لماذا تتحول علاقة الشراكة الزوجية إلى علاقة خضوع؟

في إطارعلاقات الشراكة الزوجية في كافة المجتمعات العربية أو الغربية، نجد دومًا أن داخل كل مجتمع مجموعة من المشكلات الشائعة، وتعود أسباب الظاهرة أو المشكلة إلى مجموعة من العوامل والأسباب المركبة، لذلك يواجه المجتمع صعوبة بالغة أشبه بالأمراض المستعصية التي يعجز الطب عن الوصول إلى حل جذري لها.

في هذا المقال سنطرح واحدة من أبرز المشكلات التي تفشَّت على نحو كبير داخل عدة مجتمعات مختلفة، وهي "تحول بعض العلاقات الزوجية إلى علاقة خضوع".

أسباب الخضوع والسيطرة في العلاقات

وحينئذ يفرض السؤال نفسه وسط علامات استفهام عدة، لماذا تحولت معظم العلاقات في السنوات الأخيرة إلى علاقة سيطرة وخضوع بواسطة أحد الطرفين؟

مهما اختلفت ثقافة المجتمعات، فالجميع يعرف أن الهدف السامي والمنشود من الشراكات الزوجية، هو تحقيق معادلة الحب الأعظم داخل فقاعة شفافة تسمى المودة والرحمة، ولن تتحقق تلك المعادلة إلا عندما يعرف كل طرف حقوقه وواجباته داخل العلاقة، مثل طرح الموضوعات فيما بينهما مع الحرص على تبادل الآراء سويًّا.

تحقيق الشراكة الزوجية

وتلك النقطة للأسف سلاح ذو حدين، إذ يجب على الطرفين أن يعلما أن ليس أحد منهما دومًا على صواب، بل إن في مرة يكون رأي أحدهما هو الأرجح ويخدم الموقف ويعززه على نحو أكبر، والعكس صحيح بالنسبة للطرف الآخر. لكن إذا تعنَّت أحد الطرفين وتحيَّز لرأيه ورؤيته دومًا، فيقود الأمر إلى صلب مشكلة اليوم وهو "تحول العلاقة من شراكة زوجية إلى فرض السيطرة".

الخضوع ليس معيارًا للزواج الصالح. فمن قال إن المرأة الصالحة هي التي تخضع وتسلِّم تمامًا إلى طلبات ورغبات الرجل؟ ولماذا نجد أن بعض الرجال تُصر على ذلك؟

للأسف فالسيطرة على الطرف الأضعف في العلاقة هي بمنزلة تعويض عن فقدان السيادة في الحياة عامةً، فمن يخضع لما يفرضه عليه الآخرون ومواقف الحياة دون أدنى اعتراض، فلن يجد أمامه سوى المرأة؛ ذلك المخلوق الرقيق ليثبت العكس في حياته.

الزوج المؤذي المتسلط

أثبتت دراسات نفسية عدة أن عددًا كبيرًا من الرجال الذين يتعرضون إلى القهر في حياتهم، يميلون دومًا إلى اتخاذ دور السيادة والسلطة على الزوجة، فيبدأ الرجل بممارسة سلوكه المؤذي لفظيًّا أو جسديًّا، ويبدأ في التسلط على زوجته وأبنائه، لتبدأ رحلة المعاناة الأسرية.

الزوج المؤذي

إن الهزيمة الداخلية للإنسان من أخطر العوامل التي تدفعه دومًا لمحاولات التعدي اللفظي والمعنوي على الطرف الآخر، فذلك يكون مثل المخرج والمتنفس الوحيد لتحرير بعض ذلك الشعور المرهق نفسيًّا وذهنيًّا.

مفهوم القوامة عند الرجل لا يعني بالمطلق التسلط وبسط السيطرة، بل القوامة أشبه بولاية رشيدة وحكيمة حتى يتسنى للمرأة أن تشعر بالأمان إلى جانب الرجل، وفي الوقت نفسه تحرص القوامة الذكورية على حرية الزوجة وسعادتها الزوجية، وليس كما ترجمها بعض الرجال أنها رخصة تجبُّر وإلغاء للآخر.

في النهاية لا يسعنا إلا أن نقول إن العلاقات الناجحة هي التي تدعمها الشراكة المتبادلة، لا على مبدأ التبعية، وحين يتساوى الطرفان في الحقوق والواجبات تزدهر العلاقة وتضمن مستقبلًا مشرقًا للطرفين على امتداد سنوات عمرهما.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة