لماذا تبخل على زوجتك بالكلمة الطيبة؟

كثيرًا ما يتهم الزوج ببخله في إظهار مشاعره وعواطفه والتعبير عنها تجاه زوجته، في حين أنه مع الجنس الآخر سواء في العمل أو أي مكان آخر، تفيض كلماته المهذبة بأسلوب رومانسي جذاب، فما السبب وراء ذلك؟

اقرأ أيضًا: كل ما يخص الزواج والطلاق وتابعاتهم

مودة ورحمة

لقد حثَّت الشرائع والأديان السماوية الأزواج على حسن المعاشرة، حتى إن القرآن الكريم وصف هذا العقد بين الزوجين بالميثاق الغليظ، وهذا الميثاق يشتد أو يضعف بالاهتمام والكلمة الطيبة، حتى قيل إن أقرب طريق للزوجة أذنها، دلالةً على أن المرأة عمومًا، والزوجة بوجه خاص، تُحب بل تعشق سماع الكلام الطيب من زوجها رفيق دربها.

في كتابه الماتع "لغات الحب الخمس" تحدث الكاتب المعروف "جاري تشابمان" عن لغات خمس تحبها المرأة أي امرأة، ولكن وفي معرض حديثنا اليوم عن العلاقة الزوجية، فنخص الزوجة، فالمرأة تغلب عاطفتها عقلها، على عكس الرجل، والرجل لا يطلب منه أن يكون عقلانيًّا متزنًا جادًّا في بيته، بل مطلوب منه أن يكون سهلًا، لينًا، مرنًا، مرحًا، ممازحًا لأهل بيته وأبنائه، ولذلك أي إنسان منا له أدوار اجتماعية متعددة وليس هذا من النفاق في شيء.

فأنت في بيتك زوج وأب لأطفالك، لا يمكن أن تكون معاملتك معهم، كما تُعامل زملاءك ومديرك في العمل، أو صديقك في النادي، أو أحد أقاربك، وهذا يعتمد كثيرًا على ذكاء الرجل العاطفي في التعامل في هذه المواقف الاجتماعية المختلفة وفقًا لما تقتضيه.

يقول أحد الفضلاء: "‏بعض الرجال يعاني المشكلات مع زوجته، وهو يعطي للنساء الأجنبيات من العبارات اللطيفة ما لو أعطى زوجته ربعها لما وصل خلافهما إلى أروقة المحاكم". فأولى الناس بالكلام الطيب هي الزوجة والأبناء؛ لأنهم الأقرب لك، والأحرص عليك، والأكثر محبة وإخلاصًا لعشرتك، فالإنسان السعيد بحق هو من يجد سعادته داخل بيته بين أهله وأبنائه، والإنسان الشقي هو من يجد الشقاء والهم والغم والنكد داخل بيته.

اقرأ أيضًا: العنف الأسري والحفاظ على وحدة العائلة وأخلاقياتها

كيف تمنح زوجتك الحب؟

إظهار عاطفتك ومحبتك لزوجتك لا يتطلب منك أكثر من أن تكون ذكيًّا، فليس بكثرة الكلام، أو الهدايا، أو الوقت، ولكن حسن استغلال هذه المواقف في إيصال رسائلك لزوجتك. يكفيها وردة تعبر لها عن ذكرك لها وعدم غيابها عن ناظريك.

تكفيها رسالة وأنت في عملك على الشات، تعبر لها عن امتنانك لها ولوجودها في حياتك، وأنه مهما كانت مشاغلك فوجودها محفور في قلبك.

المرأة تُحب وتميل لمن يستمع إليها، تُشاركه أفراحها وأحزانها، وما يدور في خلدها، أن تجلس معها بمفردها، قبل النوم ولو ربع ساعة، تحكي لك وتفضفض عما بداخلها، عن البيت والأولاد، ما يشغل تفكيرها، ما تفكر به، فهذا من شأنه أن يقوي العلاقة بينكما ويزيد المحبة.

من منا معاشر الأزواج يساعد زوجته في أعمال البيت؟ ولو لمرة واحدة في الأسبوع؟ الجواب من شأنه أن يكشف تقصيرًا كبيرًا من معاشر الأزواج في هذه النقطة تحديدًا، وقد كان لنا في الأنبياء والرسل القدوة والأسوة الحسنة في مساعدة زوجاتهم في أعمال البيت، على الرغم من مشاغلهم الكثيرة، وهو ما يؤكد أن الأمر يحتاج لزوج ذكي وليس زوجًا عاطلًا متفرغًا.

لغة اللمس واحدة من لغات الحب التي تحدث عنها تشابمان، هل تحرص أيها الزوج قبل ذهابك لعملك في الصباح، أن تحضن زوجتك وتطبع على خديها وجبينها قبلة تودعها بها؟ جرِّب أن تفعل ذلك واترك التعليق أسفل هذه المقالة عن تأثيرها على يومك وعلاقتك بزوجتك.

اقرأ أيضًا: مشكلات الأزواج وأسبابها وطرق حلها

الخيانات الزوجية

مع التقدُّم التكنولوجي الرهيب، ووجود مواقع التواصل الاجتماعي، وإن شئت فقُل مواقع التباعد الاجتماعي، كثر الحديث عن الخيانات الزوجية، من الطرفين، سواء بالعلاقات العاطفية بشخص غريب، أو تطورها إلى علاقات جسدية.

من وجهة نظري أن السبب الأول لذلك، هو الإهمال العاطفي من أحد الطرفين لشريك الحياة، فكما أن الشجرة بحاجة لمن يسقيها ويعتني بها، كذلك زوجتك، زهرتك، بحاجة لأن تسمع منك كلامًا طيبًا، يشبع عاطفتها الجياشة نحوك ويشعرها بأنوثتها ومكانتها لديك.

يقول الأديب المصري الراحل مصطفى لطفي المنفلوطي: "إنَّ الرجل يحب المرأة الفاضلة أكثر مما يحب المرأة الجميلة، بل لا يعرف للمرأة جمالًا غير جمال الأدب والعفة، وإن زعم في نفسه غير ذلك"! فالحب بين الرجل والمرأة لا يقتصر على الشكل أو المظهر الخارجي، وإنما يمتد ليشمل الأدب والعفة وهو ما نطلق عليه الجمال الداخلي للمرأة.                     

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة