.
على الرغم من أن درجات الحرارة الأكثر برودة والرطوبة المنخفضة ترتبط بزيادة التعرض لفيروسات الجهاز التنفسيّ، فإن الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذه العلاقة لا تزال غير مفهومة.
اقرأ ايضاً البرد والعطس وكيفية علاجهم والقضاء عليهم
دراسة حديثة عن سبب ارتفاع نزلات البرد في الشتاء
أظهرَت دراسة حديثة أنّ درجات الحرارة الباردة تؤدي إلى انخفاض الاستجابة المناعية التي تثيرها الخلايا في تجويف الأنف للفيروسات، وهو ما يفسّر سبب تعرضنا لالتهابات الجهاز التنفسي العلوي بشكلٍ أكبر في درجات الحرارة الباردة.
وصفت دراسة نُشرت في مجلة الحساسية والمناعة السريرية آلية في الأنف يمكن أن تفسر زيادة قابلية الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي خلال فصل الشتاء.
اقرأ أيضاً أفضل علاج طبيعي لنزلات البرد
الأنف.. بوابة للفيروسات
وجدت الدراسات السابقة التي أجراها المؤلف الحالي أن أحد مكونات الاستجابة المناعية ضد فيروسات الجهاز التنفسي يتضمن إطلاق نوعٍ من الجسيمات المرتبطة بالغشاء تسمى بالحويصلات خارج الخلوية (EVs) بواسطة الخلايا التي تبطن تجويف الأنف.
الحويصلات خارج الخلوية هي جزيئات مرتبطة بالغشاء يمكنها حمل حمولة من الحمض النووي والحمض النووي الريبي والبروتينات، وتُحرر من معظم أنواع الخلايا، وتساعد في الاستجابة المضادة للفيروسات.
(MiRNAs) وهو نوع من الحمض النووي الريبي، لا يرمز للبروتينات ولكن يمكنه تنظيم التعبير عن الجينات المستهدفة في الأنف يمكن للحويصلات خارج الخلوية منع الفيروسات من الارتباط بالخلايا غير المصابة أو نقل حمولتها إليها وتعديل استجابتها المناعية.
في الدراسة الحالية أدت درجات الحرارة الشبيهة بالشتاء إلى انخفاض درجات الحرارة داخل تجويف الأنف من 37 درجة مئوية إلى 32 درجة مئوية، مما أضعف الاستجابة المناعية.
على وجه التحديد أدى هذا الانخفاض بمقدار 5 درجات في درجة الحرارة داخل تجويف الأنف إلى تخفيف إطلاق الحويصلات خارج الخلوية والاستجابة المضادة للفيروسات بوساطة هذه الحويصلات، مما يفسر زيادة قابلية الإصابة بنزلات البرد الشائعة في الشتاء.
إذ وُجد أن هذا الانخفاض قلّل بشكلٍ كبير من الاستجابة المناعية الفطرية في الأنف، مما قلّل ليس فقط من كمية الحويصلات خارج الخلية التي اجتاحت الفيروس ولكن جودتها أيضًا، وهذه الاستجابة المناعية المنخفضة يمكن أن تجعل الفيروس أكثر قدرةً على الالتصاق بالخلايا الأنفية ثم إصابتها، ويمكنه بعد ذلك الانقسام والتسبب في العدوى.
اقرأ أيضاً نصائح للوقاية من نزلات البرد في فصل الشّتاء
درجات الحرارة الأكثر برودة والاستجابة المناعية
أظهرت الدراسات السابقة أن التهابات الجهاز التنفسيّ العلوي بما في ذلك البرد الشائع بالبرد والإنفلونزا، أكثر شيوعًا في المواسم الباردة.
يُعزى ذلك إلى زيادة انتقال فيروسات الجهاز التنفسي العلوي بسبب التغيرات في درجة الحرارة والرطوبة والسلوك البشري، مثل قضاء المزيد من الوقت في الداخل.
مع ذلك، تشير الدراسات الحديثة إلى أن درجات الحرارة الباردة يمكن أن تضعف الاستجابة المناعية التي يثيرها الجهاز التنفسي العلوي لهذه الفيروسات، مما يؤدي إلى زيادة التعرض للعدوى نظرًا لقربه من البيئة الخارجية، فإن تجويف الأنف أكثر حساسية للتغيرات في درجة الحرارة المحيطة من بقية الجسم، بما في ذلك الرئتين.
خطروة فيروسات الأنف
ذكرت دراسة سابقة أن فيروسات الأنف (الفيروس المخلوي التنفسي RSV) هو السبب الأكثر شيوعًا لالتهابات الجهاز التنفسي العلوي، يمكن أن يتكاثر بكفاءة أكبر في درجات الحرارة المنخفضة في تجويف الأنف مقارنة بدرجات الحرارة المرتفعة.
كما أفادت الدراسة أن الخلايا المصابة التي تبطّن تجويف الأنف أنتجت استجابة مناعية ضعيفة عند درجة حرارة 33 مئوية مقارنة بـ37 درجة مئوية.
ومع ذلك، فإن الآليات التي تربط التغيرات في العوامل البيئية بزيادة التعرض لنزلات البرد ليست مفهومة جيدًا، في هذه الدراسة، درس الباحثون أيضًا كيف تؤثر التغيرات في درجة الحرارة في تعديل الاستجابة المناعية التي تثيرها الشعب الهوائية العليا.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.