لماذا تخيف نوبات شلل النوم؟ وما أفضل طريقة لتجنبها؟

يعانى عدد مذهل من الأشخاص عدم القدرة المرعبة على تحريك عضلاته، أثناء انجرافه من الواقع إلى أرض الأحلام، والعودة من أحلامنا إلى الواقع، ولكن ما هي بالضبط هذه الظاهرة الغريبة؟

اقرأ أيضاً هل شلل النوم ظاهرة خارقة وغير طبيعية؟

نبذة مختصرة عن شلل النوم

تخيل الاستيقاظ في ظلام دامس، مشلولًا من الرأس إلى أخمص القدمين، وتحاول أن تصرخ ولكن لا تستطيع، وفجأة أدركت وجود شبح يحوم فوقك، أو أنك ترى أنيابًا ملطخة بالدماء، في حين أن هذا يبدو وكأنه مشهد من فيلم رعب، إن تجارب مثل هذه تسمى "شلل النوم"، وتعدُّ شائعة جدًا كما هو موضح في بحث أجرته مجلة "تايم" في أكثر من 6 بلدان.

يصيب شلل النوم -وهو شلل عند النوم أو الاستيقاظ- نحو 1 من كل 5 أشخاص، أي نسبة 20% من البشر، إذا لم يكن الشعور بالشلل عند الاستيقاظ مخيفًا بدرجة كافية، فإن بعض الأشخاص في جميع أنحاء العالم يرون بعض أفراد عائلتهم متسللين مرعوبين من غرفة نومهم، بسبب بعض الأحلام المزعجة، ويرون في أحلامهم السحرة والشياطين، والبعض يرى مصاصي الدماء.

وأفضل وصف لهذه المشاهد السريالية هو أنها كابوس ينبض بالحياة أمام عينيك. ولكن لماذا يحدث شلل النوم؟ والأهم من ذلك، لماذا يأتي مع هذه الرؤى والمشاهد الخارقة؟ على الرغم من أن السبب وراء الشلل الجسدي أصبح مفهومًا الآن، فإنه يظل اللغز، لماذا قد ترى شبحًا؟

يحدث شلل النوم عند الانتقال بين اليقظة ونوم حركة العين السريعة (REM)، خلال هذه المرحلة من النوم، تكون لديك أحلام هشة تشبه الحياة، ولمنعك من تحقيق هذه الأحلام وإيذاء نفسك والانسياق في تيارها، يشلُّ عقلك مؤقتًا جسمك بالكامل، وتتحكم المواد الكيميائية التي تسيطر بين النوم واليقظة، في هذا الانتقال بإحكام، لكن في بعض الأحيان، تستيقظ وأنت لا تزال تحت "نوبة"، شلل وتلاحظ حركة العين السريعة، ما يتركك عالقًا، وبمعنى آخر، تصيبك صدمة بين اليقظة وعالم الأحلام.

استنادًا إلى أكثر من 10 سنوات من البحث، طوَّر العلماء نظرية لشرح كيف يستحضر عقلك هذه الصور الجذابة، وبدلاً من المواجهات الملحمية مع الكيانات الدنيوية الأخرى.

اقرأ أيضاً الجاثوم أو "شلل النوم"

الآثار الجانبية لشلل النوم 

تعكس هذه الرؤى الاضطرابات الطبيعية في قدرة عقلك على توليد شعور موحد بالذات، الشعور الذي نشعر به جميعًا أننا راسخون هنا والآن في أجسادنا، (أشعر أن ذراعي ملك لي وليس لك، على سبيل المثال)، وينشأ هذا الإحساس بالتجسيد في الدماغ، وتوفر ظواهر كهذه رؤى ثاقبة حول كيفية ظهور إحساسك بالذات ومدى هشاشة ذلك.

يمكن أن يسبب شلل النوم إحساسًا مخيفًا بالطفو خارج جسمك، أو التحديق في نفسك من سقف غرفة النوم، وتعتقد ثقافات عدة مثل مصر وبعض أنحاء إيطاليا، أن شلل النوم أمر خارق للطبيعة، وغالبًا ما توصف تجارب الخروج من الجسد بأنها نوع من "السفر النجمي"، إذ تترك الذات الجسد المادي في رحلة إلى بُعد موازٍ.

ولكن يمكن إعادة إنتاج تجارب الخروج من الجسد بطريقة موثوقة في المختبر، نحن ببساطة نعطل منطقة دماغية تسمى "الموصل الصدغي الجداري" في الفص الجداري (الجزء العلوي الأوسط)، وتساعد هذه المنطقة في بناء "صورة جسدك"، وهي مهمة لقدرتك على التمييز بين "الذات" و"الآخر"، وعادةً ما يوقَف تشغيله أثناء نوم حركة العين السريعة، وهذا هو سبب ارتخاء إحساسك بالذات أثناء الأحلام، فيمكنك مثلًا أن ترى نفسك من منظور شخص ثالث.

لكن الأمر الأكثر إثارة للرعب من أن تصبح "شبحًا" هو أن تقابل واحدًا! ونحو 40% من جميع الذين يعانون شلل النوم، يحكون عن الهلوسة، وغالبًا ما تشمل هذه رؤية أشباح مرعبة، وعادة ما تكمن "المخلوقات" الشبيهة بالظل في زاوية غرفة النوم، وتقترب ببطء من النائم، قبل أن تخنقه بشدة وتسحق صدره، وبعض النائمين تحدثوا عن تعرضهم للتحرش الجنسي من قبل هذا الشبح الشيطاني.

اقرأ أيضاً ما هو شلل النوم أو الجاثوم؟ لا تنم وأنت حزين

اضطرابات شلل النوم 

وأثناء شلل النوم يمكن أن تحدث اضطرابات في إحساسك بالذات أو "صورة الجسد"، ونشأت هذه الفكرة جزئيًا من خلال ملاحظة أن الأشخاص الذين يولدون بذراع مفقودة يمكن أن يشعروا بوجود قوة لذراعهم المفقودة، وتشير الأبحاث التي أجريت على الأطراف الشبحية، إلى أن لدينا جميعًا خريطة جسم "موصلة بأسلاك" في أدمغتنا.

ببساطة، عندما يشعر الشخص المولود دون ذراع بذراع وهمية، وعندما تدرك أنك مصاب بالشلل، فإن القشرة الحركية في دماغك تشارك في بدء الحركة، ترسل إشارات إلى الجسم للتحركز

للهروب من الشلل، كما أنها ترسل رسائل إضافية إلى الفصوص الجدارية (تمامًا مثل رسائل البريد الإلكتروني عندما نقوم بنسخها في مستلم إضافي)، وتراقب منطقة الدماغ هذه الخلايا العصبية التي تطلق إشارات لتتحرك، لكنها لا تكتشف أي حركة فعلية في أطرافك المشلولة مؤقتًا.

تؤثر هذه الرسائل غير المتطابقة في الطريقة التي يصدر بها عقلك إحساسك بالذات، وسيحاول عقلك إزالة الارتباك من خلال إنشاء صورة جسدك لك، أي بطريقة تشبه ملء الفراغ مثل الإكمال التلقائي من .Google 

هذا يمكن أن يؤدي إلى هلوسة مخيفة، مثل رؤية نفسك تدور في الهواء في إعصار أو تغرق في السرير كما لو كنت تغرق في الرمال المتحركة، أو قد يبرز جسمك "هناك" في الفضاء، لديك تجربة الخروج من الجسد.

اقرأ أيضاً تفسير وأسباب ظاهرة الجاثوم أو شلل النوم

التفسير العلمي لشلل النوم  

بعبارة أخرى، الدماغ هو آلة تنبؤ تعمل دائمًا على إنشاء نماذج داخلية للعالم وما قد يكون جسدك عليه بعد ذلك، وسيحاول الارتقاء إلى مستوى تلك التوقعات، إن عقلك هو آلة إحصائية وراوي القصص، إنه عرضة لربط الأحداث من حولك، ويمكن أن يتحول الشلل، وضغط الصدر الساحق، والأحاسيس الخانقة.

والبقايا المؤسفة ليوم مرهق، إلى قصة متماسكة، وفي هذه المرحلة، سينسحب دماغك من مناطق الذاكرة لإكمال السرد، لنسمعك وأنت تقول: "شعرت بأنني مربوط بحبال وثبتني أحدهم وخنقني شبح كان جالسًا على صدري!"

قد تخلق التقلبات الكيميائية العصبية في دماغك البيئة المناسبة لهذه الرؤى الشبحية، يستخدم الدماغ السيروتونين، المشهور بتحسين الاكتئاب، لإيقاظ الشخص النائم، ولكن أثناء شلل النوم، فإن الغزو الهائل لليقظة قد يغمر عقلك بهذه المادة الكيميائية.

قد يثير هذا ما يسمى "مستقبلات السيروتونين 2 أ"، وهو المدخل الذي "يتحدث" السيروتونين من خلاله مع الدماغ، وتحفز الأدوية المخدرة التي تخلق المزيج الكيميائي المناسب، هذا المستقبل أيضًا، لتزدهر الأشباح، ما يحول تجربة فسيولوجية مثل شلل النوم إلى مواجهة خارقة للطبيعة تقشعر لها الأبدان.

أخيرًا، ظل الأمر لغزًا كبيرًا، لماذا يميل الناس إلى رؤية كائنات الظل مجهولة الوجه (الصور الظلية) أثناء شلل النوم؟ وهذا بالتأكيد يضيف إلى لغز التجربة.

اقرأ أيضاً ما الفرق بين النوم والرقود؟

طرق تجنب شلل النوم 

لا يوجد علاج مثبت يمكنه إيقاف نوبة شلل النوم، ولكن يوجد قليل من الأشياء التي قد تساعد في منع شلل النوم وتساعدك على محاربة الرعب:

* تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين قبل موعد النوم.

* تجنب النوم على ظهرك.

* فهم ما يحدث قد يجعل التجربة أقل إرهاقًا، لذا استمر في تثقيف نفسك واطمئن لأن كل شيء على ما يرام.

* حاول الاسترخاء والتنفس طبيعيًا لتقليل طول وشدة النوبة.

* التركيز على تحريك عضلة صغيرة مثل الإصبع، قد يكسر الشلل وينهي النوبة.

* تجنب أنماط النوم غير المنتظمة، واحصل على قسط وافر من النوم.

يمكن للأشخاص المحرومين من النوم أو الذين لديهم أنماط نوم غير معتادة (مثل العاملين بنظام الورديات)، أن تتسبب ظروف عملهم في اضطراب نوم حركة العين السريعة.

* شخص آخر يلمسك قد يخرجك من النوبة، لكن هذا لم يؤكد بعد.

إذا وجدت نفسك تعاني شلل النوم، فذكِّر نفسك أن شلل النوم ليس أكثر من "حلم يقظ"، وستكون مستيقظًا حقًا قريبًا.

على الرغم من كونها مخيفة، فإن هذه النوبات غير ضارة وعادة ما تكون علامة على ضعف جودة النوم، فإذا جربت الاستراتيجيات المذكورة أعلاه ولا تزال تعاني شلل النوم، فقد حان الوقت لزيارة طبيبك، سيراجع الطبيب عادات نومك، ويعرف ما إذا بإمكانه مساعدتك بأي شيء آخر يمكن فعله.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

نعوذ بالله العلي العظيم من شر كل ذي شر

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مارس 6, 2023, 7:40 م

يسمونه أيضًا الجاثوم
أو
جاثوم النوم
العلاج الأساسي للجاثوم هو الثقة بالنفس وأسلوب الحياة الصحي الكامل ، والذي يتضمن أوقات نوم واستيقاظ منتظمة

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مارس 6, 2023, 10:05 م

نعم الجاثوم

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مارس 14, 2023, 10:55 م

اللهم نسألك العفو والعافية والمعافاة

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
سبتمبر 23, 2023, 7:41 م - جمال عبدالرحمن قائد فرحان
سبتمبر 21, 2023, 5:49 م - جمال كتيل
سبتمبر 21, 2023, 4:27 ص - محمد الخميسى
سبتمبر 20, 2023, 6:39 ص - تريز سعدالله غنيم
سبتمبر 18, 2023, 2:00 م - مايا عز العرب عزالدين
سبتمبر 18, 2023, 12:49 م - رانيا رياض مشوح
سبتمبر 17, 2023, 1:02 م - السيد احمد هجرس
سبتمبر 17, 2023, 7:08 ص - فريال محمود لولك
سبتمبر 16, 2023, 1:01 م - اسامه غندور جريس منصور
سبتمبر 13, 2023, 12:42 م - ياسر عمر مصباحي
سبتمبر 12, 2023, 12:52 م - إيمان حسن محمد
سبتمبر 12, 2023, 5:46 ص - لؤي نور الدين الرباط
سبتمبر 11, 2023, 6:57 م - نافز احمد ابوزر
سبتمبر 11, 2023, 9:14 ص - نافز احمد ابوزر
سبتمبر 6, 2023, 2:06 م - اسامه غندور جريس منصور
سبتمبر 5, 2023, 11:07 ص - أبرار عليان العوفي
سبتمبر 3, 2023, 11:10 ص - اسامه غندور جريس منصور
سبتمبر 2, 2023, 11:31 ص - شادى محمد نجيب
أغسطس 30, 2023, 7:04 م - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 30, 2023, 3:49 م - قيس شهبي
أغسطس 28, 2023, 4:26 م - نافز احمد ابوزر
أغسطس 28, 2023, 4:09 م - نافز احمد ابوزر
أغسطس 27, 2023, 8:18 م - علاء الدين مرتضى محمد ابوقورة
أغسطس 27, 2023, 4:25 م - عمر عبدالله عمر
أغسطس 25, 2023, 5:29 م - جود معاذ الرفاعي
أغسطس 25, 2023, 12:12 م - عبدالرحمن أحمد عبدربه الصغير
أغسطس 24, 2023, 7:25 م - مايا عز العرب عزالدين
أغسطس 24, 2023, 9:00 ص - سيد محمود عبدالمنعم
أغسطس 23, 2023, 9:21 م - نافز احمد ابوزر
أغسطس 23, 2023, 8:36 م - لؤي نور الدين الرباط
أغسطس 23, 2023, 6:58 م - لؤي نور الدين الرباط
أغسطس 23, 2023, 6:01 م - سيد محمود عبدالمنعم
أغسطس 23, 2023, 7:06 ص - رانيا رياض مشوح
أغسطس 22, 2023, 5:38 م - اسامه محمد عبدالله محمد الكامل
أغسطس 22, 2023, 2:19 م - اسامه محمد عبدالله محمد الكامل
أغسطس 22, 2023, 11:44 ص - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 21, 2023, 3:42 م - جود معاذ الرفاعي
أغسطس 17, 2023, 10:04 ص - فاطمة عبدالله عبدالنبي علي
أغسطس 16, 2023, 5:47 م - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 16, 2023, 3:10 م - رولان رياض مشوح
أغسطس 16, 2023, 11:55 ص - رضوان عبدالله سعد الصغير
أغسطس 16, 2023, 8:24 ص - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 15, 2023, 7:47 م - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 14, 2023, 6:04 م - احمد شمس الدين احمد ابراهيم
أغسطس 14, 2023, 10:18 ص - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 13, 2023, 8:26 م - محمد أمين العجيلي
أغسطس 13, 2023, 7:13 م - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 13, 2023, 5:48 م - محمد عيد حسن عبد النبي
أغسطس 12, 2023, 7:44 م - محمد عبدالله جعفر بن يحيى
أغسطس 12, 2023, 4:38 م - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 12, 2023, 7:16 ص - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 11, 2023, 4:24 م - محمد أمين العجيلي
أغسطس 10, 2023, 8:40 م - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 10, 2023, 7:32 م - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 10, 2023, 4:38 م - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 10, 2023, 4:25 م - جمال أشرف مصطفى
أغسطس 10, 2023, 1:37 م - سارة أحمد
أغسطس 10, 2023, 12:48 م - أحمد توفيق عبدالله الوايلي
أغسطس 9, 2023, 8:50 م - احلام محمد
أغسطس 9, 2023, 1:26 م - عمرو علي الليثي
أغسطس 8, 2023, 1:39 م - محمد أمين العجيلي
أغسطس 8, 2023, 11:05 ص - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 8, 2023, 10:08 ص - محمد أمين العجيلي
أغسطس 7, 2023, 8:03 م - محمد أمين العجيلي
أغسطس 7, 2023, 8:01 م - اسامه غندور جريس منصور
أغسطس 7, 2023, 6:23 م - محمد جابر علي السيد محمود
نبذة عن الكاتب