يبدو أن الدواء يعرف مكان الإصابة بالألم بطريقة ما، فبعد تناول الدواء يختفي الألم.
في الواقع، مسكنات الألم ليست الرصاصة التي يطلقها القناص، بل هي أشبه بالبندقية التي تنطلق منها في الوقت نفسه، فالمسكنات تسبح في الدم، وتبحث عن الألم وتزيله.
قد يهمك أيضًا الإفراط في تناول المسكنات وأثره في جسم الإنسان
كيف تعمل المسكنات؟
يمكنك أن تتخيل الجهاز العصبي للجسم كخطوط البرقية، وهناك سلسلة من تقارير الكوارث من جميع أنحاء البلاد تدخل مركز المخابرات ألا وهو دماغك، حينها يشعر الدماغ بالألم.
فإذا كنت تريد تخفيف هذا الألم، فأنت بحاجة إلى حظر المرسل أو التداخل في خطوط البرقية أو إرسال جاسوس لمنع الرسائل.
ما تفعله المسكنات هو تنفيذ هذه التدابير دون وقف النبضات العصبية، أو التداخل في الإدراك الحسي، أو إحداث تغيير في درجة الوعي.
فعلى سبيل المثال، الأدوية المضادة للالتهابات تقلل الألم عن طريق تقليل الالتهاب. وتشمل المسكنات الأخرى مثبطات كوكس والمواد الأفيونية.
وعندما تصبح هذه الأدوية غير فعالة، يستخدم الأطباء الأدوية المخدرة، لإيقاف جميع الحواس مباشرة، بما في ذلك الألم.
إذا كنت ترغب في فهم آلية عمل هذا على نحو أفضل، فلنلقِ نظرة أولًا على فسيولوجية الألم.
بدأ البحث في نظرية الألم في القرن التاسع عشر، لكن التطورات الطبية والتكنولوجية في الأربعين سنة الماضية غيَّرت هذا المجال تمامًا. يظهر ذلك أحد النماذج الشائعة أدناه.
لنفترض أنك لمست موقدًا ساخنًا جدًّا وحرقت يدك، ففي اللحظة نفسها يتراجع ذراعك وستشعر بالألم؛ لأنه توجد شبكة عصبية خاصة تسمى مستقبلات الألم في جسم الإنسان.
فعلى عكس الأعصاب الأخرى، لا تستجيب تلك المستقبلات إلا عند حدوث ضرر، مثل الحرارة والضغط المفرط. في هذا الوقت، سترسل هذه الأعصاب تنبيهات تتحول إلى إشارات كهربائية تنتقل بسرعة إلى الدماغ.
كيف تفعل ذلك؟ تغير نهايات الأعصاب شكلها لتشكيل ثقوب، ما يسمح للأيونات الموجبة مثل الصوديوم والكالسيوم بالتدفق. ثم تقليل الجهد على غشاء الخلية وتوليد جهد. وكلما زادت حدة الإصابة؛ زادت قوة الإشارة.
قد يهمك أيضًا فوائد وأضرار المسكنات على جسم الإنسان
مستقبلات الألم
نحن نعلم فعلًا كيف ينبه ألم الأعصاب الدماغ، ولكن كيف تكتشف مستقبلات الألم الضرر؟ توجد كثير من الأسباب، بعضها لا يزال قيد الدراسة من قبل العلماء. ولكن عادةً ما تستطيع مستقبلات الألم الكشف عن المواد الكيميائية مثل البروستاجلاندين.
إنها ليست عناصر للألم، ولكنها مواد كيميائية تساعد وظائف الجسم المختلفة. ولكن لا يجب أن تكون في مكان حيث يمكن لمستقبلات الألم تلقيها إلا إذا حدث شيء ما.
إضافة إلى هذه المواد الكيميائية العرضية، يمكن لمستقبلات الألم أيضًا اكتشاف بعض الآثار الضارة مباشرة، مثل درجة الحرارة المفرطة التي يمكن أن تفتح قنوات الأيونات بمفردها.
أظهرت البحوث أن الأشخاص من مختلف الأجناس والأعراق وتجارب الحياة والثقافات يشعرون شعورًا مختلفًا بالألم، من ضمن الأسباب أن الألم الشديد يمكن أن يغير جهازك العصبي على المستوى الجزيئي، خاصة عندما تشعر غالبًا بالألم نفسه أو عندما تكون صغيرًا.
على الرغم من أن الألم يمكن أن يحفز جسدنا على الشفاء بسرعة، لكنه أمر مزعج إذا استمر دماغنا في الطنين. ويعد قطع الإشارة مباشرة من المصدر إحدى وسائل تسكين الألم.
هذا ما يفعله الإيبوبروفين، فيمكنه منع أو تقليل إنتاج وإطلاق البروستاجلاندين.
بعض الأدوية لهت تأثير مسكن على الدماغ والجهاز العصبي المركزي، مثل الأسيتامينوفين، المعروف أيضًا باسم الباراسيتمول.
وعلى الرغم من أن الباحثين لم يستوعبوا طريقة عمل المسكنات بالكامل، لكن يمكن لمعظم المسكنات غير الأفيونية الأخرى تخفيف الألم عن طريق تثبيط كوكس (إنزيمات الأكسدة الحلقية)؛ لأن كوكس هو الإنزيم الرئيس الذي يحفز تحويل حمض الأراكيدونيك إلى البروستاجلاندين.
ويعني انعدام البروستاجلاندين عدم تنشيط مستقبلات الألم؛ لذلك يختفي الألم. تتطلب العلاجات الطبية الأكثر حدة تخديرًا تامًّا.
وهو دواء مختلط يمكن أن يهدئ المريض ليبقى فاقدًا للوعي، فيعمل على استرخاء العضلات وتخفيف الألم.
على الرغم من أن المسكنات يمكنها تخفيف الألم في أجزاء مختلفة من الجسم، لكن الطبيب هو الذي يقرر في الواقع المسكنات والأدوية التي تحتوي على مكونات مختلفة بناءً على مكان الألم ونوعه المستخدمة في إزالة هذا الألم، للعثور على نوع إشارة الألم التي تستهدفها واتخاذ تدابير مثل قطع الإشارة أو التدخل.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.