لست متزوجاً ولكني أتجمل

في 22 يناير 2023 نشر لي مقال تحدّثت فيه عن الأسباب الّتي تؤدّي إلى الطّلاق بين الزّوجين، وبالتّالي ما عُرضَ من أسباب لا يمنع من وجود حالات زواج تعاني من تلك الأسباب، ولكنّها مستمرّة، فلكلّ قاعدة استثناء.

https://www.youtube.com/watch?v=9y8nn2K9_hs&list=PLkAsLppcROZ7o5VyyXKxwxs8c6AtYVaKV&index=2

اقرأ أيضاً سر السعادة الزوجية.. تعرف على أسرار وعناصر تحقيق السعادة الزوجية

علاقات زواج يصعب تفسيرها 

وهذه حقيقة، فمجتمعاتنا العربيّة بها الكثير من العلاقات الزّوجيّة الّتي غالبًا تستمرّ لسنوات، ويظنّ من يرى ظاهرها أنّها علاقات ناجحة.

ولكن بكلّ أسف هي قائمة في إطار "أنا لست متزوّجًا، ولكنّي أتجمّل" فهي علاقات يصعب تفسيرها، وبرغم خلوّها من المشاعر والتّواصل ولكنّها تستمرّ بين الطّرفين من أجل عدم تأثّر الأبناء بقرار الانفصال.

فهي تضحية تستحقّ الاحترام للطّرفين وفي الوقت ذاته ربّما يأمل أحد الطّرفين أن يتغيّر الطّرف الآخر، ويتفهّم الاحتياجات النفسية لشريكه بمرور الوقت.

ولكن يظلّ الحال كما هو وتمرّ الأيّام والسّنوات سريعًا، وكأنّها حلم ثمّ يأتي أحد الطّرفين في مرحلة متأخّرة من العمر يستشعر فيها أنّ عمره وحياته قد سرقا منه في غمرة التزاماته المادّيّة والأدبيّة وتضحياته، وقد يسأل نفسه أين أنا من هذه الرّحلة الطّويلة؟

لقد اكتشف أنّه يعيش منفردًا بلا شريك حقيقيّ، فلا يوجد احتواء أو مشاركة نفسيّة تجعل للطّرف الآخر رصيدًا من المشاعر الحقيقيّة، تكون له السّند الّذي يرتكز عليه فيما تبقّى من حياتهما معًا.

اقرأ أيضاً ما هو الهجر العاطفي وما الطرق المدروسة لتجنبها؟

رحلة الصراع النفسي لقرار الانفصال

وهنا تبدأ رحلة جديدة من الصّراع النّفسيّ وتتوالى الأسئلة تباعًا هل يأخذ قرار الانفصال؟ هل لا يزال في العمر متسع ليبدأ حياة جديدة؟ لقد ذهبت طاقة الشّباب وما تبقّى منها هي طاقة روحيّة تحاول أن تقاوم المشيب.

نعم يمرّ بنا العمر وتتغيّر ملامحنا، ولكن تبقى أرواحنا كما هي تحلم وترغب وتتمنّى؛ لأنّها لا تشيب مثل أجسادنا.

ولكن بكلّ أسفٍ إمّا أن تستسلم أمام ما تبقّى من العمر وإمّا يكون قرار الانفصال والبحث عن شريك جديد في مجتمع يرى أنّه من الصّعب أن تكون لك بداية أخرى بعد هذا العمر؛ لأنّ حياتنا تحكمها ثقافة مجتمعيّة لا ترحم، ولا ننكر من أنّها تشكّل جزءًا كبيرًا من عقولنا.

لذلك أقول لمن هم في مقتبل حياتهم: أحسنوا اختيار شركائكم، لا تجعلوا الغريزة هي الدّافع الأوّل للزّواج بل تخيّروا مَن يتشابه معكم في كلّ شيء، مَن يشارككم عقولكم ومشاعركم قبل أجسادكم.

لأنّ اختيارك إن لم يكن قائمًا على هذا الأساس من البداية، فسوف تشعر بالغربة داخل نفسك طوال حياتك، حتّى وإن كنت تظنّ أن معك شريكًا يعيش معك أو كما كنت تظنّ أنّه يعيش معك.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

ما شاء الله كلام جميل وموجز وموزون .. أحسنت أستاذ عزت احمد
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

اشكرك استاذ عبد الشافى على ثنائكم الطيب لنا
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

أتفق معك فى كل ماتقول
الانسجام الفكرى الروحى
الإحترام التفاهم ...................كلها
هى جز لآ يتجزء من الحياة الزوجية
حتى لآ تنهار بعوامل الغربة وتصبح
وحيدا فى وحدتك .
رائع جدا 👍🙏🌷🌷🌷
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

🙏🌹🙏🌹🙏🌹🙏اسعدنا مروركم🙏🌹🙏🌹
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة