كنت أظن أن حكايتي معك لن تنتهي سوى بعقد قراننا..
بدأت قصتي معك بمحض الصدفة، أنا فتاة في بداية مرحلة العشرينيات، كنت أبغض الاختلاط وليس لديَّ معرفة سوى بالفتيات سواء صحبة أو زميلات، ونيتي هي الارتباط بعد التخرج في الجامعة، هدفي أن أصبح معيدة وألتحق بمهنة التدريس.
وفي يوم كنت أتصفح أحد المواقع الإخبارية، إذا بشخص يرسل لي رسالة نصها "هل تقبلين بي زوجًا؟". صُدمت في حقيقية الأمر، ما هذا؟! لا بد أنه شخص مختل؛ لأني لا أعرف شخصًا قريبًا مني ليطلب ذلك الطلب بكل تلك الجرأة.
لم أجب على الرسالة، تجاهلتها بالرغم من الفضول الذي انتابني. ومرت الأيام، وإذا برسالة أخرى "أنتِ لا تعرفيني ولكني أشعر أني أعرفك جيدًا وأنكِ نصفي الآخر، أعطيني الفرصة". قرأتها وأنا أضحك، لقد وضحت تلك الخدعة، لن أقع فيها، وحذفت الرسائل ولم أُبدِ أي اهتمام، ولكن مرَّ بعض الوقت وأخذت أفكر في ذلك الشخص، ولم يرسل لي مرة أخرى. لماذا؟
اقرأ أيضًا: قصص حب واقعية ذات نهاية سعيدة
فوجئت برسالة أخرى "أعتقد أنكِ تنتظريني...". هنا استجمعت قوتي وأجبت: لا لم أنتظر، ماذا تريد؟ "فرصة". ليس لدي أي فرص لك. "سأتركك لتفكري قليلًا، لن تندمي" تنهدت وأغلقت. وبعد يومين أجبته: لمَ أنا تحديدًا؟ وما ضمانتي أنك لست شخصًا غير جيد؟ "حكمك سيكون منذ الآن عليَّ وسوف أتقبل أي قرار منك". تحدثنا سويًّا لبعض الوقت، وجدته إنسانًا لا غبار عليه، شعرت أنني أعرفه منذ زمن وليس تلك المدة فقط.
بعد مرور بعض الوقت شعرت بخفقان قلبي، كنت أشعر أنني مثل العصفور المغرد، خاصة بعد أن علمت عن أهله وعنه أنه شخص طموح، وأنه يعمل ولديه منزله الخاص، وأنه وحيد ليس لديه أي أخوات، لكن كثير من الأصدقاء، ومن مميزاته أنه لا يحب الاختلاط، هادئ بطبعه، حنيته لا توصف، غيور بطبعه، محب لأهله.
انبهرت بطباعه وشخصه، أحببته، لا أنكر، كنت على غير وعي تام كيف تسير تلك الأمور. ظللت معه شهرًا وكأننا على معرفة منذ سنين، تحدث مع والدي وتم القبول بينه وبينهم، ولكن ظروفه لم تكن كما شرحها لي، وكانت تلك أول نقطة. بعد مرور سنة وخمسة أشهر بالضبط وجدت أنه لا يسعى، طموحه مرهون ببعض الأشياء وهي أشياء واهية، وطوال تلك المدة أنا من كنت أسعى وأفكر، وهو ينفذ ما أقول أحيانًا، وأحيانًا أخرى لا يكترث.
أُنهكت من التفكير، لمَ أنا أفعل ذلك، في حين أجد عدم الاكتراث منه؟ شعرت بخيبة الأمل، وكان في ذلك الوقت يتردد على منزلنا بعض الخُطاب؛ لأننا لم نعلن عن الخطبة، ولم أكن أخبره بذلك إلا قليلًا على أمل أن يتحرك، ولكن مرت الأيام وأنا أشعر بالذبول والإنهاك، إلى أن شعرت بأنني لا أستطيع أن أكمل حياتي على تلك الشاكلة.
اقرأ أيضًا: قصة واقعية عن الإخلاص في العمل
وبالفعل افترقنا، لكني لم أنسه على الإطلاق، هو أول وآخر حب في قلبي، لا أستطيع نسيانه مهما فعلت، أتمنى أن أتجاوزه يومًا ما، أنا أحلم بأن يتحدث إليَّ مرة ثانية، لكني أعلم أن كبرياءه يمنعه من ذلك.
كنت أتمنى أن يسعى ليصل لي ويشتري وجودي بأكثر من ذلك...
هل من أفكار لما أنا فيه؟
دمتم بخير وعافية.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.