تدرك أخيرًا أن الحلّ هو أن تكون أنت عالمك الخاصّ... لا أحد غيرك في العالم كلّه له نفس أفكارك، نفس قيمك، مبادئك ونفس أخلاقك... نحن بشر وهذه إحدى ميّزاتنا، لكلّ منّا شخصه، ولا يُمكن أن يكون لدى أيّ شخص آخر غيره. لذلك تصنع عالمك وحدك كلّ علاقاتك بغيرك جسور وأنت لا تدري أهي جسور من حبال أم أنها جسور حجرية وعلى كلّ، فهي ليست دائمًا سبيلك للوصول إلى حلمك.
أحيانًا أطول الطرق أفضلها، الحلول المختصرة ليست دائمًا أفضل. وفي حالتك هذه، أفضل جسر لك هو أن تكون وحدك، ستصاحب الوحدة وأنت موقن حقّ اليقين أن الوحدة: خير من رفيق لا يعلم ما يختلج صدرك ولا يأبه إن كان بك ألم أو ضيق، لكنّه ما زال مصرًّا أن يسمّي نفسه لأنه صديق!
وأيّة صداقة هذه عندما يختلف صديقان في قيم الحياة ويجبر كل منهما قلبه على البقاء مع الآخر رغم صعوبة الأمر، أو لم يكن أرفق بنفسيهما الافتراق؟! يخشيان أن يقعا ضحية الوحدة.
لكن من صاحب الوحدة وهو يستلذها، لن يعتبر نفسه أبدًا ضحيتها لأنه يعلم أن وحدته ستجعله يُبدع، سيحقّق ما يُريد في عالمه الخاصّ، وحده، دون إزعاج أو تطفُّل، ولا أحد غير ضميره سيملي عليه ما سيفعل.
ستجد نفسك وحدك في بحرك الخاصّ تنتقي من لآلئه ما تشاء وتلقي بما ترغب بنسيانه في غياهبه المظلمة.
ستجد أن أيّام الوحدة ليست أسوأ الأيّام لأنها هي من تبني الفرد إن أحسن استغلالها في تطوير ذاته، في معرفة نفسه، مراجعة أفكاره وتحديد مساره، "لأنك إن لم تعرف هدفك سيوجهك غيرك إلى ما يرغب فيه أو ستجد نفسك ضائعًا يؤويك الفراغ..."
ولأنّ وحدتك تلك إن أنت أيقنت وظننت بالله خيرًا، ستبني علاقتك بربّك وهو وحده أعظم من يجب أن توطّد علاقتك به...
"عليك فقط أن تحسن الظنّ بالله سبحانه ولا تقنط من رحمته لأنه وحده في العالم بأسره يعلم ما يكتمه قلبك وما يختلج صدرك وكلّ ما يجول بعقلك... ولأنه هو من سيحقّق أمانيك ويُيسر لك دروبك ولأنه وحده سينير قلبك ويؤنسك حبّك له في دربك".
فلك أن تختار كيف تسمّي الوحدة التي تحيط بك أسرتك أم أنها آنستك؟!
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.