لـ"أمهات طيف التوحد".. هل تعلمين أكبر تهديد لطفلك؟

هل تعلم عزيزي الأب.. عزيزتي الأم، أن أكثر شيء يضر بطفل طيف التوحد ويزيد من التوحد لديه هو أن يترك الوالدان الطفل يجلس بمفرده ساعات طويلة حتى تتمكن منه حالة التوحد، ويصعب عندها محاولات الخروج منها.

بدلًا من أن يقضي طفل طيف التوحد هذه الساعات بالجلوس مع أفراد أسرته، أبويه وإخوته، الجد والجدة، الأعمام والأخوال، يتبادل معهم الحوار، الضحكات، القبلات والأحضان، نتركه بمفرده حتى تستحوذ عليه حالة التوحد، وهي له أمر محبب، يرفض تركه أو تغييره.

اقرأ أيضًا: ما هو مرض التوحد وكيف نتعامل مع المريض؟

كيف يقضي طفلك وقته؟

لذلك، على الأمهات أن تختبر نفسها في هذه النقطة تحديدًا وأن تجيب على هذا السؤال المهم: كم ساعة يقضيها الطفل منذ استيقاظه من النوم حتى ذهابه إلى السرير في المساء بمفرده؟ هل أغلب الوقت يقضيه وحده أم مع الأسرة؟

كلما كان الوقت الذي يقضيه الطفل بمفرده، يجلس بمفرده، يلعب بمفرده، يشاهد الشاشات بمفرده، زادت علاقته بالتوحد، والعكس صحيح. كلما كان الوقت الذي يقضيه مع والديه وأفراد أسرته أكبر، أخذنا خطوة إلى الأمام لإخراجه من هذه الحالة التي هو عليها.

اقرأ أيضًا: أنواع التوحد وأعراضه.. تعرف إليه

كنز داخل المطبخ

هنا على الأم تحديدًا، بحكم أنها تقضي أغلب الوقت مع الطفل، أن تأخذه معها في كل مكان داخل البيت. عندما تذهب إلى المطبخ تأخذه معها، تريه أدوات المطبخ وتسميها له، وتعرفه على أنواع الخضروات والفواكه وغيرها من الأدوات والخضروات والتوابل حتى الأجهزة الكهربائية الموجودة في المطبخ.

أنت بذلك، لا تخرجينه فقط من حالة التوحد التي يمكن أن يدخل فيها، بل أيضًا تشغلين وقته ولا تتركينه فارغًا، ويتعلم كلمات ومفردات جديدة. ولكن التجربة هنا مختلفة، فهي ليست مجرد صور أو رُسُوم، بل حقيقة؛ هذه البندورة يستطيع مسكها، لمسها، تذوقها، والتجربة هنا أفضل.

أما الآباء والأمهات الذين يتركون أطفالهم بالساعات أمام الشاشات أو بمفردهم، بدعوى أنهم يبكون أو يصرخون عند محاولة منعهم من الجلوس بمفردهم، فإنهم بذلك يتحملون مسؤولية وصول أطفالهم لهذه الحالة. فالطفل يأخذ الدواء وهو لا يحبه، لكنه يجب أن يأخذه لكي يتعافى، ونفس الأمر ينطبق على طفل طيف التوحد؛ إخراجه من حالة التوحد التي يحبها هو العلاج الفعال والخطوة الأولى نحو تعافيه من حالة التوحد.

ما يجب على الوالدين إدراكه أن طفل طيف التوحد لا يتحسن بمفرده، أو أن الزمن كفيل بتعافيه من هذه الحالة كما يعتقد البعض، بل إن تركك له وتأخرك في إخراجه من هذه الحالة يزيد من صعوبة الأمر لاحقًا. فكلما كان اكتشاف المشكلة مبكرًا، أمكن التعامل معها بسهولة ويسر، والعكس صحيح؛ التأخير ليس في مصلحة الطفل على الإطلاق.

اقرأ أيضًا: هل الجلوس أمام شاشات التلفزيون يسبب التوحد؟

تحدٍ ومقاومة شديدة

التحدي إذن يتمثل في أن يتخذ الوالدان قرارًا بعدم ترك الطفل بمفرده على الإطلاق، في محاولة منهم لانتشاله من هذه الحياة الخاصة به إلى حياتهم العادية الطبيعية. وهذا ليس بالأمر المستحيل، بل يتوقف فقط على الإرادة والعزيمة من الأبوين.

ستواجه هذه المحاولات بكل تأكيد برفض ومقاومة من الطفل، الذي يفضل الحالة التي يكون عليها ويقاوم التغيير، فهو طفل روتيني إلى أبعد الحدود. لكن يجب أن يواجه هذا الرفض وهذه المقاومة بإصرار أكبر من الوالدين على تنفيذ الأوامر والتعليمات. يجب أن يصل للطفل بأن الأب والأم هما المسيطران داخل البيت، وليس هو.

وأنتم أعزائي القراء من الآباء والأمهات، شاركونا آراءكم في التعليقات أسفل هذه المقالة عن أفضل طريقة مجربة لإنقاذ طفل التوحد من حالته.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة