كيف يمكن تقدير المرأة؟ ج1

تستحق المرأة التقدير، كما تستحق التوقير، ولا تستحق الإهانة، بل تحتاج الإعانة؛ ليس نظرًا لضعفها، وليس استهتارًا لشرفِها، بل في خلقتها المعروفة عظيمة.

وينبغي أن تكون في هذه الدنيا غنيمة، فمن ظنَّها غير أهلٍ لحسن، فإنه من أهل سوء ظنِّ. ودون استخدام المجهر، ينكشف كل السرِّ، فإنه أولى بالرحمة، وليس أولى بالنقمة، فمن عرف طبيعتَها لم يُلْحِقْها بما يضرُّها، بل يفكِّر بما يسرُّها.

اقرأ أيضًا ماذا تعرف عن كرامة المرأة؟ ج3

المرأة ليست كالرجل

فالمرأة التي تتعالى، فإن عذابها يتوالى، والمرأة التي تعرف أنها قرينة القيمة، تحلت بالشيمة، ولا تعيش عيشا دونيًًّا، ولا تنكر حقا كونيًا. وربما ظنَّت أنها فوق كل الظنون، فلا تحسن لها كل الشؤون.

إهانتُها أجلُّ من الـــــــذنوبِ     

وإلحاق الأذى شرُّ الحــــروبِ

فمن يعرفْ طبيعتَها حبــتـاها     

جميلَ الصُّنْعِ من بعد الوجُوبِ

وأولى من يكون الفضلِ قـــسْمًا    

له هيَ، دون إلحاقِ الكــــروبِ

فمن أَوْلاكِ فضلًا في حيــــــــاةٍ    

أعزُّ الناسِ عن طيب القلـــوبِ

وأكثرُ من يراها ليس يــــــدري    

بأن الحسنَ حقُّكِ في الـــدروبِ

وإنَّكِ لم تهونِي في حيـــــــــــاةٍ    

لعزِّكِ في المشارقِ والجنـــوبِ

طبيعتُكِ التي فيها جـــــــــــمالٌ    

بها أشرقتِ من دون الغـــروبِ

سلكتِ بها طريقِ المجدِ حرصًا    

على حفظ الكرامةِ في الشعوبِ

ولو ضيَّعْتِها تضيِيْعَ حــــــــسنٍ     خسرْتِ الفضلَ إنَّكِ لم تجــوبِي

والناظر المتأمل الثاقب، يرجع إليه الفهم الغالب، ولا يخفى عليه بعض المفاهيم، في كثير من الأقاليم، ولا يجهل أن المرأة ليست للرجل عضُدًا، وليست في التعب معه جسَدًا؛ لأنها لا تطيق جلَدًا، ولا تستطيع صعَدًا، بل هي العضور الواهي، وليست في الدواهي، وهي تستحق الإحسان، ولا تستحق الأكفان.

اقرأ أيضًا قبسُ من أسرار المرأة ج2

المرأة ملكة

والذي يؤلم القلب، ويكثر الضرب، هو ميل المرأة عن موطِنِ الرأفة، والبعد عن مكان الأُلْفَةِ، وإنما مكانتُها المُلْكُ والخدمة، ومنزلتها الإحسان والحشمة، والبخلُ بهذه المُعْطَياتِ، هو البخل الأعظم بالغايات.

مكانتُكِ الجليلةُ في حياةٍ     

هو الرفع الجليلُ على الرَّكُوبِ

وأنْ تَحْيَيْ مُعَظَّمَةً كثيرًا    

وأن تبْقَي على العزِّ الــــدؤوبِ

ولو درتْ أنها في هذه الحياة ملكة، وأنها إلى الإحسان شبكة، لما ضيَّعت ما لها من الحقوق، ولما تجاوزت في البروق، وأن أحرى بالنُزُل الأمْثَل، والمكان الأجملِ، والعيش الأكمَل، ولكن ربما تتلاطم مع البَيئة، فتسيء في الذهاب والجَيئة؛ لما لها من العِظَم، وما لها في الفضل من رسوخ القدَمِ، وإذا مالت إلى العدَم، لم تكن لها حظوَةٌ في الكرم.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة