لعنة فرط التفكير

لعنة التفكير تعني استهلاك وقت كثير في التفكير أكثر من الوقت الذي يستخدم في العمل أو الاسترخاء. ويُصنَّف على أنه مرض إذا كان يؤثر في حركة حياة الشخص، فيؤدي أحيانًا إلى بعض حالات الشلل النفسي.

فعندما يفكر الإنسان بقلق فإن المخ يفرز هرمونات القلق، وهذا يستهلك من كفاءة المخ، ويسبب فقدان الطاقة وقلق الأداء؛ لأن الإنسان يقارن نفسه بالآخرين، ويقارن نفسه بالأداء الكمالي.

من هنا تجد كورس التفكير النقدي!

علامات فرط التفكير

  • مقارنة نفسك بالآخرين.
  • تخيل نفسك تعيش أسوأ سيناريو في أي موقف.
  • إعادة التفكير في الإخفاقات القديمة أي جلد الذات.
  • الشعور بالقلق عند القيام بالمهام المطلوبة (لعنة الكمال).
  • إعادة معايشة الآلام (عدم النسيان).
  • صعوبة وقف تدفق الأفكار عند النوم.

مع أن التفكير الكثير والقلق يساعدان الإنسان بطريقة ما ليحسن أداءه على نحو أفضل، فإنه يشبه حبل الآلة الموسيقية. فإذا شددنا الحبل أكثر من اللازم أو أرخينا الحبل أكثر من اللازم فإن الآلة الموسيقية لن تعمل بكفاءة، ولن تصدر أي صوت موسيقي. هكذا يكون التفكير، فالوتر المشدود بزيادة سوف يقطع الحبل ويستنزف طاقتك.

اقرأ أيضًا: تعرف إلى أضرار كثرة التفكير على الدماغ

بماذا يشبه فرط التفكير؟

المفرط في التفكير مثل الذي يركب مركبًا صنعها لكي يصل إلى البر الآخر من الغابة، وفعلًا أوصلته، ولكنه قرر بعد ذلك أن يحمل المركب التي أوصلته فعلًا للغابة على عاتقه. فهنا لن يستطيع أن يكمل؛ لأنه قرر أن يحمل مساحة القلق هذه، ويكمل بها باقي حياته، ويعيش ألف حياة في حياة واحدة.

ومثال على ذلك الطالب في الثانوية العامة. فمن الطبيعي أن يشعر بالقلق الذي يجعله يفكر كثيرًا لكي يستعد جيدًا لهذه المرحلة، ولكنه إذا قرر أن يكمل بها طوال الحياة ويفكر في ألف سيناريو ويعيش ألف حياة في حياة واحدة فهذا يزيد تردده، ويزيد حساسيته، وهذا يؤدي في نهاية المطاف إلى التشتت.

علاقة فرط التفكير بالنوم

عندما يخلد الإنسان للنوم فإن المخ يخزن ما مرَّ على الإنسان في أثناء يومه، فإذا فكر التفكير المفرط في أثناء اليوم فإنه يجعله يحمل تحميلًا زائدًا على المخ، فتظل نوافذ التفكير مفتوحة، ويعيد الإنسان التفكير فيها، فلا يستطيع النوم، وإذا نام فعلًا فإنه يكون منهكًا، ثم يمر المخ بمرحلة الاحتراق الذهني، فلا يستطع المخ عمل معالجة لكل النوافذ المفتوحة. فمثلًا جهاز الكمبيوتر إذا فتحت أكثر من نافذة في وقت واحد فنقول إن الكمبيوتر "هنج".

هل المفرط في التفكير شخص عنده نفس لوامة؟

اعتقاد الأشخاص أن المفرط في التفكير عنده نفس لوامة هذا اعتقاد خاطئ. فالشخص صاحب النفس اللوامة إذا أخطأ يعترف بخطئه ويصححه، ويعرف أن الإنسان دائمًا خطَّاء، ويقوِّم الخطأ، أما المفرط في التفكير فيظل هذا الخطأ يستهلكه، ويظل يكرر هذا الخطأ على مخه وكأنه يبحث عن شيء يخرجه من هذا الأمر ويجعله غير مخطئ أمام نفسه.

فهذا الشخص رُبِّي في بيئة أشعرته بالخوف والتهديد. فدائمًا يكون مهددًا، وينشأ عنده الأنا المهددة فيشعر دائمًا بالخطر ويحاول الخروج منه، فيتعامل مع العالم بهذه الطريقة دائمًا. فهذا المخ يقرأ الواقع بطريقة مختلفة فيكون في حالة تأهب وارتياب مما حوله ولا يستطيع العيش على أرض الواقع.

طرق تساعد في التحرر من التفكير المفرط

1- الكتابة التعبيرية، لكتابة كل ما يخطر على بالك دون فلترة لتصفية العقل من كل مخاوفه. فكتابه ثلاث صفحات يوميًّا تجعل المخ يغلق كل النوافذ المفتوحة من الأفكار. فكتابتك لهذه الأفكار والمشاعر يؤثر في جهاز المناعة.

2- الإحساس بجسمك، وملاحظة أنفاسك ودقات قلبك، والإحساس بملابسك (سكنى الجسد).

3- تحديد ميعاد للقلق أو التفكير المفرط. فعندما تأتي فكرة مقلقة أؤجلها إلى هذا الميعاد.

الامتنان عن طريق التفكير في ثلاث نعم، أو ميزات، أو ثلاث أشياء قمت بها وأسعدتك، أو أشياء ممتن بها في نفسك، مثل ابتسامة لطفلك، أو رأي رائع من أي شخص. فالامتنان أكبر علاج للتفكير السلبي؛ لأنه يبدل الصورة السلبية بصورة إيجابية.

وهنا نكون قد استعرضنا إحدى لعنات الدماغ ألا وهي لعنة التفكير المفرط، وتعرفنا على علاماته، وعلاقته بالنوم، والفرق بينه وبين النفس اللوامة، وطرائق التحرر منه.

التفكير النقدي

التفكير النقدي يُعتبر نوعًا أساسيًا من أنواع التفكير الذي يركز على تحليل المعلومات وتقييمها بموضوعية. يتمثل دوره في تعزيز الأداء المهني من خلال تمكين الأفراد من اتخاذ قرارات مستنيرة تعتمد على الأدلة والمعطيات الدقيقة. من خلال ممارسة التفكير النقدي، يصبح المهنيون قادرين على التعرف على الفرضيات الخاطئة وتجنب الأخطاء الشائعة.

كما يساهم التفكير النقدي في تعزيز مهارات حل المشكلات مما يساعد في تطوير استراتيجيات مبتكرة لمواجهة التحديات اليومية. هذه المهارة لا تعزز فقط الكفاءة الفردية، بل تساهم أيضًا في تحسين الأداء الجماعي في بيئات العمل المتنوعة.

أفضل كتب التفكير النقدي

من أبرز كتب التفكير النقدي يأتي كتاب "التفكير النقدي: مهارات وأساليب" للدكتور نادر كاظم الذي يقدم أدوات وتقنيات تساعد القارئ على تحليل المعلومات وتقييم الحجج بموضوعية.

كذلك، يعد "فن التفكير الناقد" للدكتور إدوارد دي بونو من المراجع الأساسية التي تعزز القدرة على التفكير بطرق غير تقليدية وتجاوز الأفكار المسبقة بالإضافة إلى ذلك يعتبر "التفكير النقدي في الحياة اليومية" للدكتور محمد علي من الكتب المميزة التي تركز على تطبيق التفكير النقدي في المواقف اليومية، مما يساعد في اتخاذ قرارات مدروسة ومنطقية. هذه الكتب تساهم في تحسين مهارات التفكير والتحليل في جميع جوانب الحياة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة