للطير أعذب نَوح

في أبيات شعرية آسرة، يُجسد الشاعر صراعًا بديعًا بين قوتين متناقضتين: الحرارة والبرد. وتتمنى الأولى البقاء في كنف الضرر، في حين يتبنى الثاني كل ما هو أبدي، ترسم هذه الثنائية الديناميكية لوحة شعرية فريدة، وتنتقل بنا من وصف قسوة الحرارة إلى تلطيف البرد بالغيث المنعش، وفي الختام، تحل إفريقيا الروح كأرض للجمال والأمل، دعونا نتعمق في تحليل هذه الأبيات الساحرة.

حرارةٌ تتمــــنَّى    بـــقاءَ ضُرٍّ لتُدْنَى

والبردُ قد يتــبنَّى   كل الذي ليس يفنى

حرارةٌ طارَ وهمٌ    منها بما فيه حسمُ

حرارةٌ وهي سقمٌ    لكل ما ليس يُجْنى

تريد إبقاء كَيدٍ…   من ذاك إلحاق أيدي

وإنها ذات صَيدٍ…  للجسمِ إذ يتدنَّى…

بالبطشِ تغزو جسوما  في حين تظهر شُوما

وحين تحوي غيوما  وإنــــــها تتجنَّى…

يُدبِّر البـــــردُ أمرا   كــــــــما يدبِّر سرَّا

وحين ينشرُ بشرى   يعود بالغيث معنى

هنالك الغيث يُنْهِي    عــــناء حَرٍ ويُلْهي

وإن أتى كلَّ وجهٍ     أعاد مــــا قد تمنَّى

إفريقيـا أرض رَوحٍ   وأنتِ أحسـن دَوحِ

للطيرِ أعذب نَوحٍ    في الروضِ ما يتسنَّى

في نهاية المطاف، تتركنا هذه القصيدة مع إيقاع مؤثر يدعونا للتأمل في تقلبات الحياة، فتتداخل مشاعر الألم والبهجة لخلق بصمة روحية خالدة، ويعيد التعبير الفني تحويل كل شعور إلى لوحة من الإبداع.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.