كان للمجالس الشعبية المحلية في القرى والمدن دورٌ كبيرٌ في النهوض بالمجتمع من خلال لجانها المختلفة من صحة، وتعليم، وأمن، وزراعة، وإسكان، وحكم ذاتي، وغير ذلك، وكان من بين هذه اللجان لجنة التصالح وفض المنازعات. وعناصر هذه اللجنة رجال ذات قيمة وتأثير، مهمّتها حلّ أيّ مشكلة اجتماعية مهما كانت بحنكة، وخبرة، وحكمة، وصبر على الخصوم. وكانت أعتى القضايا المثارة حاليا يتم حلّها عرفيًا دون اللجوء إلى القضايا والمحاكم المختلفة، وفي زمن هذه المجالس تقلصت القضايا وانفض زوارها، وكان المجتمع يسوده الاحترام والمحبة والتقدير، وأذكر مشكلة اجتماعية مثل حالة طلاق، طلقها زوجها ثلاث طلقات، وامتلأت أدراج المحكمة بقضاياهم. بفضل الله وإخلاص لجنة المصالحات وصبرهم، تم حل المشكلة بالعرف والدين، وعاد الزوج إلى دفء وكنف زوجته وأولاده.
وتمّ سحب القضايا المختلفة وعادت الأسرة إلى السكينة والمودة والرحمة والأمان، أيضًا جرائم قتل وغير ذلك تمّ حلها من خلالهم وإيقاف نهر الدم الذي كان سينفجر ويتكاثر. إذا لجنة المصالحات مهمّة لكل نجع وقرية ومدينة من أجل الأمن والسلام الاجتماعي. وترابط أواصر المجتمع ودرء لأبواب الفتن والشر. ومع غياب المجالس الشعبية المحلية منذ عشرات السنين. لا بدّ من عودة محمودة لهذه اللجان التي تعمل بإخلاص لله وحبًّا للمجتمع.
واقترح عمل لجنة معتمدة في كل قرية من رجال ثقات كل همّهم حب البلد والنهوض بها من كافة النواحي، وأقترح أن تتكون اللجنة من أئمة وخطباء المساجد والشرطة والحكم المحلي، وذلك للقضاء على أي مشكلة اجتماعية ربما قد كانت تتطور إلى ارتكاب أبشع الجرائم. وجالية هذه اللجنة تتواجد في كافة الإدارات والمصالح الحكومية.
وبالتأكيد الصلح خير وواجب شرعيّ عند كل الأديان. وحددت الصلح أركانًا وشروطًا. الاختلافات الزوجية وجود حكم من أهلها وحكم من أهلها وإن كانت في نيتهما الإصلاح سيكون التوفيق حليفهما بإذن الله. أيضًا حثّنا الشرع على مقاتلة الفئة الظالمة حتى نرجع إلى الله، وبالنسبة للخلافات الاجتماعية هناك أمر على الإحسان إلى الخصم رغم العداوة، والدفع بكل شيء جميل له، وبمثل هدية وغيرها، وبعد ذلك ينقلب الخصم إلى صديق حبيب بعد أن كان عدوا، وبذلك تنتشر المحبة والسلام بين أفراد المجتمع وتزيد روابط المحبة والمودة.
ألا هل تعودين يا لجنة المصالحات كي تترفقي بالمجتمع..
May 11, 2022
،✌️
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.