يعد الابتزاز العاطفي خاصة في محيط الأسرة من أشد وأقسى أساليب الإساءة النفسية على الفرد، كما سنعرف في هذا المقال.
ما الابتزاز العاطفي؟
هو أحد أشكال التلاعب النفسي، وفيه يُستخدم الاستغلال العاطفي وأسلوب الترغيب والترهيب، في سبيل السيطرة على الطرف الآخر، ويكون ذلك غالبًا بين شخصين تجمع بينهما علاقة شخصية قوية، أو علاقة حميمية (الأم والابنة، والزوج والزوجة، الأشقاء، أو حتى الأصدقاء المقربين) الذي يبرع أحد الأطراف بإحداث شعور بالذنب لدى الطرف الآخر، ويعد نوعًا من أنواع الإساءة النفسية.
فيستخدم ضده الخوف أو الإشعار المستمر بالذنب عن طريق الإيهام بالتقصير؛ وذلك للسيطرة أحيانًا حتى على الأبناء والتلاعب بهم، ودائمًا عند التعرض للابتزاز العاطفي "يصبح الطرف الأضعف رهينة عاطفية للآخر".
قد يعجبك أيضًا خطورة الابتزاز العاطفي على الصحة النفسية
العلاقات الأسرية السامة
ولأن الروابط العائلية تحوي كثيرًا من المشاعر القوية، لذا أحيانًا تُستغل هذه المشاعر. وفي البيئة الأسرية السامة، غالبًا ما يستخدم الآباء الابتزاز العاطفي للتلاعب بأبنائهم ودفعهم إلى التصرف بطريقة معينة أو لجعلهم يشعرون بالذنب تجاه شيء فعلوه أو لم يفعلوه.
وكثيرًا ما يُلجأ إلى هذا النوع من التلاعب في العائلات التي يكون فيها أحد الوالدين أو كلاهما مسيئين عاطفيًا أو جسديًّا ويحاولون التحكم في سلوك الأبناء.
وفي هذه العلاقة السامة يعتقد الآباء أن أبناءهم هم ملكية خاصة بهم، ويغيب عنهم أنهم مسؤولون عن توفير التوجيه والرعاية والحماية لهم، بواسطة وجود توازن بين الرقابة الأبوية والفردية، حتى ينشأ الأبناء في بيئة صحية تحقق الأمن النفسي، وفي مناخ تربوي يرتكز على المودة والحوار الهادئ، وألا تهمَّش آراء الأبناء، ولا يرغمون على فعل ما قد يسبب لهم بالألم.
قد يعجبك أيضًا الابتزاز العاطفي.. ما هو وما أنواعه؟
تأثير الابتزاز العاطفي
الابتزاز العاطفي هو سلوك ضار للغاية في كل أنواع العلاقات، وبالأخص في البيئة العائلية، ويكون أكثر ضررًا خاصة على الأبناء في المراحل العمرية المبكرة، والذين غالبًا ما يكونون هدفًا سهلًا للابتزاز العاطفي من قِبل والديهم.
وقد لا تتعرف على التلاعب على الفور، وخصوصًا في المحيط الأسري.
ولكن قد تلاحظ بعض الإشارات منها؛ أنك غالبًا ما تشعر بالاستغلال والضغط عليك لفعل لا تريد فعله، وأن مشاعرك لا تهم، ويكون لديك شعور مستمر بالذنب والارتباك، وأنك مهما فعلت فهو غير كافٍ، فغالبًا لا تقابل جهودك بالرضا.
والابتزاز العاطفي يؤدي إلى سلسلة من ردود الأفعال التي تدخل أطراف العلاقة في دائرة من سوء المعاملة يصعب كسرها، وينتج عنها بعض الاضطرابات النفسية وفقدان الثقة بالنفس والاكتئاب.
قد يعجبك أيضًا الحفاظ على صحتك العقلية والعاطفية.. كيف تتجنب ابتزاز النفس والعاطفة وتحمي نفسك؟
وسائل لمواجهة الابتزاز العاطفي
في كثير من الظروف يكون من الصعب التفطن إلى أن الطرف الآخر يمارس الابتزاز العاطفي ضدنا، وقد نواجه صعوبة في الابتعاد عنه، لذلك فإنه من الضروري اتباع ما يلي:
· التعرف على الابتزاز العاطفي، والتعامل معه بوعي، وتعد تسمية الأمور بمسمياتها، خطوة أولى للنجاح في صدها.
· تقبل جزء من المسؤولية في كل علاقاتك وتعامل معها بواقعية.
· افرض في علاقاتك حدودًا وخطوطًا لا يمكن تجاوزها.
· ابتعد قدر الإمكان عن أي علاقة غير صحية أو غير متوازنة.
· عزِّز ثقتك بنفسك وافرض قوة حضورك، ولا تدع المجال للآخرين أن يقرروا عنك.
· تعلم استراتيجيات إدارة الخلافات والتفاوض من أجل الحصول على حلول صحية ومعقولة.
· ركِّز في احتياجاتك الشخصية التي قد تكون تجاهلتها بسبب تعرضك الدائم للابتزاز والضغط من غيرك.
قد يعجبك أيضًا ما الارتباك العاطفي؟ وكيف أتغلب عليه؟
ما عقوق الآباء للأبناء؟
وأخيرًا، أختم المقال بجانب مهم يغفل عنه كثير من الناس، وهو عقوق «الآباء» الذي يُعد أحد أمراض المجتمع المخفية لعدم رغبة المجتمع بالاعتراف بها، فعند سماع كلمة «عقوق» ينصرف الذهن مباشرة إلى عقوق الأبناء للآباء والأمهات.
لكن كثيرًا من الناس لا يعلمون أنه يوجد نوع آخر من العقوق، وهو عقوق الآباء للأبناء.
فللأبناء على الآباء كثير من الحقوق، إذا ما وفُّوا بها كانوا بارين بأبنائهم، وإذا أخلوا بها كانوا عاقين لهم أيضًا.
وحقوق الأبناء على الآباء أكثر في عددها من الحقوق التي للآباء على الأبناء، فإذا كانت حقوق الآباء على الأبناء تبدأ من وقت إدراك الأبناء وتمييزهم بين البر والعقوق، فإن حقوق الأبناء على الآباء تبدأ قبل وجودهم إلى الحياة، فتبدأ حقوق الأبناء على الآباء من بداية التفكير في الزواج وبناء الأسرة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.