هل سألت نفسك عزيزي الكاتب ذات مرة لماذا تشعر بالراحة وأنت تكتب؟ في كثير من الأوقات عندما تشعر بالضيق تلجأ إلى كراستك الصغيرة لتكتب فيها ما تشعر به، أو تكتب منشورًا على فيسبوك أو تويتر أو غيرهما من وسائل التواصل الاجتماعي ثم تحذفه! لا تظن عزيزي أنها مجرد كتابة على ورق فقط، بل هي عملية تنظيف للمخ من الأفكار التي تضعك تحت ضغط.
وقد أكد العلماء أن الكتابة لا تقتصر على كونها هواية، بل يتعدى دورها إلى أن أصبحت وسيلة للتعبير، ما جعلها تندرج ضمن العلاج النفسي لكثير من الأشخاص، فإن تعبيرك عما بداخلك على الورق يقلل توترك كما يفتح لك مساحة للتفكير بهدوء، لذا يمكنك عدها صديقًا لك تفضفض له، وفي هذا المقال سنناقش، كيف يساعدنا العلاج بالكتابة؟
كيف يساعدنا العلاج بالكتابة؟
يوجد عدد من الدراسات التي تشير إلى أن الكتابة مفيدة جدًّا للصحة النفسية والجسدية أيضًا، ولا تقتصر إيجابياتها على الأشخاص الذين يعانون مشكلات نفسية فقط، بل هي مهمة أيضًا للأشخاص الأصحاء. وفي دراسة للدكتورة كونستانس سكارف ترى فيها أن الشخص حينما يكتب عن نفسه ويحكي تجاربه مدة ربع ساعة كل يوم، سيكون أفضل نفسيًّا، كما ستبعد عنه الحزن والاكتئاب، أيضًا سيشعر بتحسن في الصحة الجسدية.
ويرى الدكتور جيل هويل خبير الأمراض النفسية أن الكتابة ليست حلًّا لكل شيء، لكنها تساعد بدرجة كبيرة، أي يمكن أن نعدها دواء سريع الشفاء من الحزن والاكتئاب، خاصة إن كانت الكتابة بجانب العلاج الذي يوصي الطبيب به، وفيما يلي سنناقش كيف يساعدنا العلاج بالكتابة.
1- القدرة على السيطرة
تساعدنا الكتابة على التنظيم الذي يجلب الراحة النفسية، فإذا كتبت عن شيء استطعت السيطرة عليه أكثر، هذا معنى كلام الدكتور النفسي الكبير بيربيتوا، وهذا يعني أن الأفكار التي تدور في رأسنا ونشعر أنها صعبة عندما نكتبها على الورق نجدها سهلة الفهم والتنظيم، كما تجعلنا نشعر براحة نفسية كبيرة مثلما تشعر بالراحة عند ترتيب غرفتك.
2- الاسترخاء
توجد أدوية كثيرة تعالج الأمراض البشرية، فهل سمعت عن علاج يريح النفس؟ هنا تؤدي الكتابة دورها جليًّا في راحة النفس، فعندما تكتب عزيزي القارئ تستطيع فهم ماذا تريد وما الذي تستطيع فعله، وهذا يساعدك على الاسترخاء والهدوء، لذا إذا كنت تشعر بضيق اكتب، إذا تشعر بأن روحك عليلة اكتب، اكتب ما يخطر على بالك ستجد نفسك أكثر استرخاء وراحة.
3- تغيير وجهات النظر
لا يقتصر دور الكتابة على مجرد فهم الحياة من حولنا، بل هي السحر الذي يغير نظرتنا لذواتنا الداخلية، فالكتابة تجعلنا قادرين على أن نرى ما نفعله بطريقة جديدة، ونكتشف جوانب إيجابية في أنفسنا لم نكن نرفعها، ما يجعلنا نتقبل ذاتنا كما هي بل ونكون واثقين في أنفسنا.
4- الوعي بالنفس
ترى الدكتورة سينثيا مكاي أن عددًا من الأشخاص يتفاجأ بنفسه عندما يكتب، فالكتابة تشبه المصباح الذي ينير ذواتنا من الداخل ويجعلنا نعرف ما تخبئ أنفسنا، وتزيد الوعي بذواتنا. فعندما تكتب تشعر وكأنك تخرج كل ما بداخلك من مشاعر سواء كانت سلبية أو إيجابية، وهذا يجعلك تشعر بالارتياح حتى إن كنت تكتب لنفسك فقط.
ونستخلص مما سبق أن العلاج بالكتابة لا يقتصر على كونه مجرد أداة للتعبير عن الذات، يل يمكن أن نقول عنه إنه رحلة استكشاف داخلي تعزز الوعي بالذات وتخفف ضغوطات الحياة، فمن خلاله نجد مساحة للتفكير والتجديد الذهني، ما يمكننا من التعامل مع التحديات بروح أقوى وأكثر تفاؤلًا.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.