ليلى امير سبتمبر 21, 2023, 5:25 م

قصة "لا تخبر ماما".. قصص قصيرة

كلما ناديته من النافذة، يأتي مسرعًا إليَّ كعادته، إلا هذه المرة، ناديته لكن بلا جدوى! بدأ الخوف يتسلل إلى قلبي، لم أعد أستطيع أن أتحمَّل، حملت حقيبتي، وخرجت للبحث عنه، لعلَّه يلعب مع أقرانه أمام المنزل. لم أجده، قالوا لي إنه ذهب مع رجل غريب للمرة الأولى يرونه في هذا الحي، قال له إنه من أقاربه، أسرعت في طلب العون من الجيران ليبدؤوا البحث معي، لكن لم نجده.

ابني ضائع يا ناس... ظللت أردد هذه الجملة؛ لعل أحدًا يساعدني، اتصلت بالشرطة، وبدؤوا البحث معنا، وأجروا التحقيقات اللازمة مع الشهود كي يعرفوا هوية الخاطف، نشرنا صورته في مواقع التواصل الاجتماعي لعل أحدهم التقاه مصادفة، مرت 24 ساعة بلا خبر، جلست أدعو الله أن يكون بخير وألا يُصاب بمكروه.

فجأة، رن هاتفي، رقم غريب يتصل، لعله شخص التقاه أو رآه، أجبت على الهاتف بسرعة ولهفة.

الكلمة الأولى التي سمعتها: ماما... عرفته، إنه ابني. سألته عن مكانه، فأعطى الهاتف للشخص الذي معه، فأخبرني بالعنوان. وحكى لنا كيف وجده وحيدًا في باص، وقد تعجَّب الركاب وأمروا السائق بإيقاف الباص حتى قدوم الشرطة، حينما علم الخاطف أننا أخبرنا الشرطة.

هرب وترك الولد في باص النقل العمومي، لكن بفضل كاميرات المراقبة استطاعت الشرطة أن تمسكه، قبل أن يلوذ بالفرار إلى وجهة غير معلومة دون أن يؤنبه ضميره ولو للحظة على ترك عائلة كلها تعيش رعب فقدانها ابنها.

وبعد التحقيق معه، علمت الشرطة أنه مريض نفسي، لا يعلم ماذا كان يفعل، وماذا كانت غايته.

فعلًا إنه إحساس صعب أن يختفي ابنك في ظروف غامضة، آلاف الأطفال يتعرضون للاختطاف يوميًّا لأسباب متعددة، منهم من عاد، ومنهم من لم يُعثر عليه حتى الآن، ومنهم من عاد لأهله جثة هامدة.

علِّموا أولادكم أن الغريب يبقى غريبًا مهما قال، وتحمَّلوا مسؤولية حمايتهم والدفاع عنهم.

قصص كثيرة نسمع بها، تخصُّ أطفالنا، ويجب أن نمنع مثل هذه الفئة من زرع الرعب والخوف في أهالينا وأطفالنا.

بقلم ليلى امير

عاشقة للكتابة كل ما أعرفه أنني ولت كي أكتب عني و عنكم

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.