هل أحسست يومًا بأن الطعام الذي تقدمه لك زوجتك أو والدتك دون مستوى ذوقك، وأن هناك فارقًا بين ما رسمته في خيالك وبين ما تتذوقه، بالطبع يحدث هذا في زماننا.
لماذا إذن؟
قد يعجبك أيضًا 10 أطعمة من شأنها أن تعالج صداع الكحول
الطعام السريع هو السبب
والجواب يكمن في حيلة نفسية وهي أنك اعتدت أن تتناول الطعام خارج بيتك، وأن هذا الهجران لطعام بيتك قد أحدث اضطرابًا في ذوقك، قد تقول إذن زوجتي تستحق النقد في هذا الجانب فطهيها أقل جودة مما نراه في المحلات والفنادق.
بالفعل قد يكون أقل جودة، ولكن هل تساءلت مع نفسك ما السبب في هذا الفارق؟
أهو تقصير منها أم أنني غفلت عن أمر مهم؟ نعم لقد غفلت عن أمر ما.
تخيل معي لو كان هناك فقير معدم لا يجد إلا صنفًا أو صنفين من الطعام يتناوبان على مائدته السنة تلو السنة، وشاءت إرادة الله أن تُغْدَق عليه النعم، فتبدل حاله من بؤس إلى نعيم، ومن شقاء إلى رخاء.
فستتفق معي حتمًا بأن ذوقه سيرتفع شيئًا فشيئًا وسيصل تذوقه إلى أعلى درجاته.
بحيث لو عاد الفقر لهذا الرجل فلن يألف طعامه القديم الذي كان يتلذذ بمذاقه قبل ذلك، أرأيت لماذا؟
لأن ذوقه قد ارتفع، فقد ألف أن يجلس على المائدة ذات الألوان المتعددة.
إذن، نخلص من هذا أن أذواقنا إذا كانت في ارتفاع مستمر كان من الصعوبة الرجوع بها إلى حالتها الأولى.
وإذا نظرنا في مثالنا هذا إلى بيوتنا من جهة، والميديا وما تعرضه من إعلانات المحلات الفاخرة من جهة أخرى، لوجدنا أن أذواقنا قد فسدت، ولعلمت السبب وراء تذمرنا من طعام البيت، وكثرة تعليقاتنا على موائد الأطعمة في بيوتنا.
ولعلمت السبب وراء انصراف بيوت كثيرة عن إعداد الأطعمة بنفسها، واعتمادها اعتمادًا كليًا على الأطعمة الجاهزة، وبالتأكيد ليست كلها على مستوى القيمة الغذائية مقارنة بالأطعمة التي تعدها زوجتك.
قد يعجبك أيضًا تعليم كيفية الطهي الصحي
المقارنات تؤدي للهلاك
فزوجتك -مع ما تبذله من جهد في إعداد مائدة طعامك- إن أدخلتها في مقارنة مع ما تراه في المحلات الكبرى فستكون قد عقدت مقارنة جائرة.
فإن هذه المحلات الكبرى تعمل بكل قوتها، وبحجمها الضخم، ومهندسيها المهرة، وعلى مدار سنوات عديدة، وفي صنف واحد، وبموظفين كل طاقتهم الذهنية منصبة على إخراج هذا الطعام بشكل مرض لزبائنهم.
فضلًا عن التنافس بين هذه المحلات الذي يجعلهم يتفننون في إضفاء الاختلاف والتميز عن غيرهم من المنافسين، أضف إلى ذلك تلك الخلطات السرية التي يحرص كل محل أو علامة تجارية أن تنفرد بها وتكون مصدر تميزها.
أَبَعْدَ هذا الذي سردته لك تأتي لتقارن طعام زوجتك التي ربما تركت لها ما يكفي بالكاد لجلب ما تحتاجه المائدة من طعام دون ما يضيف على هذا الطعام من اختلاف أو تميز.
فضلًا عن أنها لم تتخرج من كلية "سياحة وفنادق" ثم تتجاهل ما هو مطلوب منها كل يوم من قائمة أثقلت بمهام يضيق اليوم عن عمل معظمها.
إذن، فهذا التذوق الذي تعود عليه الكثير منا من شرائه للأطعمة الجاهزة أفسد علينا مائدة طعامنا.
فإذا رُزقت بزوجة ماهرة في إعداد طعامك فهنيئًا لك، واشكر الله على ذلك، وإذا كان العكس فانظر إلى الصورة كاملة ولا تتذمر على ما قدم لك واعلم أنها قد قدمت لك أقصى ما تملك.
بهذا التصور الصحيح لتلك العملية النفسية تعود المياه إلى مجاريها في بيوتنا، وننعم بالحب والاستقرار.
قد يعجبك أيضًا
-تعرف على الفن الإبداعي ورسم اللوحات بالطعام والخبز والقهوة على الفيسبوك
-أسطورة خل التفاح في الأوساط العلمية الطب البديل
ديسمبر 20, 2022, 9:37 م
ممتاز
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.