كيف يكتسب طفلك مهارات جديدة؟

(بابا) كلمة ليست بالبسيطة، لسماعها عليك أن تخطو خطوات عدة قبل أن يبدأ ابنك بخطو خطواته الأولى، بدايةً من اختيار شريك الحياة، ثم الإعداد للحياة القادمة ومحاولة توفير أفضل مناخ ممكن لتلك الحياة، حياة لا تشبه نظيرتها السابقة في شيء، تحاول فيها أن تجعل تلك النسخة الجديدة والمصغرة منك نسخة أفضل في كل شيء، جسديًا كان أم خلقيًا أم علميًا. 

رحلة تحاول فيها ألا تكرر ما أخطأ فيه أبواك، تحاول أن تعطي ابنك ما حرمتك إياه الحياة، وتعده لاستقبالها ومواجهتها، بل لمحاربتها من أجل تحقيق أهدافه التي هي في الحقيقة أهدافك، وكل شيء يصل إليه الابن يعد إنجازًا شخصيًا لك.

في ذلك المقال لا أطلب منك أن تتابع القراءة فحسب، بل أطلب منك أيها الأب العزيز أو الأم أن تنتبها بكل حواسكما، فالآن أنتما بصدد تحديد منوال حياة طفلك، فتعليم الأطفال مهارات جديدة هو ما سيحدد مصير طفلك أهو إنسان سوي متطور قادر على أن يصنع مجده أم مجرد رقم في العائلة.

كيف يكتسب الطفل مهاراته؟

بداية، مهارات الأطفال تكتسب بالتقليد، فالطفل مقلد بارع، وإذا بدأ بتقليد شخص، فالشخص هذا هو الأب أو الأم، فإذا كان الأب قارئًا فسيصبح الطفل قارئًا، إذا كانت الأم تهتم بنظافة المنزل، فسينشأ الطفل مهتمًا بالنظافة أيضًا، وإذا كان الأب مدخنًا فتأكد أنه ذات يوم سيكون عندك ابن مدخن.

وتمر مرحلة التقليد تلك بعدة خطوات، منها مثلًا أن الطفل يمارس الصراخ والبكاء، ثم يبدأ بنطق كلمات بسيطة في محاولة منه تقليد من حوله، وشيئًا فشيئًا تتطور ملكة التقليد عنده حتى يستطيع إتقان كل الكلام، لكن تقليدًا فقط، إلى أن يمر بالمرحلة الأخيرة وهي قدرته على الكلام مع فهم ما يقوله.

ما مهارات الطفل في عمر 10 سنوات؟

والآن جاءت الفقرة الأهم، الفقرة التي تخبرك عن أهم المهارات الحياتية للطفل، وما المهارات التي يمكن تعليمها للأطفال التي دونها سوف ينقصه كثير، ومن هذه المهارات:

  • أن تجعل يوم الطفل يمشي بنظام روتيني معين، لما له من عظيم الفائدة في معرفة قيمة الوقت.
  • أن تدرب الطفل على أن يأخذ حمامه وحده.
  • أن تدربه على الاهتمام بمظهره ونظافته.
  • أن تدربه على أن يشارك في مهام المنزل، كأن يساعد في تنظيفه، أو يرتب غرفته أو يشتري الاحتياجات من بقالة قريبة مثلًا.
  • أن توعّي طفلك بقيمة أن يدخر من مصروفه وأن ينظم عملية إنفاقه.
  • يمكن أيضًا أن تدرب طفلك على اتخاذ قراراته لتكوين شخصيته، مثل أن يختار اللون الذي يريد أن يرتديه اليوم.
  • من أهم المهارات التي يمكن أن تعلمها هي مهارة الإسعافات الأولية، لا تستغرب، فالجمعية الأمريكية للقلب صرحت بأن الطفل الذي يقل عمره عن 9 أعوام له القدرة على تعلم إنعاش القلب، وهي مهارة لا بد منها؛ لأنه بها يستطيع أن ينقذ حياة أي شخص.

مشاركة الطفل في الأعمال المنزلية

 أيضًا من المهارات التي يمكن أن تبدأ بها مع طفلك في مرحلة العشر سنوات أن تجعله يلعب بعض الألعاب المهمة لعقله مثل السودوكو والبازل والشطرنج، لما لهم من عظيم الأثر في تنمية مهارات الطفل كالتركيز والذكاء والملاحظة، ويكون من العظيم أن تشاركه اللعب بتلك الألعاب حتى تعطيه الدعم الأبوي الذي يحتاج إليه من بسنه.

يمكنك أيضًا أن تدفعه لتجربة نشاط فني مثل الرسم أو التلوين أو النحت أو أن تذهب به إلى مسرح؛ لأن السالف ذكره من أنشطة يعظم النزعة الإبداعية والابتكارية داخله، ويغذي الفنان الصغير الذي يسكنه.

وأيضًا من المهم لمن في مثل سنه أن يتجه للرياضة، كأن يلعب كرة القدم مثلًا أو أن يمارس فنًا قتاليًا مثل (الكاراتيه) أو (الكونغ فو)، فممارسة الرياضة تبنيه جسديًا وتعزز لديه ثقته بنفسه، وترفع من قيمة الإصرار، بالإضافة إلى أنها قد تحميه حال تعرضه لاعتداء جسدي.

كيف أعلم أبنائي مهارات جديدة؟

قد تحدثنا بالأعلى عن بعض المهارات التي تفيد طفلك، والآن ننتقل للسؤال المهم، كيف أعلم أبنائي مهارات جديدة تنفعه في حياته؟ عزيزي القارئ، أنت الآن في المكان الصحيح، لن أطيل عليك، إليك الآن بعض السبل:

من ضمن السبل مثلًا أن تعلم طفلك باللعب، كأن تلعب معه كي يكتشف النتيجة والحل بنفسه، اللعب بوابة كبرى للتعلم.

أيضًا يمكن للطفل أن يتعلم بالتقليد، فكما ذكرنا سالفًا أن الطفل مقلد بارع، ويجمع كثيرًا من صفاته من ملاحظة الوالدين.

القراءة من أهم الوسائل لتعلم الطفل، فتخيل أن في منزلك طفل قارئ، تخيل المستقبل المشرق الذي ينتظر ذاك الطفل.

تعليم القراءة للطفل

أهمية المهارات الحياتية للطفل

قد تسأل نفسك ذلك السؤال الآن، ما أهمية كل ذلك؟ إنهم مجرد أطفال، ما جدوى كل هذا؟ دعني أجيبك عن سؤالك بسؤال، إذا غرست بذرة في الأرض ولم تهتم بريها بانتظام، ولا بتسميدها بالسماد الجيد، ماذا تتوقع لتلك الشجرة عندما تنمو؟ هل ستنمو تلك الشجرة بصورة جيدة؟

بالطبع لا، فكيف الأمر بالنسبة لطفلك؟ عزيزي القارئ أنصحك الآن في الختام بقراءة ذلك المقال أكثر من مرة، فهو يتعلق بمستقبل أغلى ما لديك في الحياة، وكم من أشخاص تمنوا لو رباهم آباؤهم التربية السوية السليمة الداعمة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة