كيف يمكن تعزيز الثقة بالنفس لدى الأطفال؟

يتساءل كثير من الآباء والأطباء عن كيفية تعزيز الثقة بالنفس لدى الأطفال، وما الأساليب الصحيحة لتحقيق ذلك؛ فسلوك الطفل ينشأ من البيئة التي يتربى فيها، سواء أكانت بيئة مملوءة بالحب والاحترام بين الزوجين، أم بيئة تتسم بالمشاحنات والشجار.

التربية والثقة بالنفس

الطفل قد يعبر عن بعض مخاوفه بعدة محاور رئيسة؛ أهمها البيئة التي ينشأ فيها، وربما يكون هذا الخوف فطرة عند الطفل يولد بهذا الشيء؛ لذلك يجب أن يتدخل الأهل، ليكون لهم دور رئيس في هذا الأمر، ويجب دعم الطفل، ومساعدته حتى يتغلب على مخاوفه.

من المشكلات التي قد تواجه الطفل تخيلاته الكثيرة، وبعده عن الواقع، واتجاهه إلى عالم التوحد؛ ما يؤدي إلى طفل متوحد لا يرى الواقع، ولا يعيشه، بل يعيش مخاوف تخيله التي تجعله يرى الواقع مثل الحقيقة، وتزداد الأمور سوءًا مع الوقت، وغالب من يعيشون هذا الأمر الإناث من الأطفال أكثر من الذكور.

التخيلات لدى الطفل

الآباء أيضًا لهم دور مهم في تعزيز الثقة بالنفس لدى الأطفال؛ لأن الأب لو كان شخصًا غير متفهّم، أو ساديًّا لا يعرف سوى العنف؛ سيتعامل مع طفله أيضًا على هذا النحو، ويستخدم الخوف مع طفله؛ ليجعله مطيعًا له بدلًا من أن يستمع إليه، ويقدم له يد العون، فيبدأ الأمر مع الطفل يسوء وينهار.

تأثير الخوف في الثقة بالنفس

الخوف دائمًا شبح شرير خفي، يأتي للأشخاص أصحاب النفوس الضعيفة، ومن ليس لديهم قوة وإرادة وعزيمة، ومن لا يستطيعون مواجهة أعباء الحياة، وليس للطفل فقط، والشخص الذي لا يستطيع مواجهة هذا الشبح فقد يقضي عليه، وينتهي أمره.

بعض الأطفال خلقت لديهم العزيمة والإرادة من ولادتهم، وهم بطبيعتهم يواجهون أعباء الحياة من صغرهم؛ لذلك قد يرى الطفل أمامه مواجهات صعبة من صغره، وعليه أن يواجه هذه الصعوبات، وقد لا ينتظر يد العون من أحد.

يعد الخوف مرضًا قد يصيب كثيرًا من الأطفال، لا سيما الأطفال الذين ليس لديهم أحد، والأطفال الذين يشعرون بالوحدة، ومن اختاروا التوحد مكانًا لهم في الحياة؛ لهذا قد يهرب الجميع من هذا المرض، ويذهب إلى أمكنة بعيدة لا يعلمها أحد، ولهذا غالبية الأشخاص لا يختارون سبيلًا لهم أمام هذا الأمر.

الخوف أصبح مرضًا يسيطر على الأطفال جميعهم من صغرهم، ورغم أن الطفل لديه إمكانيات عقلية وحسية تسمح له بمواجهة الحياة وصعوباتها، لكن هذا الأمر بات أمرًا مقلقًا جدًّا على الطفل؛ فقد يسيطر الخوف عليه من جوانب كثيرة؛ مثل: الخوف من المستقبل القادم، والخوف من أي شيء أمامه الآن.

الخوف أصبح مرضًا ليس له علاج سوى المواجهة فقط، والأطفال الأقل عرضة له؛ هم الأطفال الذين يستطيعون أن يواجهوا أي صعوبات أو تحديات تأتي إليهم، لذا فالخوف يأتي إلى الأطفال الذين يعانون ضعفًا إراديًا، ولا يستطيعون مواجهته بحسم وفعالية. 

أصبحنا نواجه تحديات كثيرة الآن في مجتمعنا، والخوف أصبح مرضًا يسيطر على الجميع؛ ولهذا غالبية من يصابون به الآن الأطفال؛ بسبب تحديات كثيرة تؤدي إلى مشكلات مع الأهل وخلافات، ومشكلات أخرى مع الأصدقاء، ما يجعلها سببًا لمشكلات كثيرة قد تأتي بعد ذلك.

الخوف لدى الأطفال

خوف الطفل ليس عرضًا من أعراض الحياة، بل هو مرض مزمن أصبح يصيب نسبة كبيرة من البشر؛ لذلك أجمع كثيرون أن هذا المرض لا يأتي إلا للأشخاص ضعاف النفوس والشخصية، والأشخاص الذين ليس لديهم إرادة أو عزيمة في الحياة، ولهذا يجب علينا أن نعرف الخوف حتى نواجهه.

ولكي يعزز الطفل ثقته بنفسه عليه أن يتعلم الأشياء التي تجعله قويًا في مواجهة الحياة، فيجب عليه تعلم فنون القتال، وفنون القراءة، حتى يرسخ في عقله هذه الأشياء، وتجتمع معه حتى لا يخسر نفسه، ويسلم نفسه وروحه للخوف، وإن اختار العزلة والتوحد سبيلًا فقد اختار لنفسه سبيل الخوف.

إن الخوف أصبح مرضًا عاديًا لا يأتي لطفل، ولا يأتي للآخر، بل يأتي إلى الأطفال جميعهم، لكن الطفل من يختار أن يرحب به أو لا؛ فالطفل القوي ذو الإرادة والعزيمة وقوة الشخصية يستطيع مواجهة الخوف، أما الطفل الضعيف الجبان لا يستطيع مواجهته.

ونختم المقال بأنه أصبح الآن علينا نحن الآباء والأهل والأسرة أن نتحدث مع أطفالنا، ونمد لهم يد العون حتى يستطيعوا مواجهة الحياة، وتحمل المسؤولية، ومواجهة الخوف بكل أشكاله؛ لنستطيع تعزيز الثقة بالنفس لدى الأطفال.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة