هل تتخيل أنه من الممكن أن تقرأ قصة دون حوارات بين الشخصيات الأساسية والثانوية، فإن حدث ذلك فأنت يا صديقي العزيز تقرأ مقالًا عاديًا مثلما تقرأ الآن هذه الكلمات، لكن تعتمد بنية القصة على أسلوب الحوار بين الشخصيات، فهيا نتعرف ماهية هذا الأسلوب، فهل هو الأسلوب الخاص بكل شخصية؟ أم أن الأمر أعمق من ذلك؟
في الحقيقة يجب أن تتخلل القصة مجموعة من الشخصيات ذات الطبائع المختلفة، أو القادمة من بيئات مختلفة حتى يكون للقصة لون مختلف، ويستطيع القارئ أن يعيش الفارق بين كل شخصية وشخصية أخرى.
ولا يمكن فهم الفارق بين الشخصيات وطرائق تفكيرهم وتعاطيهم لمعطيات الحياة أمامهم سوى عبر أسلوب الحوار بين الشخصيات.
أسلوب الحوار بين الشخصيات ينقل طبائع الشخصيات
وهذا هو الأساس من بناء القصة، فبالحوار، وأسلوب الحوار الخاص بكل شخصية تستطيع أن تستشف طبائع الشخصية ومكنوناتها، وكيف يتصرف في المواقف المختلفة، ونضيف إليها قدرة الشخصية على التفاعل مع الشخصيات الأخرى، والتكيف مع الطبائع الأخرى والتعامل معها.
ويمكن تناول أسلوب الحوار بين الشخصيات من وجهة نظر الشخصيات ذاتها، فمن الممكن أن تكتب عن شخص من منطقة شعبية، ومن الطبيعي ألا يتحدث هذا الشخص بأسلوب مثقف أو بأسلوب عالم من علماء الكيمياء أو الفيزياء.
فنجد أن أسلوب الحوار بين الشخصيات يبرز البيئة التي تأتي منها كل شخصية، وبالطبع عندما تلتقي أكثر من شخصية من بيئات مختلفة في القصة نفسها، فسوف تتولد كثير من الأحداث والمواقف التي تثير عنصر التشويق لدى القارئ، وبالطبع سوف يميل القراء ناحية شخصية معينة ويفضلها عن شخصية أخرى بفضل أسلوب الحوار بين الشخصيات.
وظائف أسلوب الحوار بين الشخصيات
توجد بعض الوظائف التي يؤديها أسلوب الحوار بين الشخصيات، فإليك أثر هذا الأسلوب في القصة القصيرة:
- يطور أسلوب الحوار أحداث القصة وصولًا إلى النهاية.
- يمحو رتابة وملل السرد، فهو من أكثر الأجزاء الممتعة في القصة.
- يساعد على تصوير الموقف وكأنك تراه عبر الكاميرا، ويمكنك عبر هذا الأسلوب سماع صوت الشخصيات المكتوبة على الورق.
الانتقال الزمني في القصة
إن الانتقال الزمني في القصة هو التسلسل الزمني في القصة، والكاتب المحترف الذي يستطيع التلاعب بهذا العنصر لزيادة التشويق والمتعة في القراءة، فلا يلتزم بسرد أحداث القصة بتسلسل زمني واحد، وفي هذا السياق يجب علينا ذكر أنواع الانتقال الزمني في القصة.
أنواع الانتقال الزمني في القصة
يوجد أنواع مختلفة من الزمن، وعليك أن تنتقي الزمن الذي ترى أنه مناسب للأحداث التي توجد في القصة القصيرة، وتأتي الأنواع على النحو الآتي:
الزمن الخطي
تسرد أحداث القصة مع الالتزام بالتسلسل الزمني المنطقي، ولا يوجد استرجاع للذكريات أو للماضي عمومًا، فهي أشبه بالسرد التاريخي لأحداث القصة، فقد تبدو طريقة جامدة في السرد، لكن من الممكن باتباع تقنيات السرد أن تظهر بأسلوب ونحو جيد ومحبب لدى جموع كبيرة من القراء.
الزمن العكسي أو الدائري
يقدم الكاتب في البداية مشهدًا صادمًا أو حزينًا، ثم يكتب الأحداث التي أدت إلى هذا الزمان حتى يرجع مرة أخرى إلى نقطة البداية؛ لذا سمي بالزمن الدائري، مثل البداية بمشهد موت بطل القصة أو شخص مؤثر فيها، ثم تبدأ بعد ذلك بسرد القصة لكي تنتهي إلى هذه البداية.
الزمن المتداخل
يكتب الكاتب الأحداث ولا يلتزم بالتسلسل الزمني، فهو يقطف زهرة من الماضي ثم زهرة من الحاضر، ويسير على ذلك المنوال إلى نهاية القصة.
كيفية بناء المشاهد الدرامية في القصة القصيرة
لا تخلو القصص القصيرة من المشاهد الدرامية، تدور المشاهد الدرامية حول فكرة التحولات الشخصية العميقة. وقد تتعجب من فكرة التحولات الشخصية العميقة في القصة القصيرة.
لكن في الحقيقة إنه على الرغم قلة حجمها فإنها تستوعب أن يحدث في الأقل بداية التحول، على أن يستنتج القارئ ما سيحدث له بعد النهاية، وفي العموم يجب الالتزام بمجموعة من القواعد، وهي التي نسردها في النقاط التالية:
- يجب أن تحمل المقدمة المعلومات الأساسية عن القصة القصيرة، ويجب إبراز مواصفات المكان وتفاصيله والزمن الأساسي الذي تدور في فلكه القصة، لكن من الممكن أن تبدأ بزمن آخر يحكي حدثًا ماضيًا أو حدثًا مستقبليًا كنوع من أنواع التشويق.
- بعد ذلك تبدأ الأحداث في التصاعد، ويفضل أن تتصاعد الأحداث تدريجيًّا؛ حتى لا يحدث سقوط مفاجئ في رتم الأحداث يصيب القارئ بشيء من الإحباط.
- بعد ذلك تصل إلى ذروة الأحداث أو الصراع، ونصل إلى أعلى قمة من قمم الأزمنة الأساسية في القصة.
- بعد ذلك تبدأ الأحداث في النزول، وتهدأ وتيرة الصراع شيئًا فشيئًا، فلا يجب أن يكون الحل مفاجئًا.
- ثم نأتي إلى مرحلة الحل النهائي للعقدة التي تتمحور القصة حولها.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.