لستُ منعزلة، ولست منطوية على نفسي،..
لا أكره أحداً، ولا أجد من يفهمني..
لستُ منعزلة، أنا فقط أحب أن أكون مع الكتب..
كي أكبر وأكتسب خبرة ببضعة أيام.
لستُ منعزلة، إنما أحب أن أناقش، وأحادث من يفهمني..
لا يهمني فلانة ما فعلت، وأخرى ما لبست..
أحب أن يُثنى على أفكاري، وعلى بناتهن، فأنا أربيهن، كل فكرة بمعلومة، وكل ثقافة بكتاب.
لستُ منعزلة، بل أحب أن يكون هناك من الهدوء والتوازن بما يكفي..
بل وأحب الضجيج، وأحب سماع النكات والضحكات.
لستُ منطوية على نفسي، بل أحب الاجتماعات، وأحب أن يكون لديَّ الكثير من الأصدقاء، وسماع أصوات عائلتي يورثني الاطمئنان..
صوت صراخ الأطفال ينبئ عن بمستقبل جميل، وسماع صوت الأفراح يُفرحني أيضاً، ويؤلمني كل ألم ينتاب كل شخص أعرفه أو لا أعرفه.
لا أكره أحداً، بل أنتمي للجميع، وأحب الفقير والغني، والمثقف، والعالم، والجاهل، وأحب أن أعامل الجميع، وأن أكون صديقة لكل من وقع في ضائقة، ونمشي سويًا كي نرى الأمل في نهاية الطريق..
وأتمنى لو وُجد عبوات من السعادة أوزِّعها بالمجان على كل من أراه، وماذا لو كنت رفيقة في درب كل من لم يجد ونيساً له في دربه الموحش، سأعينه بكل ما أقدر؛ فالله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
لا تأخذ فكرة عني؛ فلستُ مشاعاً للجميع، ولستُ مجبراً بأن تأخذ أي فكرة طالما لست أؤذيك..
لا تحكم عليَّ إن لم أبتسم في كل الأوقات، فالروح أيضاً لها أوجاعها، ليس فقط جسدي الذي يتعب، ولا تؤذيني بمرارة كلماتك فلستُ أسألك ما رأيك..
مرة أخرى إن لم أؤذِك لا تأخذ أي فكرة، وإن لم تعاملني وترى حسن أخلاقي فلا تتكلم.
لا أجد من يفهمني، لستُ لأنني غريبة الأطوار؛ بل لأنني لا أفهم ذاتي..
أحياناً أتمنى لو كنت غيمة رقيقة في نهارٍ مشمس أخفف الحر، وفي ليلٍ أغبط القمر على وحدته، وأحب النجوم لكثرة أصدقائها..
أحب أن أكون وردة زكيًا عطرها، جميلاً لونها، تسرّ صديقاً وحبيباً عند إهدائه إياها، وأفضِّل بعض الأحيان لو أني لا أعمل شيئاً، فقط أجلس وأقرأ الكثير والكثير من الكتب..
في نفس اللحظة أشتاق لأصدقائي، وأحب صوت ضحكاتهم، واستماعي لمشاكلهم، وأتمنى لو أنني ما فارقتهم يوماً، وما تركت المدرسة لكي أظل بصحبتهم..
وأشتاق لحظاتي أمومتي، وأشتاق لأطفالي، وزوجي رغم أني لا أعرفهم، سيكونون هم أجمل ما في هذا القدر.
هل ستظل تلومني بعد أن علمت عني كل هذا؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.