لا يوجد إنسان لا يرغب في التخلص من القلق، لكن الحياة حتى تصبح سوية تحتاج إلى بعض القلق، فالحياة دون قلق لن تؤدي إلا للملل والفراغ والإحباط، وهي أمراض أخطر بكثير من القلق، قد لا يظهر لها تأثير واضح ومباشر، لكنها سوف تؤثر في سلوك الإنسان عامة، ليجد نفسه يفتعل مشكلات جانبية لأسباب تافهة وليس لها أي داعٍ سوى تعويض نقص القلق.
اقرأ أيضاً الخو ف من الفشل
الفقر أحد أسباب الإصابة بالقلق
قد يصيبك الاكتئاب بسبب الفقر الناتج عن انعدام عمل، وللوهلة الأولى يبدو أن سبب الاكتئاب هو نقص المال، لكن السبب الحقيقي هو انعدام عمل؛ لأن التوقف عن إنجاز أي شيء هو السبب الرئيس للاكتئاب... الأفضل هنا أن تشغل وقتك بالعمل، حتى لو كان عملًا تطوعيًّا، أو بممارسة الرياضة البدنية أو الذهنية؛ فإن ذلك سيرفع حالتك النفسية ويخلِّصك من الاكتئاب ويدفعك لخوض الحياة على نحو أكثر استقرارًا.
قد يرى البعض أن الظروف هي التي تتحكم في الأمر، وهو شكل من أشكال الاستسلام؛ فالظروف قد تجبرك على أشياء كثيرة، عدا شيئًا واحدًا لا يمكن أن تجبرك الظروف عليه وهو اختيار الطريقة التي تتعامل بها مع تلك الظروف. فقد تتسبب الظروف في إصابتك بالعمى (لا قدر الله).
وهو أمر كارثي قد يدمر حياة الإنسان ويستسلم له، لكن هذا لم يمنع هيلين كيلر أو طه حسين أو سيد مكاوي أو عمار الشريعي وغيرهم من النماذج، لم تمنعهم من تحدي الظروف وقهرها. فحياة الإنسان في النهاية ليست سوى نتاج لقراراته الداخلية وهو الوحيد المتحكم فيها.
اقرأ أيضاً كيف تعالج القلق الوظيفي؟
الحياة تفقد قيمتها حين نستسلم لها
إن الحياة تفقد قيمتها حين تستسلم لها... توقَّف لحظة وحاول أن تسأل نفسك عن معنى لوجودك في الحياة... أنا عايش ليه؟ لا بد أنك لم تُخلق عبثًا... وإذا لم تجد إجابة ابحث عن الإجابة؛ لأنها موجودة بالتأكيد داخلك... بالتأكيد يوجد من هو بحاجة لوجودك... وإذا لم تجد... اخلق لنفسك معنىً وهدفًا.
إن العثور على إجابة السؤال وتحديد معنى وهدف لوجودك في الحياة سوف يحقق الاستقرار النفسي، وسيكون كافيًا لتخليصك من أي قلق ومن أي اكتئاب، بل سيصبح دافعًا قويًّا للانطلاق في الحياة.
اقرأ أيضاً نصائح هامة للوقاية من السيلوليت
غاية الإنسان تٌنجية من القلق
إن الإنسان قادر على تحمل أي ضغوط لو كانت لديه غاية، وقادر على مقاومة الظروف ومنعها من تحطيم أو عرقلة هدفه.
لو خسرت المعنى ستخسر الأمل في الحياة وتترك نفسك هائمًا في أمواج الحياة تتقاذفك موجة وأخرى حتى تلقيك على شاطئ مجهول أو تغرق فيها.
لكل إنسان هدف، لكن دوائر الحياة تنسيه هذا الهدف، فهي دوائر مغلقة مكونة من الدراسة والعمل والزواج والأطفال...إلخ، لا أحد يتوقف لسؤال نفسه: لماذا أعمل ذلك؟! ولماذا أصبحت مثل الثور المغمَّى الذي يدور في دائرة؟!
وكما يقول نيتشه: «إذا وجد الإنسان سببًا يعيش من أجله، فإنه يستطيع تحمل العيش بأي طريقة».
نوفمبر 6, 2023, 7:16 م
الله
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.