قبل عقدين من الزمن سألني أحد المعارف، وكان مسؤولاً عن نادي القلم، وهو المكان الوحيد الذي كان ملتقى الأدباء في مدينتي السليمانية في حينها، كان سؤاله حول كيف يمكن للكاتب أن يكتب!
كيف يكتب الكاتب؟
وحسب تحليله أن دماغ الإنسان يصدر النبضات الكهربائية للعضلات التي تحرك اليد والأصابع لتحرك القلم على القرطاس فتكتب الكلمات وتصاغ الجمل.
كان هذا التحليل يشمل فقط آلية الفسلجة حول كيف تتحرك أعضاء الجسم البشري، لكن قدرة الإنسان على الكتابة شيء آخر، ضمن قدرات هي غير ملموسة قد يكون تأويلها صعباً جداً، ولي فلسفة أو تأويل خاص بي أربطه ببعد روحي غير ممنطق!
فهو مرتبط بالبعد الثالث حسب رؤياي، وهي أن لكل شيء يتم فعله وخاصة من قبل البشر له 3 أبعاد، بعد الفعل أو الإنجاز الذي له حيز ورد فعل وتأثير مباشر وغير مباشر ضمن المحيط المعيشي، والبعد الذي يتمثل بالفاعل أي القابليات الجسدية للشخص المنجز، أما البعد الثالث فهو ضمن القابليات غير الاعتيادية التي تكون ضمن ما تضفه الروح بصورة غير ملموسة ولا مرئية في المحيط المعيشي أي ضمن الواقع.
قبل عدة شهور نشر لي رأي على أحد المواقع التي تعنى بالثقافة والأدب حول ما هو الإنسان كروح وجسد ونفس، تكلمت به حول التلازم بين هذه العناصر.
اقرأ أيضاً الكتابة وتحدياتها في المرحلة الإلكترونية.. معلومات لا تفوتك
هل تشترط الكتابة الأدبية أن تكون إنساناً موثراً ومرهف الإحساس؟
فمن أين تأتي هذه الإمكانيات، هل فقط من الدماغ ثم يطبقها من خلال النظام الفسيولوجي لجسم الإنسان؟ طبعاً لا، برأيي أن الكتابة ضمن الأدب تقترب من أن تكون مخلوقاً فعالاً ومؤثراً على أحاسيس وعواطف المتلقي وبصورة تتفاوت من شخص لآخر، حيث إن الكائن البشري هو جسد مرئي وملموس ونفس تتحكم وتسيطر على الأهواء والنوازع والمشاعر العاطفية والغريزية مثل: الجوع، والعطش، ضمن نوع الأطعمة، ونكهاتها، ومدى ومستوى الحاجة الجنسية، وروح تدير الجسد وإرهاصات النفس.
وضمن هذا الرأي والفكرة قد تكون إمكانيات الكتابة وخاصة ضمن النصوص الأدبية تتأتى من قابليات خاصة تأمنها الروح مع النفس وكثيراً ما يطلق عليها بالموهبة والملك.
كان هذا الرأي يخص البعد الروحي غير المألوف ضمن العرف المنطقي الذي يعتمد على الأشياء المرئية والملموسة، وفي قابل الأيام سأتكلم حول ما هي الآلية التي تمكننا من أن نبني نصاً مستساغاً ومفهوماً.
اقرأ أيضاً الكتابة الأدبية.. صورة الرجل والذات في المجموعة القصصية
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.