في مدينة صغيرة تتراقص فيها أضواء الحياة وسط ظلال التجاهل، عاشت شابة تُدعى ليلى، كانت ليلى تتميز بصدق كلماتها وحكمتها التي لم تنحرف عن الطريق الصحيح، لكن على الرغم من ذلك، كانت تُحاط بوجوه لا تعيرها الاهتمام الذي تستحقه. كان الناس يميلون إلى تجاهل كلامها، حتى وإن كان ينبض بالحقيقة، فيتركونها تشعر وكأنها تعيش في صمتٍ مدوٍّ وسط زحام الحياة.
في إحدى الأمسيات الهادئة، عندما كانت ليلى جالسة تحت شجرة وارفة في حديقة صغيرة، رفرفت نسمات الليل على وجنتيها، وبدأت تتأمل في مآسي التجاهل الذي عانته طوال حياتها. في تلك اللحظة، تسللت إلى قلبها كلمات لطالما رافقتها منذ طفولتها:
"الله يحبك، وهو يكشف لك نيات الناس"
شعرت ليلى بدفءٍ غريبٍ يخترق برودة الوحدة، وكأن نسمة من السكينة تلامس جراحها وتمنحها قوةً جديدة. استجمعت أفكارها وبدأت تستحضر كل تلك اللحظات التي شعرت فيها بأن كلماتها الصادقة لم تجد من يسمعها، وأن من حولها لم يكترثوا لمعاناتها. لكن مع كل دمعة ذابت على شفتيها، كان ينبثق نور صغير يذكّرها بأن الله دائمًا موجود، يراقبها، ويكشف لها حقيقة القلوب.
قررت ليلى في تلك الليلة أن تحول الألم إلى رسالة حب وإيمان. بدأت تسرد قصتها في منتديات صغيرة ومجالس محلية، متحدثة عن تجاربها مع التجاهل، وكيف أن إيمانها بأن الله يحبها كان البلسم الذي شفى جراحها. كلما تحدثت، كان صوتها يزداد ثقة، وأصبح الناس يستمعون إليها باهتمام أكبر، إذ بدأت الكلمات تنير دروب الآخرين الذين كانوا يعانون بصمت، ووجدوا في قصتها نبض أمل يدعوهم للنهوض من جديد.
مرت الأيام، وأصبح صوت ليلى يُسمع في كل مكان؛ في مدارسٍ ومحافل ثقافية، وفي كل زاوية كان فيها شخصٌ يبحث عن الحقيقة وسط زيف الدنيا. لم تعد الكلمات مجرد أحرفٍ عابرة، بل تحولت إلى رسالة إيمانية تُذكِّر الجميع بأن الله، الذي يحب كل من يؤمن به بصدق، يكشف عن نوايا الناس الحقيقية. كان ذلك الكشف بمنزلة مرآة تُظهر لكل قلبٍ صغيرٍ أن ثمة من يستحق الثقة والاعتماد، وأن لكل تجربة قيمة تُضيف لبنة في بناء الذات.
وهكذا، لم تعد ليلى تلك الفتاة المنسية، بل أصبحت رمزًا للثقة والإيمان، مشعل نورٍ يُضيء دروب من عاشوا في ظلمات التجاهل. تركت قصتها أثرًا لا يُمحى في قلوب من آمنوا بأن النور الحقيقي ينبع من داخل الإنسان، وأن الحب الإلهي هو القوة التي تحول كل ألم إلى درس، وكل تجاهل إلى فرصة للنمو والارتقاء.
هذه القصة تذكِّرنا بأن الحياة ليست دائمًا عادلة، ولكن إيماننا بأن الله يحبنا ويهتم بنا يجعلنا نستمد منه القوة لنتخطى كل العقبات، ونكشف في النهاية عن نوايا الناس الحقيقية، لعلها تكون بذور خير تُثمر في مستقبلٍ أكثر إشراقًا.
رائعة لأنك اسماء
شكرًا
رائع جدا. جدا جدا
اعجابتنى كثير ا أيها المبدعة
الرائعة
شكرًا
💜💜💜💜💜💜
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.