لماذا تترك طفلك أمام شاشة الموبايل؟

ما الأسباب التي تدفع الوالدين إلى ترك أطفالهم بالساعات أمام شاشة الموبايل يوميًا؟ هل يدرك الآباء والأمهات خطورة جلوس أطفالهم بالساعات يوميًا أمام هذه الشاشة الصغيرة؟

هذا ما سنتناوله في هذه المقالة نسلط الضوء فيها على الأسباب التي تدفع الآباء إلى ترك أطفالهم أمام هذه الشاشات، والعواقب الوخيمة والأضرار الجسيمة التي تلحق بالأطفال من جرّاءِ ذلك.

مبررات الآباء والأمهات

يبرر عدد غير قليل من الآباء والأمهات جلوس أطفالهم بالساعات أمام شاشة الموبايل بأنه صار "إدمانًا" لهم، ولا يكاد يطيقون ساعة تمر دون تصفح الهاتف النقال وتصفح السوشيال ميديا، أو اللعب بالألعاب الإلكترونية، وعلى هذا فمحاولة منعهم من هذه الآلة أصبحت مستحيلًا.

حذر خبراء التربية من خطورة جلوس الأطفال أمام الشاشات بأنواعها، وبينوا أن الألعاب الإلكترونية خطر على الأطفال ما دون سن الثالثة عشرة، وأنه من سن يوم حتى ثلاث سنوات لا يفضل تعرضهم للشاشات؛ لأن الدراسات أثبتت أن التعرض للشاشات يؤدي إلى تأخر في النطق والكلام، وقد يكون ذلك ملموسًا جدًا في واقعنا اليوم.

ويلفت الدكتور جاسم المطوع -خبير التربية- الانتباه إلى أن منظمة الصحة العالمية تحظر تعرض الأطفال دون العامين للشاشات بأنواعها، أما الأطفال من عمر 2 – 6 سنوات لا يزيد على ساعة يوميًا، وكلما كان الوقت أقل كان أفضل على صحة الطفل، ومن عمر 6 – 12 سنة لا يزيد على ساعتين في اليوم، أما الأطفال أكثر من 12 سنة فلا يزيد الوقت الذي يقضونه أمام الشاشات على 3 ساعات في اليوم.

تأخر النطق والكلام بسبب الشاشات

فحالات تأخر الكلام والإصابة بالتوحد في ازدياد يومًا بعد يوم، وأحد أهم الأسباب المؤدية إليها وسرعة انتشارها هو غياب التفاعل والتواصل بين الوالدين وبين أبنائهم وغياب الحوار والنقاش في موضوعات تهمهم، ما يترتب عليه جلوس الأطفال بالساعات أمام الشاشات بأنواعها للتسلية وإضاعة الوقت.

غياب الوالدين عن واقع أطفالهم، أيًا كانت المبررات، فالأب الذي يخرج من بيته منذ الصباح الباكر ولا يعود إلا في ساعة متأخرة من الليل، والأم التي تقضي الساعات وهي تتحدث إلى صديقاتها أو أقاربها، أو في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، وسعيدة بهدوء طفلها الذي يجلس بأدب أمام الشاشة ولا يصدر صوتًا أو يتلف شيئًا ثمينًا، غدًا ستدفعون فاتورة إهمالكم وتقصيركم بحق أبنائكم.

ولا غرابة أن نشاهد اليوم طوابير الآباء والأبناء الذين يحملون أطفالهم كل يوم لعيادات التخاطب وتنمية المهارات وصعوبات التعلم، وهم يعضون أناملهم من الحسرة على تقصيرهم بحق أطفالهم صغارًا، فلم لا نستفيد من تجارب الآخرين!

هل يستوي هذا الطفل الذي يجلس بالساعات أمام الشاشات، وآخر يجلس بالساعات مع والديه، يتحدثون إليه، يعبرون له عن حبهم وفخرهم به، يعرضون عليه الصور والفيديوهات ويطلبون منه وصفها، فتكون النتيجة طلاقة في الكلام وثروة هائلة من الكلمات والجمل وقدرة على التواصل والتفاعل مع الآخرين تفوق الأخر الجالس أمام شاشة الموبايل.

وقفة مع النفس قبل فوات الأوان

فيا معاشر الآباء والأمهات، وقفة مع النفس، ومراجعة ما سبق، وتدارك ما هو قادم، قبل فوات الأوان، فإن أطفالنا هم الثمرة الحقيقية لنا في هذه الحياة، وصدق النبي العدنان حينما قال: "أو ولد صالح يدعو له". كل ما عليك أيها الأب الكريم، أيتها الأم الفاضلة، أن تعيد ترتيب أولوياتك، وأن تضع أبناءك على سلم اهتماماتك، وأن تخصص من وقتك كل يوم ما تتناقش به معهم وتحاورهم، وتستمع لوجهة نظرهم، حتى تعرف كيف يفكر أبناءك؟ وكيف يبصرون العالم من حولهم؟

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة