عندما نتعلم أن نحب الآخرين بلا شروط، حينها تبدأ حياتنا الحقيقية، فنحن كائنات غير كاملة، نعسى وراء الكمال دائما.
إن كل فرد في داخله الحب، لكن أغلب الناس يقع ضحية التقاليد والثقافة التي نشأ فيها، ممّا يجعله يعيش نوعًا من التناقض في داخله، بين ما يحلم به وبين الواقع الذي هو فيه.
إن الأصل في الإنسان هو الحبّ، فهو المحرّك الأساس للحياة.
أمّا الكراهية فهي الاستثناء، فنحن لا نتحكّم فيها، فهي نتاج مؤثرات خارجية، وهي شيء يجب على الإنسان محاربته، وألا يجعلها تسيطر على مشاعره، لأنها تسلب منه حبّ ذاته، ومن ثم خسارتها في المقام الأول وبما في ذلك الآخرين. وما يعانيه من صراعات داخلية فتخلق لديه تصوّرات خاطئة نحو نفسه والعالم، كما تقتل لديه مشاعر التفاؤل والإيجابية.
إن الحبّ سيف ذو حدين، فالشخص الذي لا يعرف كيف يضبط هذه القوّة الخلاقة قد تعود عليه بالخسارة، وتكون عقبة لروحه النقية. إذا وهب الحبّ لأشخاص لا يسحقونه ولا يقدرون تضحيته من أجلهم، وهنا يقتل الشخص الحبّ بداخله ويظن أنه ضعف، لكن الأمر ليس كذلك، إنّما الخطأ في الأشخاص الذين أحببتهم وليس في الحبّ ذاته.
عندما نحبّ الحياة ومن حولنا ونرضى بالوضع كما هو ونضبط الانفعالات اللاواعية، سنرى التغيير في حياتنا والجانب الجميل في الدنيا رغم ما فيها من قسوة وإغراءات التي تحاول جرد الإنسان من إنسانيته وفطرته، فالرّوح الإنسانية كلّها مشاعر حميدة وأخلاقية، والظروف وما يتعرّض لها الشخص هي ما يلوثها، ولكن كل واحد يمتلك الخيار في كيفيّة التعامل مع واقعه، يمتلك الحرية في داخله وهنا يكمل اختلاف الناس.
فالأشخاص الناجحون لا يستسلمون لواقعهم وإنّما يتقبلونه ويبادرن لتغيره، والفاشلون هم أناس يستسلمون للواقع ويخلقون الأعذار لكل ما يحدث لهم.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.