هل تعلم مدى خطورة السنوات الأولى في عمر طفلك؟ يعتقد بعضنا أن الطفل في سنواته الأولى لا يزال صغيرًا، وعلينا أن ننتظر بعض الوقت حتى يستطيع فهم التوجيهات واستيعابها والعمل بها، ولكن هذا تفكير خاطئ.
ماذا يحدث للطفل في سنواته الأولى؟
في السنوات الأولى من عمر الطفل، تتكوَّن أساس شخصيته المستقبلية، وما يُبنى في هذه السنوات يكون أساسًا لما هو قادم. تتشكل رغبات الطفل وميوله في السنوات الأولى متأثرًا بالبيئة المحيطة به التي تتمثل في الأسرة والمجتمع الخارجي، وأيضًا وسائل الإعلام وغيرها من العوامل التي يكون لها تأثير مباشر على الطفل في سنواته الأولى.
فالطفل في هذه المرحلة يشبه الإسفنج، يمتص رغباته وميوله ممن حوله، كما قالت عالمة التربية «ماريا مونتيسوري»؛ لذا علينا الحرص والاهتمام بالأطفال في هذا السن الصغير حتى يتشبعوا بالميول والرغبات الصحيحة.
ولكن كيف يمكننا فعل ذلك؟ هل يمكن ضبط وسائل الإعلام حتى تقدم محتوى هادفًا يستقي منه الطفل رغباته الصحيحة؟ أم هل يمكن ضبط المجتمع الخارجي حتى يكتسب الطفل منه العادات السليمة؟
الأسرة هي الأساس
في الحقيقة، لا يمكن فعل ذلك، ولكن يمكن أن تكون الأسرة هي الموجه الأساسي للطفل في هذه المرحلة، ويمكنها أن تكسب طفلها المهارات التي تجعله قادرًا على التمييز بين العادة السيئة والصحيحة، كما يمكنها أن تعلِّمه مهارات التفكير التي تجعله يميز بين الجيد والرديء، فنقطة الانطلاق هي الأسرة، وهي أيضًا نقطة الرجوع.
الاهتمام المبكر بالطفل من جانب الأسرة يزيد من فرصة تنشئة طفل مميز في مجتمع قد لا يكون مثاليًا، فالاهتمام المبكر يوفر للطفل المهارة التي تجعله ينطلق إلى المجتمع وهو يمتلك القدرة على انتقاء الجيد وترك الرديء.
وأيضًا، الاهتمام المبكر من الأسرة يجعل الطفل يشاهد الإعلام ويتفاعل معه، ويمنحه القدرة على التأثر والتفاعل مع الأشياء السليمة، والنقد للأشياء غير السليمة، فكما ذكرنا الأسرة هي نقطة الانطلاق ونقطة الرجوع، ويمكن للطفل الرجوع إلى أسرته ليقيم أي فعل لا يستطيع الحكم عليه من ناحية الدقة أو الصلاحية.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.