كيف يمكن تقدير المرأة؟ ج2

تدوينة عن المرأة.

كيف تكرّم المرأة نفسها؟

والمرأة المذَهَّبَة هي التي تتحلى بالحُلَى، وتبتعد عن البِلَى، وتتزين بما لها من الجواهر، وما لها من الظواهر، وهي بما ملكت من التعظيم والتقدير أولى بالاحتفاء، وأحرى بالوفاء، ولو أنها أنزلت نفسَها منزلتَها لما هانت، أو أنها أكرمت نفسها بما كانتْ، لصارت علَمًا من الأعلام، وعظيمةً من العِظام، ولنالت كثيرًا من الاحترام.

والمرأة الملَّطَخَة، فهي التي تدخل في كل ما يشين، ولا ترى ما يزين، ولا تتجنَّب ما سوؤه يحين.

والمرأة عند من يتخذها مغنمًا، لا يراها في حياته مَغْرَمًا. ولولا الشؤم(1) التي فيها حينًا، لم تحنَّ النفس إليها حنينًا.

إذا عاشت على أيدي احتقارٍ       

فهذا العيش أسوأ من خطـــوبِ

إذا يبِسَ الشقاءُ لها تعـــــالتْ      

 ولكنْ وهي أشقى في الغيــــوبِ

ولو فرَّتْ من الويلاتِ يــومًا       ستُضْطَرُّ اضطرارًا للنيــــــوبِ

اقرأ أيضًا كيف يمكن تقدير المرأة؟ ج1

حقيقة التقدير

والمرأة التي عرفت حقيقة التقدير، لم تكن في المكان الحقير، بل هي تبقى أعزَّ من يعرف القدُراتِ، ويعزُّ ذات الخدور والحُجُراتِ، ولا يسلبها ما تحتاج، ويضبطها عندما تهتاج.

وخير من يعرف المرأة هو الخبير المجرِّب، وما هو للشرف المخرِّب، وما هو للدناءةِ جامع، أو للحقارة صانع، وهو بالإدراك واعٍ، بين التشريف للمرأة ساعٍ، وإلى إكرامها داعٍ، ولحقوقها مراعٍ.

وأفضل من يقدِّرها خبــــيرٌ    

يهبُّ بما له خيرَ الهـــبوبِ

ويسقي كل شيءٍ فيه خـــيرٌ    

وفي إنباتِه خيرُ الحبــــوبِ

تعيشُ حياتَها في العزِّ دهرًا    

وتشرُف قبل إتيانِ الشَّعوبِ

اقرأ أيضًا ماذا تعرف عن كرامة المرأة؟ ج3

ضعي نفسكِ قدرها

والمرأة تفقد شرفَها عند مجاوزةِ الحدود، عند الفرد والحشود، وعندما لا ترى عيبًا فيما يكتظُّ بالعيوب، فإنها لا تكون مثمَّنَةً، ولا تكون على عرضها مؤتمنَةً، بل تبقى أذلَّ، وتكون عند الناس أقلَّ.

وعندما تعرض نفسها عرض السلعة، لم تبلغ قدر الرفعة، ولم تزَلْ تلاقي الحط الشنيعَ، ولا تزالُ تذوق الوصف الوضيعَ، فتلحقها الذلُّ والهوانُ، ويهون عليها العدوانُ.

وأفضل ما تعيشُ به بقاءٌ   

على العزِّ العزيزِ بلا الثقوبِ

إذا فقدتْ كرامتَها تــجلَّى   

لها ليلُ الهوانِ من الرســوبِ

ومن فلسفة العزِّ، أن تبتعد عن كل ما يُخْزِي، أو ما بها يُزْرِي، أو ما بالوضاعةِ يجري، أو ما يُعْرِي.

(1) الشؤم بمعنى الشقاء والتعاسة كما ورد عن بعض العلماء في تفسير هذا الحديث: (إن كان الشؤم في شيء، ففي الدار والمرأة والفرس)

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة