وهل هناك من يجهل الحب أو لا يعرفه أو مر به في حياته مرة على الأقل ؟ أليس هو ذلك الزائر الذي من أجله تخرج قصائد الشعر والقصص الرومانسية الحالمة وتتبلل وسائد كثيرة بالدمع ليلاً بسببه ؟ كيف لا نعرفه ؟
اقرأ ايضاً الأمومة.. نقطة التحول الكبرى في حياة المرأة
ما هي مرحلة الأمومة؟
أغلب الفتيات بصفة عامة – والزوجات بصفة خاصة – لابد أن يمررن بهذه المرحلة الهامة .. مرحلة الأمومة ، وأنا أجزم أنها مرحلة جذرية تتسبب في تغيير حياة الفتاة بالكلية ، فتعيد ترتيب اولوياتها ونظام يومها وتفكيرها وكل شيء.
وفي الأغلب أيضًا تصير أمًا فاضلة حنون ؛ إنها تفضل أولادها على الحياة نفسها ، فنجدها تتخلى عن شراء ثياب جديدة لها مثلاً لأن ابنها الأكبر يحتاج هو الآخر إلى ثياب للتمرين.
وتقوم بصنع أشهى الأطعمة فقط لتبصر بريق السعادة في أعين عائلتها ، وتكتفي هي بما اقتنصته يداها بصورة سريعة أثناء إعداد الطعام ، هاتفها المحمول في متناول كل يد عكس الأب الذي لا يجرؤ أحد على الإطلاق من الاقتراب من هاتفه أو حتى النظر فيه لمعرفة الساعة مثلاً .
كل هذا وأكثر تفعله الأم بنفس راضية ، فالحب لدى الأمهات تتم ترجمته في تلك التصرفات البسيطة ، وأنا أقول لكِ .. عذرًا أيتها الأم .. أنتِ لا تعرفين الحب !! أين نفسكِ وسط كل هذا الخضم من العطاء والبذل ؟ ولمِ تطبقين مفهوم التضحية بهذه الصورة المبالغ فيها حتى صار حقكِ أنتِ أيضًا في الراحة والحياة – خيالاً ؟!!
اقرأ أيضاً كيف أكون أماً رائعةً في تربية أطفالي ومثالية
كيفية القيام بدور الأم بشكل صحيح
لا تقرأي كلماتي تلك باستخفاف أرجوكِ .. إن لم تتعلمي حب نفسكِ أولاً فلن يحبكِ أبناؤكِ ويجلونك ، ولن تكوني ذات تأثير ملموس في من حولكِ ، انظري إلى أبيهم وكيف يخشونه ويضعون له ألف حساب ، فهذا هاتف أبي لا يمكن الاقتراب منه بينما يعبثون بهاتفكِ كيفما يحلو لهم دون أدنى اعتبار لخصوصية الأم؛ هاته حاجيات أبي وأوراقه صارت محرمة كالجحيم لكن حاجياتكِ أنتِ متاحة للعبث والتخريب، من حقكِ أن يكون لكِ حياة خاصة بعيدًا عن عائلتكِ .. ولو ساعة يوميًا.
ساعة تغلقين فيها غرفتكِ على نفسكِ .. تقضيها مع مشروبكِ المفضل مع مشاهدة أي شيء تحبين أو حتى مجرد الاستمتاع بالهدوء، وأعدكِ ألا ينهار العالم او تقوم الكوارث ويشتعل المنزل في هذه الساعة ، أنتِ بشر لا امرأة خارقة ، لم يطلب منكِ أحد أن تتناسي نفسكِ وما تحتاجينه مفضلة عائلتكِ أولاً.
لا شك أن لشعور التضحية سحر خاص ومتعة غريبة ونحن نؤديه ، متعة لا أدريها حقيقة مع ما تتسبب فيه من ضياع حق الشخص نفسه ، في البدء سيراها الجميع تضحية جميلة وتدمع أعينهم على إثر التأثر والامتنان ، ثم يعتادون الأمر لدرجة أنهم يعارضونكِ ويستاءون منكِ إذا ما طالبتِ بحقكِ مرة .
والأكثر أهمية أن أولادكِ سيقلدونكِ .. ابنتكِ الصغيرة ستتعلم كيف تعتني بنفسها وتحبها وتقدرها ولا تبخس حقها في سبيل أي أحد ، فحب النفس ليس جريمة مادام أنه لم يطغ على حق الآخرين ، وتتلاشى كلمة التضحية من قاموس المرأة الأزلي .
اقرأ أيضا ً الأمومة
ما يجب على الأم فعله بجانب شعورالأمومة؟
عزيزتي الأم .. البشر جميعًا يقدرون من يتخلى عن بعض احتياجاته في سبيل الآخرين ويعدون ذلك من شيم الكرم والأصل ، لكنهم يتناسون ذلك بمرور الزمن ، وحينها تكون التضحية بالنسبة لكِ أسلوب حياة تفعليها دون تفكير ومع كل الناس لا مع من حولكِ فحسب ، فيتناسى الجميع وجودكِ تدريجيًا ؛ من الرائع أن تحبي أبناءكِ .
لكن لا يوجد ما يمنع من أن تسعي لشراء ثياب جديدة لكِ مثلاً مادام ذلك لن يؤثر على أبناءكِ في شيء ، أو تحضير وجبة مفضلة لكِ تستمتعين بها وحدكِ ، أو حتى الخروج وقضاء بعض الوقت مع صديقاتكِ ولو مرة كل شهرين ، صدقيني سيزول عنكِ الاكتئاب والشعور بالروتين ، وتتجدد حيويتكِ التي ستنعكس على مزاجكِ ونفسيتكِ الجميلة ، وستحبين أبناءكِ وأسرتكِ أكثر ،.
وهم كذلك سيرون فيكِ امرأة مختلفة ، ولا تنسي وأنتِ تتعلمين أصول الحب من جديد أن تتذكري أن هذه وصية نبوية شريفة أوصانا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ آلاف السنين ..( وإن لنفسك عليك حقًا .. فأعطِ كل ذي حق حقه ).
اقرأ أيضًا
كلام رائع احسست به جدا شكرا جزيلا لكى 🌼
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.